وزير خارجية المغرب: علاقتنا بالدول الأفريقية غير مبنية على الضغط ولا نشتريها بالأموال

مزوار لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لي بوساطة الإمارات بين الرباط والجزائر

TT

ألقت العلاقة المتوترة بين المغرب والجزائر على أثر التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بشأن نزاع الصحراء بظلالها على اجتماع لجنة الخارجية والدفاع في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) أمس خصص لعرض موازنة وزارة الخارجية، وهو الاجتماع الذي جاء بعد ساعات من إلقاء العاهل المغربي لخطابه بمناسبة احتفالات الذكرى الثامنة والثلاثين لقيام المسيرة الخضراء السلمية، التي استرجع من خلالها المغرب صحراءه التي كانت مستعمرة من طرف إسبانيا، وهو الخطاب الذي تناول الموضوع ذاته.

وخصص صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي جزءا كبيرا من مداخلته أمام أعضاء اللجنة للكشف عن «الخطط المدروسة» التي يقوم بها خصوم الوحدة الترابية لبلاده، في إشارة إلى الجزائر، للتأثير على مسار نزاع الصحراء.

وفي غضون ذلك، قال مزوار لـ«الشرق الأوسط» بأنه ليس على علم بوجود مساع للوساطة تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بين الرباط والجزائر لتهدئة الأمور بين البلدين الجارين، وفقا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الرباط الاثنين المقبل ستتطرق للتطورات الأخيرة لنزاع الصحراء، قال مزوار بأن زيارة كيري تندرج في إطار واضح هو الاجتماع الثاني حول الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة. وأضاف: «بالطبع فإن زيارة وزير خارجية أميركا لا يمكن أن تقتصر على هذا الجانب بل لا بد من التطرق إلى قضايا أخرى من بينها قضية الصحراء وتفاعلاتها الأخيرة، وقضية الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كل ما هو مرتبط بأفريقيا والعلاقات المتميزة التي تربط المغرب بهذه الدول في إطار شراكة جنوب - جنوب ودعم التنمية في هذه الدول، كما سيجري التطرق إلى الوضع في منطقة الساحل فيما يتعلق بدعم الأمن والاستقرار، وكلها قضايا ستحظى باهتمام خاص في هذه الزيارة».

وفي السياق ذاته، قال مزوار بأن خصوم بلاده «يسخرون إمكانيات مالية ضخمة بغرض تركيع المغرب، لكن المغرب لم يستطع أحد تركيعه عبر التاريخ»، كما أنهم يقومون بتحركات استباقية مستمرة وفي مختلف المحافل الدولية للتأثير على مسار قضية الصحراء وفق مخطط مدروس.

وأوضح مزوار أن الجزائر ظلت طوال مدة طويلة تردد أن لا علاقة لها بقضية الصحراء لأنها مطروحة على الأمم المتحدة، بيد أن الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الخاص كريستوفر روس أقرا بأن للجزائر دور في هذا النزاع. وأضاف أن التطورات الأخير، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الجزائري بشأن نزاع الصحراء، كشفت عكس ما كانت تدعيه الجزائر، بيد أنه أضاف أن «من الأزمات تنبثق الحلول، والمغرب لا يخاف لأنه قوي بمصداقيته».

وقال مزوار بأن «الجيران (يقصد الجزائر) تزعزعوا» بالنجاح الذي حققته زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى مالي لحضور حفل تنصيب الرئيس إبراهيم بوباكار كيتا، وأضاف: «علاقتنا بالدول الأفريقية غير مبنية على الضغط، ونحن لا نشتريها بالأموال، بل تقوم على المصالح المشتركة لتعزيز الاستقرار والتنمية لدعم شعوب هذه الدول».

وأقر الوزير المغربي بوجود عدد من أوجه القصور في العمل الدبلوماسي لبلاده سيجري العمل على تجاوزها من بينها العلاقة مع الاتحاد الأوروبي فـ«الوضع المتقدم الذي حصل عليه المغرب غير متقدم»، حسب تعبيره، لذلك يتعين البدء في تتبع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة في هذا المجال، كما يتعين تطوير العلاقة مع دول شرق أوروبا التي أصبحت لها كلمة مسموعة داخل الاتحاد، بالإضافة إلى دول أميركا الشمالية، كما أنه من بين أولويات العمل الدبلوماسي وضع استراتيجية لمواجهة تغلغل خصوم الوحدة الترابية للبلاد في بعض المجتمعات المغاربية واستغلال الأوضاع التي تجتازها المنطقة.

وفي السياق ذاته، قال مزوار بأنه سيجري العمل على تفعيل الشراكة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي التي تنمو بمنهجية تدريجية تراعي الأبعاد السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية لهذه الشراكة.