مباحثات مصرية ـ روسية في القاهرة الأسبوع المقبل تشمل وزراء خارجية ودفاع البلدين

المتحدث باسم الخارجية: تناقش ملفات أمنية مهمة.. ونسعى لتنويع البدائل أمامنا

مظاهرات للمصريين المؤيدين لمحمد مرسي الرئيس المصري المعزول في أحد ميادين القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

تجري في العاصمة المصرية (القاهرة) الأسبوع المقبل مباحثات روسية - مصرية موسعة، تضم وزراء خارجية ودفاع البلدين، في تطور نوعي كبير للعلاقات بينهما منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن بلاده «تسعى لتنويع البدائل السياسية لديها، والانفتاح على الجميع»، مضيفا أن «اللقاء سيشهد مناقشة عدد من الملفات الأمنية والسياسية المهمة وفقا لاحتياجات مصر».

ويأتي التوجه المصري الجديد نحو موسكو في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وعدد من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، حالة من عدم الاستقرار، بعد عزل قادة الجيش لمرسي في يوليو (تموز) الماضي استجابة لمظاهرات شعبية عارمة طالبت برحيله. وأعلنت واشنطن وقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر عسكرية وصواريخ للقاهرة، فضلا عن مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار، وهي الخطوة التي هاجمتها مصر. ومنذ طرد الرئيس المصري الراحل أنور السادات المستشارين العسكريين السوفيات عام 1970، توقفت العلاقات العسكرية بين البلدين. وقالت مصادر سياسية إن مصر تسعى من خلال تطوير علاقاتها مع روسيا إلى الحصول على أسلحة متطورة، منها مقاتلات روسية وصواريخ مضادة للطائرات، للرد على القرار الأميركي بخفض المساعدات العسكرية.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قام مدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، بزيارة القاهرة. كما قام نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، بزيارة إلى روسيا منتصف الشهر الماضي.

وقال السفير بدر عبد العاطي إن زيارة وزير الخارجية الروسي لمصر تعد ردا على زيارة فهمي لموسكو، مضيفا أن التوجه المصري هدفه تنويع وتوسيع البدائل أمام السياسية الخارجية المصرية، والانفتاح على الجميع بطبيعة الحال، مشيرا إلى أن «المباحثات ستعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، كما ستشمل مناقشة عدد من الملفات الأمنية المهمة، وجميع الأمور وفق احتياجات مصر». وشدد عبد العاطي على أن «مصر لا تستبدل طرفا بطرف آخر». وأضاف «نحن نوسع البدائل وفقا للمصلحة المصرية الوطنية، ولا نذهب لطرف على حساب آخر». لكنه استدرك قائلا «وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان في مصر قبل أيام، وأكدنا له حرصنا على العلاقات المهمة مع بلاده ما دام الجانب الأميركي حريصا على العلاقات مع مصر». وأكد المتحدث أن اللقاء سيبحث علاقات شراكة ومصالح متبادلة، ومناقشة القضايا الإقليمية والأزمة السورية والفلسطينية.

وتحدث عن زيارة قريبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من هذا الشهر إلى مصر. لكن السفير عبد العاطي أكد أنه «بالفعل هناك دعوة موجهة إلى بوتين لزيارة مصر، لكن إلى الآن لا توجد أي مواعيد محددة لها». وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قد أعلن أن العاصمة المصرية القاهرة ستحتضن في 13 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي اجتماعا وزاريا روسيا مصريا يحضره وزراء خارجية ودفاع الدولتين، حيث يلتقي كل من وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف مع وزير الخارجية نبيل فهمي، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة.

وأشار لوكاشيفيتش إلى أنه لم يسبق أن قام وفد روسي كهذا بزيارة إلى مصر، ولم يسبق أن أجرى وزراء خارجية ودفاع روسيا ومصر محادثات مشتركة. وأضاف «الزيارة والمباحثات ستكون في هذا الإطار هي الأولى في تاريخ علاقات الصداقة بيننا». وشدد المتحدث على أن إجراء مباحثات في هذا الإطار «يؤكد أن روسيا تعتبر من أولوياتها تطوير العلاقات مع مصر في شتى المجالات لاحقا». وأضاف لوكاشيفيتش أن لافروف وشويغو سيناقشان مع نظيريهما المصريين مسائل جدول الأعمال الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى مهام تعزيز التعاون الروسي المصري في مختلف المجالات، بما فيها السياسة والاقتصاد والمجال العسكري التقني وغيرها.

وقال المتحدث إن «روسيا تحرص على علاقات الاحترام المتبادل والصداقة الطويلة الأمد، وتهتم بأن تواصل مصر، باعتبارها أحد البلدان الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام، دورها في طريق التحولات السياسية والاجتماعية الاقتصادية بما يلبي مصالح المواطنين». ويضم الوفد الروسي عددا من المسؤولين الآخرين بينهم النائب الأول لرئيس هيئة التعاون العسكري الفني أندريه بويتسوف، ومسؤولون في شركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون إكسبورت».