كيري يؤجل زيارته للمغرب والجزائر

الناطق باسم الخارجية الجزائرية يتهم الرباط بالعمل لفائدة منظمات تدعم توجهات صهيونية

TT

أعلنت متحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس أن زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى الجزائر والمغرب جرى تأجيلها، بسبب اضطرار كيري للتنقل إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء في بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي «سيؤجل وزير الخارجية زيارته للجزائر والرباط».

وقطع كيري الذي كان يفترض أن يجري محادثات استراتيجية مع الجزائر والمغرب، جولته في الشرق الأوسط للمشاركة في المفاوضات حول النووي الإيراني في جنيف.

وأوضحت بساكي «نحن نولي أهمية بالغة لعلاقاتنا مع الجزائر والمغرب والوزير كيري متشوق لقيادة الوفود الأميركية» من أجل حوار استراتيجي في المستقبل.

وأضافت أن كيري سيجري اللقاءات الأخرى في جولته «المقررة في الشرق الأوسط». وينتظر أن يتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة خلال نهاية الأسبوع (السبت والأحد) بحسب برنامجه. وكانت الجزائر أعلنت تأجيل زيارة جون كيري «بالاتفاق بين الطرفين».

وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بلاني لوكالة الأنباء الجزائرية أن «وزير الخارجية رمطان لعمامرة تلقى اتصالا هاتفيا الجمعة (أمس) بعد الظهيرة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري يطلعه فيه أن الرئيس باراك أوباما طلب منه التوجه إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني». وتابع: «وزير الخارجية الأميركي سيعود بعد ذلك إلى واشنطن لتقديم تقرير للرئيس الأميركي للتشاور مع الكونغرس حول تطورات الملف النووي الإيراني».

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية أن «كل محطات جولة وزير الخارجية الأميركي المقررة خلال الأيام المقبلة ألغيت». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، بأن المغرب «يسعى كل سنة إلى حشد بضعة ملايين من الدولارات، لوضعها تحت تصرَف لوبيات بعضها يعمل لفائدة منظمات تدعم التوجهات الصهيونية».

وجاءت تصريح بلاني لـ«الشرق الأوسط» ردا على تصريحات لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار التي لمح فيها إلى أن الجزائر، من دون ذكرها بالاسم: «تسخَر إمكانيات مالية ضخمة بغرض تركيع المغرب، لكن المغرب لم يستطع أحد تركيعه عبر التاريخ»، مشيرا إلى أن المسؤولين الجزائريين «يقومون بتحركات استباقية مستمرة، وفي مختلف المحافل الدولية للتأثير على مسار قضية الصحراء وفق مخطط مدروس».

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الجزائرية بخصوص ما جاء على لسان مزوار بأن كريستوفر روس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء: «أقرَ بأن للجزائر دورا في نزاع الصحراء»: «الجزائر لم تكن أبدا طرفا في النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو، برغم التلاعب بالألفاظ من طرف الوزير المغربي». واتهم بلاني، مزوار ضمنا بتحريف تصريحات ومواقف روس الذي زار المنطقة قبل أسبوعين. وأضاف بلاني: «طرفا النزاع موضحان في كل لوائح مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، فعلى الجيران (المغاربة) أن يقتنعوا نهائيا بأن للجزائر موقفا ثابتا حول القضية، فهي تعدها تصفية استعمار وسوف تظل تعبَر عن هذا الموقف بكل قوة كلما رأت بأن ذلك ضروري». وفي الوقت الذي تقول فيه الجزائر بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، يتساءل المغاربة ماذا تسمي احتضانها لحركة مسلحة (جبهة البوليساريو) مناوئة للمغرب فوق أراضيها. وقال مزوار في وقت سابق بأن تصريحات الرئيس الجزائري (عبد العزيز بوتفليقة) بشأن نزاع الصحراء، كشفت عكس ما كانت تدعيه الجزائر، في إشارة إلى خطاب للرئيس بوتفليقة، قرأه وزير العدل الطيب لوح أخيرا في أبوجا بنيجيريا، طالب فيه بإنشاء آلية لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء. وعبر المغرب عن استياء بالغ من خطاب بوتفليقة، واستدعى سفيره بالجزائر للتشاور. من جهتها، عبرت الجزائر عن تذمرها من قيام شخص بإنزال علم الجزائر من قنصليتها بالدار البيضاء، الأسبوع الماضي، وعدت ذلك «عملا غير معزول».

وقال بلاني بأن «الزيارات البروتوكولية لا يمكن أن تفعل شيئا أمام واقع الجغرافيا، وقوة التمازج والروابط الإنسانية، ولا يمكن أن تصمد أمام مرجعية التاريخ، فعلاقات الجزائر مع جيرانها في الجنوب مبنية على أسس متينة لا يمكن أن تتزعزع»، في إشارة إلى تصريح الوزير مزوار الذي قال فيه بأن «الجيران تزعزعوا بالنجاح الذي حققته زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى مالي لحضور حفل تنصيب الرئيس إبراهيم بوباكار كيتا».