قوات النظام تحقق تقدما قرب مطار حلب وفي ريف دمشق

اشتباكات حول مستودع أسلحة في حمص

TT

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن الجيش السوري استعاد «أجزاء واسعة» من «اللواء 80» المكلف بأمن مطار حلب الدولي (شمال) الذي سيطر عليه مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد في فبراير (شباط) الماضي.

وأفاد المرصد في بريد إلكتروني بأن «اشتباكات عنيفة تدور منذ الساعة الرابعة فجرا بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والدولة الإسلامية في العراق والشام (المرتبطة بالقاعدة) من طرف آخر في اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي». وتحدث المرصد عن «تقدم القوات النظامية داخل اللواء وسيطرتها على أجزاء واسعة منه وسط استقدام الكتائب المقاتلة والدولة الإسلامية تعزيزات إلى المنطقة».

وفي وقت لاحق، أفاد المرصد بأن الطيران الحربي «قصف مناطق تمركز الكتائب المقاتلة والدولة الإسلامية في محيط مطار حلب الدولي واللواء 80»، في حين تستمر الاشتباكات في القاعدة العسكرية. وأشار المرصد إلى سقوط «ما لا يقل عن 15 مقاتلا من الكتائب المقاتلة»، إضافة إلى «قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية» لم يحدد عددهم.

من جهته، قال مصدر أمني سوري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العمليات العسكرية في المنطقة تسير بنجاح منذ استعادة السفيرة»، المدينة الاستراتيجية في ريف حلب التي استعادها النظام الأسبوع الماضي. وأضاف أن «العمل جار الآن في المحيط القريب من السفيرة بكل الاتجاهات، ويتم توسيع منطقة سيطرة الجيش»، مشيرا إلى أن «قطاع اللواء 80 قريب من السفيرة، وبالتالي الجيش يحقق إنجازات في كل القطاع المحيط بالسفيرة».

وكان مسلحو المعارضة شنوا «معركة المطارات» في منطقة حلب في فبراير (شباط) الماضي، وهاجموا قواعد جوية ومطارات. وقد تمكنوا من السيطرة على «اللواء 80» المكلف بحماية مطار حلب الدولي، إضافة إلى مطار النيرب العسكري. ويفرض المقاتلون حصارا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزالان تحت سيطرة النظام.

وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد بحدوث «اشتباكات عنيفة» في منطقة مستودعات الأسلحة في بلدة مهين، التي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها منذ نحو أسبوعين. وقال المرصد إن القوات النظامية استقدمت تعزيزات واستخدمت الطيران الحربي في القصف، بينما يحشد المقاتلون وبينهم جهاديون، عناصر إضافية للسيطرة على المستودعات التي تعد من الأكبر في سوريا.

وكان المرصد أفاد الأربعاء بأن المقاتلين سيطروا على أجزاء من المستودعات الضخمة وغنموا أسلحة وذخائر. إلا أن مصدرا أمنيا سوريا نفى هذا الأمر، مشيرا إلى تواصل المعارك.

من جهة أخرى، أعلنت القيادة العامة لجيش النظام السوري سيطرتها على بلدات سبينة الكبرى وسبينة الصغرى وغزال في الريف الجنوبي لمدينة دمشق. وقالت قيادة الجيش في بيان لها إنها حسمت المعركة هناك. وأضاف البيان أن هذا الإنجاز «حسم معركة استقدمت إليها المجموعات الإرهابية أعدادا كبيرة من المسلحين ومن مناطق عدة». ولفت البيان إلى أن السيطرة على هذه المنطقة «تضيق الخناق على المجموعات الإرهابية وتشكل منطلقا للقضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية». وتعد منطقة السبينة خط إمداد أساسيا لمقاتلي الجيش الحر في ريف دمشق الجنوبي.

من جانب آخر، اعتصم عدد من الأهالي في شارع المدارس في مخيم اليرموك جنوب العاصمة الذي يشهد اشتباكات متواصلة وقصفا عنيفا، ودعا المعتصمون أهالي المخيم إلى «العودة إلى المخيم وعدم الخروج منه»، وبحسب ناشطون بجنوب دمشق فإن الاعتصام جاء ردا على «دعوات أطلقتها ميليشيا القيادة العامة وقوات الأسد لخروج المدنيين من المخيم، تزامنا مع فتح الحواجز أمام من يرغب في مغادرة المخيم من المدنيين».

وجاء ذلك بعد التقدم الذي أحرزه جيش النظام في ريف دمشق الجنوبي واستعداده لمعركة حاسمة في المخيم، إلا أن هناك عددا من الأهالي رفضوا الخروج رغم الحصار والتجويع المفروض منذ أكثر من شهر. وطالب المعتصمون بفك الحصار عن المخيم وفتح الحواجز أمام حركتي الخروج والدخول وليس فقط الخروج دون عودة، والسماح للمهجرين بالعودة إلى منازلهم في المخيم.

وتواصلت الاشتباكات على الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة داريا، بالتزامن مع قصف على المدينة، وقصف طال أيضا مدن دوما، وحرستا، وسقبا، بريف دمشق. وفي ريف حماه سقط عدد من القتلى والجرحى، بينهم أطفال، يوم أمس، جراء قصف طال قرى جسر بيت الرأس، ورأس الأحمر بريف حماه، بعد صلاة الجمعة، كما سقط عدد من الجرحى جراء قصف مدفعي على بلدة الحويجة في ريف حماه، بالتزامن مع «اشتباكات عند حاجز الأعلاف قرب قرية كوكب بريف حماه الشمالي».

من جانبها، نقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مصدر عسكري قوله «قتل ثمانية فلاحين وأصيب آخرون بنيران مجموعة مسلحة، هاجمتهم صباح أمس خلال قيامهم بقطاف الزيتون في قرية خنيفيس بريف السلمية التابعة لمحافظة حماه»، مضيفا أن «المسلحين أقدموا على اختطاف امرأتين، واستولوا على سيارة كانت بحوزة الفلاحين».