طاجيكستان تمدد لرئيسها

رحمان يتجه للفوز بـ«الرابعة» وسط مقاطعة المعارضة

TT

توجه الناخبون في طاجيكستان إلى مراكز الاقتراع أمس للمشاركة في انتخابات رئاسية يرجح أن يفوز بها الرئيس إمام علي رحمان بولاية جديدة هي الرابعة له على رأس هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى والتي يقودها منذ 1992 من دون معارضة حقيقية.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية محمد شوخيان في مؤتمر صحافي: «إن الانتخابات تجري من دون مشاكل»، موضحا أن نسبة المشاركة بلغت نحو 68 في المائة في الساعة الثانية زولا بالتوقيت المحلي. وفي آخر انتخابات رئاسية أجريت عام 2006 أعيد انتخاب الرئيس رحمان بما يقارب 80 في المائة من الأصوات وبمشاركة بلغت نحو 90 في المائة. ويتنافس ستة مرشحين في هذا الاقتراع الذي تقاطعه الأحزاب الرئيسية في المعارضة.

وقال حكمت الله سيف الأسد المتحدث باسم حزب النهضة الإسلامية (معتدل) إن «المعارضة لا تشارك في هذه الانتخابات ولا يوجد بين المرشحين من هو معارض». وانسحبت أوينخول بوبونازاروفا (65 سنة) مرشحة هذا الحزب للانتخابات الرئاسية لعدم تمكنها من جمع التواقيع المطلوبة لتقديم ملف ترشيحها، واتهمت السلطات بممارسة «ضغوط» عليها لمنعها من جمع التواقيع اللازمة. كما أعلن «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، وهو من أحزاب المعارضة، مقاطعته الانتخابات بسبب «انتهاكات الدستور وعمليات تزوير منظمة وغياب الديمقراطية والشفافية».

أما المرشحون الخمسة الذين واجهوا رحمان فهم غير معروفين كثيرا لدى الرأي العام. واتسم برنامجهم الانتخابي لهذا البلد الذي يعاني من نقص الطاقة كل شتاء ويعتمد في عيشه بشكل أساسي على تحويلات الأموال من الشتات، بالغموض إلى حد كبير. وقالت بوبونازاروفا منتقدة: «ما من مرشح إلى الرئاسة يجرؤ على القول إنه يتوجب تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية مع أوزبكستان المجاورة، ولا القول متى ستتوفر الإنارة والتدفئة بشكل دائم في المنازل، ولا كيف يمكن تحسين حياة المهاجرين إلى الخارج، ولا متى سيكون هناك تقدم في القطاع الزراعي وصناعة حديثة لكي يتمكن الناس من العمل في بلادهم».

ويرى مراقبون أن هؤلاء المرشحين ليسوا سوى وسيلة لإعطاء الاقتراع صفة التعددية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير السياسي الطاجيكي صائم الدين دوستوف قوله: «هؤلاء المرشحون لا يمكن أن يشكلوا منافسة حقيقية؛ لأنهم مقربون من الحكم ومن الحكومة. مشاركتهم في الانتخابات تستخدم لإضفاء صفة شرعية على الرئيس رحمان».

وأكدت «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» التي تشرف على الاقتراع الرئاسي، في تقرير، أنه «لم يكن هناك أي حملة ظاهرة لمرشحين آخرين»، فيما غطت وسائل الإعلام الرسمية «بشكل مستفيض وإيجابي» رحلات الرئيس في سائر أرجاء البلاد. ويتجه الرئيس الحالي (61 سنة) نحو ولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، أصبحت ممكنة بفضل تعديلات أجريت في 2003 وسمحت له بالبقاء في الحكم حتى عام 2020. وهذا المدير السابق لمزرعة تابعة للدولة يحظى بشعبية أكيدة لأنه وفر الأمان في طاجيكستان بعد حرب أهلية دامية بين السلطة وحركة تمرد إسلامية في تسعينات القرن الماضي. لكن في ظل قيادته ترنح اقتصاد البلاد من سيئ إلى أسوأ، فيما غادر مئات آلاف المواطنين بسبب الفقر في بلادهم للعمل في الخارج، لا سيما في روسيا.

وقد جعل رحمان من استقلالية البلاد في مجال الطاقة ركن حملته، واعدا بإنجاز بناء سد روغون، وهو مشروع لا تنظر إليه بعين الرضا أوزبكستان المجاورة التي تخشى عواقبه على صناعتها القطنية، وقد حذرت من أن التوترات يمكن أن تؤدي إلى «حرب على المياه».