الائتلاف السوري المعارض يشكك في جهود الإبراهيمي ويلتقي فورد غدا بتركيا

انتقد لقاءاته «شخصيات متصالحة مع النظام».. وطلاس نفى أن يكون في عدادها

TT

وجه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» انتقادات للمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، مشككا بالجهود التي يقوم بها لحل الأزمة السورية، ولا سيما لقاءاته الأخيرة مع شخصيات وصفها بـ«المعارضة المتصالحة مع النظام». وفي حين اعتبرت مصادر المجلس الوطني السوري أنّ الهدف من إعطاء دور لهذه الأسماء هو تشكيل «جهة تحمل صفة المعارضة محسوبة على روسيا وإيران في مواجهة الائتلاف الوطني»، مرجحة عدم انعقاد «جنيف2» قبل شهر فبراير (شباط) أو حتى مارس (آذار) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية السورية، رفض مناف خليل، المسؤول في الحزب الاتحاد الكردي، الذي اجتمع رئيسه صالح مسلم بدبلوماسيين أميركيين وروس في جنيف، القول أن يكون الهدف من هذه اللقاءات «استبعاد الائتلاف الوطني» أو التحضير لتشكيل «معارضة بديلة».

ونفى العميد المنشق مناف طلاس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، نفيا قاطعا المعلومات التي أشارت إلى أنّه كان من ضمن الشخصيات السورية في جنيف والتقى بدبلوماسيين روس وأميركيين، مكتفيا بالقول: «ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة بصلة».

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية أمس بيانا، أكدت فيه أنّ نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، أجرى سلسلة لقاءات في جنيف، يوم الأربعاء الماضي، مع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورئيسة الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري رندى قسيس، ورئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، ورئيس التجمع الديمقراطي الموحد رفعت الأسد، ونائب رئيس مجلس الوزراء المقال ورئيس حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، قدري جميل، مشيرة إلى أنّ اللقاءات تناولت تبادلا للآراء حول الوضع في سوريا، وتركزت على موضوع التحضير للمؤتمر الدولي «جنيف2» بما يتوافق مع المبادرة الروسية - الأميركية المؤرخة في 7 مايو (أيار) 2013.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «محاولة تشكيل جبهة معارضة جديدة من هذه الأسماء المعروفة بعلاقاتها الوطيدة مع روسيا، تهدف إلى إدخالها كطرف معارض ثان في المباحثات إلى جانب الائتلاف الوطني، وقد يتم بعد ذلك التوصل إلى تسوية معهم، في حال رفض الائتلاف الوطني ما قد يطرح من حلول وتمسك بشروطه».

وفي حين اعتبرت هذه المصادر أن إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنّ موعد «جنيف2» سيحدد خلال أيام، ينطلق من الموقف الذي سيصدره الائتلاف في اجتماع الهيئة العامة المقرر غدا السبت، أشارت إلى زيارة متوقعة لسفير الولايات المتحدة روبرت فورد إلى تركيا للقاء الائتلاف الوطني في اليومين المقبلين. وأشارت إلى أنّ استحضار رفعت الأسد يلقى استياء كبيرا في أوساط المعارضة والموالاة على حد سواء بينما تبقى الشخصيات الأخرى في الموقع «الرمادي» بالنسبة إلى الطرفين أيضا.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اعتبر أمس أن الحرب في سوريا هي «حرب كبيرة وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك»، مشيرا إلى أن «جنيف2 هو الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع ويجب الإسراع في عقده»، معربا عن ثقته بأنه سيتم تحديد موعده خلال أيام.

من جهته، أكّد نواف خليل، المسؤول في الحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أنّه لن يكون هناك أي بديل عن الائتلاف الوطني، آملا في حديثه أنّ تمثل المعارضة في جنيف2 كوفد مشترك مؤلف من «الائتلاف الوطني» و«هيئة التنسيق الوطنية» و«الهيئة الكردية العليا»، لما لها من دور في النضال الطويل في مواجهة حزب البعث الحاكم في سوريا. وسأل خليل: «أي وزن لهؤلاء المعارضين الطارئين الذين تتداول أسماؤهم في سوريا ولا سيما في الحراك الثوري، وماذا ومن يمثلون على أرض الواقع؟» من دون أن يستبعد أن «يقدموا ربما كجزء من الحكومة الانتقالية». وأوضح خليل أن «إسقاط النظام هو من أبرز الأمور التي نطالب بها، لكن نعتبر الإصرار على رفض مشاركة إيران طلب غير واقعي نظرا إلى الدور الإيراني في سوريا الذي يوازي أدوار دول أخرى ستشارك أيضا في المؤتمر، وبالتالي يجب أن يكون لها دور في أي حل في سوريا».

وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أشارت في بيانها، إلى أنّه «تم التأكيد خلال الاجتماعات على ضرورة الإسراع في التسوية السياسية للأزمة عبر حوار سوري شامل من دون شروط مسبقة، بمشاركة ممثلين عن الحكومة السورية والأطراف الرئيسية في المعارضة والمجموعات العرقية والطوائف». وأشارت إلى أن «المعارضين السوريين، أشادوا بالجهود الروسية لتطبيق إعلان جنيف بشكل كامل، وأنهم تقبلوا بإيجابية العرض الروسي لإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو لجميع أطياف القوى السياسية والاجتماعية السورية، معربين عن اهتمامهم للمشاركة بهذه اللقاءات».

من جهته، رأى الائتلاف الوطني السوري بأن «مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية - كما يفهمها الشعب السوري - هي السعي لتحقيق تطلعاته المشروعة، ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير». واعتبر في بيان له، أن «الجهود الأخيرة للإبراهيمي صبت في إطار الحوار مع المعارضة المتصالحة مع النظام والتي تولت مناصب في حكومة الأسد، وشهدت سوريا خلال أيام تسلمها للحقائب الوزارية أسوأ تصعيد عسكري ممكن، بدءا من استخدام الكيميائي ضد غوطتي دمشق، مرورا بانتهاج التجويع كوسيلة حرب، وصولا لتصعيد أعمال القتل والتدمير، إضافة لتعميق الأزمة الإنسانية».

واعتبر الائتلاف، في البيان ذاته، أنّ «إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة يعكس فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة لانعقاد جنيف2 مع النظام، وعليه أن يلتزم الحياد وألاّ يخرج عن السياق المقبول في الطرح السياسي»، مشددا على أن «الائتلاف والجيش الحر يعلمون تماما بأن لا نتائج مرجوة من أي مؤتمر للحل السياسي لم يضع رحيل الأسد ومحاسبة المجرمين في رأس الأولويات، لأن كل ذلك لن يؤدي إلى إقامة الديمقراطية أو تحقيق العدالة في سوريا».