المالكي يدعو مسؤولي الأنبار إلى بغداد لمناقشة تهديدات «القاعدة»

رئيس مجلس المحافظة: أعددنا خطة متكاملة لبحثها معه

الدخان يتصاعد من موقع تفجير انتحاري خارج مركز شرطة الرياض في الحويجة قرب كركوك أول من أمس (رويترز)
TT

كشف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت عن أن «رئيس الوزراء نوري المالكي وجه لنا كمجلس محافظة ومحافظ دعوة للقائه في بغداد، لكي نبحث معه حقيقة الأوضاع في المحافظة من مختلف الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، وهو ما سنعمل على إعداده كخطة متكاملة، لكي نعرضها أمامه خلال لقائنا به هذه الأيام».

وقال كرحوت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة المحلية الجديدة في الأنبار جادة في إيجاد حلول حقيقية لقضايا المحافظة وفي المقدمة منها الخدمات وتحسين الوضع الاقتصادي لقناعتنا أن هذه المسائل هي المدخل الصحيح لبسط الأمن في ربوع المحافظة ومن ثم العراق».

وأضاف كرحوت أن «المطلب الأول لأهالي الأنبار الذي سنحمله معنا هو الالتفات إلى الأنبار ودعمها اقتصاديا والقضاء على البطالة المستشرية هنا، لأنها عامل رئيس من عوامل التوتر، ويمكن استغلالها سلبا»، مشيرا إلى أن «الأنبار تحتاج اليوم إلى مشاريع استراتيجية، يضاف إلى ذلك أننا نريد حسم مسألة البطاقة التموينية بتحويلها إلى المحافظة».

واعتبر كرحوت أن «الحكومة المركزية مطالبة بتحقيق هذه المطالب لكي نستطيع القول إنه يمكن بعدها تحقيق الأمن والاستقرار في عموم المحافظة». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان اللقاء مع المالكي سيتضمن طرح مطالب المتظاهرين، خصوصا مع استمرار المظاهرات لنحو 10 شهور، قال كرحوت إن «المحافظة شكلت لجنة بهدف جمع مطالب المتظاهرين، وهي مطالب معروفة إلى حد كبير، ولكننا سنعرضها على الحكومة، على الرغم من شعورنا بأن حل مشكلات الأنبار وأزماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية سيكون مفتاحا أساسيا لحل إشكالية المظاهرات»، مؤكدا أننا «سنطالب رئيس الوزراء بعفو عام، لا سيما عن الأشخاص الذين لم يرتبكوا جرما، فضلا عن تغيير المساءلة والعدالة، مع علمنا أن بعض هذه المسائل هي من اختصاص البرلمان، ولذلك فإنه ستكون لنا لقاءات مع البرلمان للغرض ذاته».

وبشأن المخاوف من أن تتحول الأنبار من جديد إلى معقل لتنظيم «القاعدة»، قال رئيس مجلس الأنبار إن «التهديدات لم تتوقف من قبل «القاعدة»، وهي أمور معروفة بالنسبة لنا، ونحن لا نستهين بذلك، ولكننا جادون في دعم الأجهزة الأمنية والعسكرية، من أجل القيام بواجباتها، خصوصا أن الأنبار محافظة مترامية الأطراف، وتحد ثلاث دول».

من جهته، اعتبر أمير عشائر الدليم الشيخ ماجد العلي السليمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاء مع المالكي «يمكن أن يحل كثيرا مما تعانيه الأنبار من مشكلات وأزمات أثرت على العراق كله». وأضاف أن «المالكي وخلال لقاءاتنا به يملك تصورا كاملا عن الأنبار، وهو يدرك أنها ربما تكون مفتاح حل مشكلات العراق الأمنية، ولكن هناك كثيرا من الأمور تأخرت لأسباب مختلفة، مع أننا كنا مهدنا الطريق في الماضي، لكن المشكلة التي واجهناها هي الإرادات المتضاربة سواء داخل المحافظة بين أركان السلطة المحلية أو بين المتظاهرين».

ودعا السليمان إلى «ضرورة التركيز على الهم العام الآن وترك الخلافات الشخصية التي لم تجلب للأنبار سوى المزيد من الدمار والتهميش»، معتبرا أن «دعوة المالكي للقاء مسؤولي المحافظة تأتي في وقت حساس الآن، خصوصا مع تنامي نفوذ (القاعدة)».

وتأتي دعوة المالكي لمجلس محافظة الأنبار ومحافظها للقائه في بغداد لبحث مختلف قضايا المحافظة بعد ثلاثة أيام من عودته من زيارة مثيرة للجدل للولايات المتحدة الأميركية حظي خلالها بدعم الإدارة الأميركية في محاربة «القاعدة»، كما تلقى نصائح الإدارة الأميركية والكونغرس بالانفتاح على باقي الشركاء، وفي مقدمتهم السنة كشرط لتزويده بالأسلحة. وكان المالكي قد هدد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وقائد «جيش المهدي» الذي يعد أكبر ميليشيا شيعية، أول من أمس، برد قاسٍ ما لم يكفّ عن انتقاداته له، وهو ما فسره كثير من المراقبين السياسيين بأنه استجابة للضغوط الأميركية باتجاه وضع حد لتنامي نفوذ الميليشيات التي تعتبرها واشنطن مرتبطة بإيران أو بالانفتاح على السنة الذين يشعرون بالتهميش والإقصاء.