سلفا كير يرسل مبعوثا خاصا إلى الخرطوم لمناقشة «استفتاء أبيي»

برلمانيون يطالبون باستئناف المحادثات بين جوبا ونيروبي حول مناطق حدودية متنازع عليها

TT

قرر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت إرسال مبعوثه الشخصي إلى نظيره السوداني عمر البشير في الأيام المقبلة لمناقشة الوضع في منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، في أعقاب الاستفتاء غير الرسمي الذي أجرته عشائر قبيلة «دينكا نقوك» نهاية الشهر الماضي، وأعلنوا فيه ضم المنطقة إلى دولة الجنوب في وقت طالب فيه برلمان الدولة التي استقلت قبل عامين بإعادة مناطق توغلت فيها القوات الكينية وقامت باحتلالها.

وقال دينق مدينق، نائب رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيي من جانب جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن وفدا من اللجنة العليا للاستفتاء ومجتمع أبيي قاموا بتسليم كير نتيجة الاستفتاء، موضحا أن كير أوضح أن الاعتراف بالنتيجة يكون عبر اتفاق مع نظيره السوداني عمر البشير. وتابع مدينق: «وعدنا الرئيس سلفا كير بإرسال مبعوثه الخاص حاملا رسالة شخصية منه إلى البشير للاتفاق حول نتيجة الاستفتاء»، مشيرا إلى أن الرئيسين كانا قد اتفقا على عدم عودة الحرب بين المسيرية والدينكا نقوك حتى لا تحدث مواجهات بين البلدين. وأوضح أنه طالما أن «الاستفتاء كان سلميا، فإن كير سيرسل مبعوثه الشخصي إلى الخرطوم في وقت قريب.. وإذا رفض البشير، سيقوم كير ببعث رسالة إلى الاتحاد الأفريقي يوضح ما جرى في أبيي، ووعد بأنه سيبذل كل الجهود مع البشير لوضع حل نهائي في المنطقة».

وكشف مدينق عن أن كير سيطرح نتيجة الاستفتاء على مجلس الوزراء في اجتماعه الجمعة المقبل، وسيقدمها إلى حزب الحركة الشعبية الحاكم للاتفاق حولها. وقال إنه إذا «وافق الحزب على نتيجة الاستفتاء، فإن الحكومة لن ترفضها، باعتباره (الحزب) يشكل الأغلبية». كما أوضح أن اللقاء تطرق لمنع جوبا لأجهزة الإعلام الرسمية من تغطية ما يجري في أبيي من أحداث مهمة وتاريخية، قائلا إن «مجتمع أبيي يقدر موقف كير، لكنه غاضب من تجاهل تلفزيون الدولة الرسمي للاستفتاء، على الرغم من أن تلفزيون وصحف الخرطوم قامت بالتغطية وفق منظورها».

إلى ذلك، طالب عدد من نواب برلمان جنوب السودان حكومة بلادهم باستئناف المحادثات مع دولة كينيا المجاورة في أعقاب ما وصفوه بـ«توغل الجيش الكيني إلى داخل أراضيهم»، رغم ما يربط البلدين من علاقات قديمة.

وقدمت لجنة برلمانية - جرى اختيارها في وقت سابق للنظر في قضية وجود كيني داخل أراضي جنوب السودان - توصياتها إلى البرلمان، واشتملت توصيات اللجنة على ضرورة نشر قوات أمنية مشتركة مكونة من الشرطة والجيش في مناطق «لولي وليتمور» للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك، وتخصيص ميزانية خاصة في الموازنة العامة للدولة لسنة 2013– 2014م لتشييد طرق تربط مناطق «ناروز وبوما وراد»، وربط مدينة كابويتا في شرق الاستوائية المجاورة للحدود الكينية بمناطق أخرى في المنطقة. كما دعت إلى إشراك أهالي المجتمع المحلي في ترسيم الحدود والمناطق التابعة للبلاد، بما فيها التي توغل فيها الجيش الكيني. وأشار نواب إلى أن كينيا «احتلت مثلث (ليمي) ومنطقة (نادابال) باستخدام المدرعات العسكرية»، وقالوا إن «هناك أعمال قتل للمدنيين جرت في المناطق التي احتلتها القوات الكينية، بهدف طرد المواطنين من تلك المناطق وتثبيت سيادة نيروبي عليها».