المعارضة تستعيد السيطرة على قاعدة استراتيجية مكلفة حماية مطار حلب

إطلاق نار يستهدف مدنيين لدى خروجهم من مخيم اليرموك

مقاتل سوري يحمل عبوة ناسفة في مدينة حلب وسط معارك دامية على قاعدة عسكرية قرب المطار (أ.ف.ب)
TT

استعاد مقاتلو المعارضة السورية ومقاتلون إسلاميون السيطرة على قاعدة عسكرية نظامية مكلفة بحماية مطار حلب الدولي في شمال سوريا، كان الجيش النظامي قد تقدم في أجزاء منها إثر اشتباكات عنيفة، في وقت فتحت فيه القوات النظامية وعناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، الموالية للنظام، النار على عدد من المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «اشتباكات عنيفة جرت مساء الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة» في حلب. وأشار إلى أن «مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم على دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو عشرين صاروخا من طراز غراد كانت بحوزتهم». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مقاتلي المعارضة والجهاديين تمكنوا، إثر هذه الاشتباكات، من إعادة السيطرة بشكل شبه كامل على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي والتي كانت القوات النظامية استولت في وقت سابق على أجزاء منه».

وأسفرت حصيلة الاشتباكات، وفق المرصد إلى «مقتل 53 شخصا بينهم 22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من القوات النظامية»، فيما لم يعلن المرصد أي حصيلة عن قتلى في صفوف حزب الله.

ويحاول النظام إعادة فتح مطار حلب الدولي، المتوقف عن الخدمة منذ الأول من يناير (كانون الثاني)، بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، وتعدّ استعادة اللواء 80 رئيسة للتوصل إلى هذه الغاية. وكان الجيش النظامي أحرز تقدما في شرق محافظة حلب وخصوصا في مدينة السفيرة الاستراتيجية والقريبة من اللواء والتي كان المقاتلون يسيطرون عليها منذ عام وتقع على الطريق الواصلة بين مدينة حلب ووسط سوريا.

أما في جنوب العاصمة دمشق، فأعلن ناشطون عن سقوط عدد من الجرحى صباح أمس، إثر إطلاق القوات النظامية وعناصر من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» النار على مجموعة من المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ونسف هذا الاعتداء هدنة كان من المفترض أن تبدأ أمس بناء على مبادرة أطلقتها «القيادة العامة» لإخلاء المخيم من سكانه والنازحين من المناطق المجاورة الموجودين فيه، تمهيدا لاقتحامه بعملية عسكرية واسعة، لكن ناشطين أفادوا أمس بأن الحواجز التي تحيط بالمخيم كانت مغلقة.

وأعقب إطلاق النار، وفق ما أورده «مكتب أخبار سوريا» أمس، قصف صاروخي متقطع على المخيم من قبل القوات النظامية المتمركزة على أبراج منطقة القاعة، جنوب حي الميدان، بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي واستهدافه لعدة مناطق على أطراف المخيم.

ويفرض كل من القوات النظامية ومسلّحي القيادة العامة حصارا كاملا على المخيم منذ نحو أربعة أشهر، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية، نتيجة للنقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات والكوادر الطبية.