كيري: الاهتمام الدولي بالأزمة السورية غير كاف.. والسوريون أكلوا الكلاب والقطط

جودة: الأردن يتحمل أعباء اللاجئين السوريين نيابة عن المجتمع الدولي

مقاتلون من جبهة النصرة يفتشون مدنيين في المنطقة الفاصلة بين حلب ومنطقة المشارقة (رويترز)
TT

قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن «الأزمة السورية لم تحصل على الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي، وخاصة ما حدث من تشريد وتجويع للشعب السوري الذي أكل لحم القطط والكلاب»، مؤكدا «استمرار بلاده في العمل مع الأردن للوصول إلى عقد مؤتمر (جنيف 2)».

وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الأردني ناصر جودة، عقب اجتماع بينهما في عمان بحثا فيه تطورات الأزمة السورية، وأهمية انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي، وانعكاسات هذه الأزمة الإنسانية على الأردن، إلى جانب عملية السلام. ولفت كيري إلى «إننا ندرك تأثير ما يجري في سوريا على الأردن، ونحن ممتنون جدا للشعب الأردني وللحكومة الأردنية على كرمهم وسخائهم في استقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم وإيوائهم، حيث ناقشنا خلال مباحثاتنا الأزمة الإنسانية في سوريا».

وأشار إلى أن «الملك عبد الله الثاني قدم لنا الكثير من الأفكار والاقتراحات المهمة»، مؤكدا «حرص الولايات المتحدة الأميركية على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق مع الأردن حيال عملية السلام وقضايا المنطقة». وأكد كيري أن «الأردن ليس مجرد جار أو متفرج فيما يخص عملية السلام، إنما طرف أساسي، وله مصالح كبيرة في نتائج الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهو شريك في السلام مع جميع الأطراف».

وقال إنه «أجرى مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه سوف يعود اليوم (الخميس) للقاء الرئيس عباس و(الجمعة) للقاء الرئيس نتنياهو»، مشيرا إلى أنه «جاء إلى الأردن من القدس وبيت لحم مباشرة نيابة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما».

وقال: «رغم وجود صعوبات، فإن المحادثات بين الطرفين كانت مثمرة وستستمر»، مؤكدا «التزام الولايات المتحدة الأميركية بتحقيق السلام». وقال إن «الرئيسين عباس ونتنياهو أكدا له التزامهم تحقيق السلام رغم وجود صعوبات»، مشيرا إلى أنه «رغم الصعوبات، فإنه لا يوجد بديل للسلام»، مؤكدا «رغبة جميع الأطراف، بما فيها لجنة مبادرة السلام العربية، في تحقيق السلام».

وقال كيري إن «السلام الذي يضمن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع 57 دولة عربية وإسلامية سوف يجعل المنطقة أكثر المناطق غنى ويخلق فرصا اقتصادية لا يمكن تخيلها».

من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أهمية تجسيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، لافتا إلى أن الأردن يعد إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية عليا. وأضاف جودة أن الملك عبد الله الثاني أجرى مع الوزير كيري مباحثات مهمة وواضحة وشاملة حول الكثير من القضايا، مشيرا إلى اتصال هاتفي أجراه كيري مع الملك قبل أيام حول طبيعة هذه الزيارة إلى المنطقة وأهدافها.

وأكد جودة أهمية الدور الأميركي ودور وزير الخارجية الأميركي من خلال رعايته المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتواصل الوزير كيري مع لجنة مبادرة السلام العربية وجهودهم المستمرة لتحقيق السلام، مؤكدا موقف الأردن المتمسك بحل الدولتين، حيث إن الأردن صاحب مصلحة وليس وسيطا أو مراقبا.

وأشار جودة إلى الانعكاسات الإنسانية للأزمة السورية على الأردن من خلال استقباله أكثر من 600 ألف لاجئ سوري على أراضيه وتقديم الخدمات لهم رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن، مؤكدا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمساعدة الأردن للاستمرار في أداء هذا الدور الذي يتحمله نيابة عن العالم، ومعربا عن شكره لمساندة ودعم الولايات المتحدة الأميركية للأردن. وفي رده على سؤال، قال إن الملك عبد الله الثاني يؤكد أن «قلوبنا وأبوابنا مفتوحة لاستقبال أشقائنا السوريين، ولكن لا يوجد أي بلد في العالم، مهما كانت قوته الاقتصادية أو السياسية أو موارده، يستطيع أن يتحمل زيادة سكانية بمقدار 20 إلى 21% في فترة لا تتجاوز السنتين».

وبين أن «الأردن مستمر في استقبال اللاجئين، وهو يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الدور الذي يقوم به نيابة عن العالم، وفي غياب هذا الدعم فإن جميع الخيارات مفتوحة لحماية مصالحنا وحماية شعبنا، حيث إن المساعدات التي تأتي ما زالت أقل بكثير من حاجة الأردن». وفي رده على سؤال، أشار المسؤول الأردني إلى أن أهم ما في المفاوضات أنها محددة بجدول زمني مدته 9 أشهر، بدأ في 30 يوليو (تموز) الماضي ودخل في شهره الرابع، داعيا إلى أهمية وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، مشيرا إلى أن «كل العالم يجمع على أن الاستيطان عقبة أمام السلام، وهو غير شرعي وغير قانوني، لذلك يجب تسريع المفاوضات لترسيم الحدود التي تضمن وقف الاستيطان».

وقال: «إننا بحثنا تطورات الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا روسيا - أميركيا بخصوص الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولطالما حذر الملك عبد الله الثاني والأردن من خطورة هذه الأسلحة وإنهاء العنف، ولا بد من تحقيق الحل السياسي الذي من شأنه أن يعيد الاستقرار والأمن»، مشيرا إلى الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتح الطريق أمام تحقيق الحل السياسي.