اجتماع حاسم في الريحانية اليوم بين هيئة أركان «الحر» والفصائل الإسلامية

على خلفية تهديد 21 فصيلا بالانسحاب.. وتشكيل قيادة موازية

TT

كشفت مصادر عدة في المعارضة السورية، العسكرية والسياسية، لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعا حاسما» سيعقد اليوم في مدينة الريحانية في تركيا بين الفصائل الموقعة على ما عرف ببيان الـ21 سحب الاعتراف بهيئة أركان الجيش السوري الحر، وأبرزها جيش الإسلام، وصقور الشام، وأحرار الشام ولواء التوحيد، وبين ضباط منتدبين من هيئة ألأركان، من أجل البت بمصير الخلافات القائمة بين الطرفين. ويأتي الاجتماع بعد تهديد الفصائل العسكرية الإسلامية، التي تتمتع بفوذ ميداني كبير، بإعلان قيادة موازية لهيئة الأركان التي يرأسها اللواء سليم إدريس، في حال لم تبادر إلى إجراء عملية «هيكلة جذرية». وفي هذا الإطار، أكد ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، «حصول الاجتماع غدا (اليوم) بين موقعي بيان الـ21 وهيئة الأركان». وقال: «تمت دعوتي إلى الاجتماع الذي لم يحدد مكان انعقاده بعد لكنه سيعقد على الأغلب في الريحانية».

ورأى الضابط الذي فضل عدم الكشف المزيد من التفاصيل، أن «استقالة (رئيس المجلس العسكري والثوري لحلب العقيد عبد الجبار) العكيدي تأتي في هذا السياق، حيث إنه بالتأكيد حجز مكانا في أي تركيبة جديدة للأركان من خلال العلاقة التي تربطه بـ(قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح) حجي مارع».

من جهتها، كشفت مصادر سوريا معارضة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاجتماع سيعقد اليوم بين هيئة الأركان وقادة الألوية الـ21 الموقعة على البيان باستثناء جبهة النصرة». وأكدت أنه «إذا حصل اتفاق بين الجهتين فالأمور ستكون جيدة، أما إذا لم تبدد الخلافات، فستصدر الفصائل الـ21 بيانا تعلن فيه تشكيل قيادة جديدة موازية لهيئة الأركان، وتدعو الفصائل العسكرية للانضمام إليها»، مشددة على أن «هذا السيناريو أكيد بنسبة 100 في المائة». وأوضحت أن الفصائل المعترضة «تتوزع على كل أنحاء سوريا تقريبا وهي فاعلة على الأرض وأبرزها لواء التوحيد وجيش الإسلام وصقور الشام وأحرار الشام ولواء شهداء الإسلام ولواء نور الدين زنكي وألوية الصحابة والفرقة 2 والفرقة 19 وغيرها». وقالت المصادر، إن «الاجتماع سيعقد لحسم وجهتي نظر، فهيئة الأركان اقترحت عملية توسعة لكن الفصائل المعترضة تصر على هيكلة جذرية للهيئة، بحجة أن ثمة أشخاصا يحتلون مراكز فيها ولا يستحقونها، أو أن بعضهم ارتكب أخطاء ويجب فصله بسببها». ولفتت إلى قضية تطرحها الألوية الإسلامية، وتتعلق بمقاعد الهيئة في الائتلاف. وتقول في هذا السياق: «لهيئة الأركان 15 مقعدا في الائتلاف، من المفترض أن يشغلها عناصر من المكاتب السياسية للأركان، لكن المفارقة أن أيا من الألوية المقاتلة لا يعرفهم ومن هنا المطالبة بتغييرهم». وتضيف: «تطالب هذه الألوية بإعداد هيكلة جذرية تشرف عليها لجنة من الخبراء العسكريين تشكل لهذا الغرض»، مؤكدة أن «لا مشكلة للألوية مع رئيس الأركان الحالي اللواء سليم إدريس رغم الانزعاج السائد في صفوفها بسبب سعي الأركان لشراء الولاءات»، على حد تعبيرها.

وفي هذا السياق، أكد أبو نضال، المسؤول الإعلامي في ألوية وكتائب الحبيب المصطفى الموقعة على البيان لـ«الشرق الأوسط» أن «ممثلين عن الألوية يشاركون في اجتماعات قيادات الألوية المقاتلة في تركيا منذ أيام ومنها الاجتماعات الأخيرة مع وزير الخارجية القطري خالد العطية». وشدد أبو نضال أن «مندوبنا أبو الهادي سيحضر الاجتماع مع هيئة الأركان غدا (اليوم)»، موضحا أن «مطلبنا الأساسي وضع شروط للعمل المشترك معها دون أي أجندة أو شروط مسبقة لخطة سياسية مستقبلية معينة». وأكد أنه «إذا لم يجر التوافق، فستبادر الألوية الموقعة على بيان الـ21 إلى الإعلان عن إنشاء هيئة مركزية جديدة وليس هيئة أركان جديدة».

وشرح أن الفرق بين الاثنين يشبه «الانتقال من المجلس الوطني كسلطة عليا في المرحلة الأولى إلى الائتلاف»، في إشارة ضمنية إلى احتمال أن تكون الأركان جزءا من القيادة المركزية الجديدة. ولفت أبو نضال إلى أن أحد أساسيات هذا التغيير يكمن في «تعديل الخطة السياسية» التي تحرك العمل العسكري.