الكفاءة والقدرة على مواجهة الإرهاب.. أهم شرطين لرئيس الحكومة المقبلة في تونس

نقابة العمال تدعم ترشح محمد الفاضل خليل وزير الشؤون الاجتماعية في بداية عهد بن علي

TT

عادت قائمة الترشيحات لرئاسة الحكومة التونسية إلى واجهة الاهتمام السياسي، بعد تعليق جلسات الحوار منذ الاثنين الماضي وتوقع استئنافها بداية الأسبوع. ويتفق السياسيون والمتابعون للوضع في تونس على أن البلاد في حاجة إلى رئيس حكومة يتمتع بالكفاءة والقدرة على تحقيق الاستقرار الأمني خاصة مواجهة الإرهاب.

فبعد إعلان الحسين العباسي، رئيس نقابة العمال (الاتحاد العام التونسي للشغل) عن تخلي الرباعي الراعي للحوار عن اسمي أحمد المستيري (مرشح حزب التكتل المؤيد من حركة النهضة) ومحمد الناصر (مرشح جبهة الإنقاذ المعارضة)، تواصل «كاستينغ» الترشح لمنصب الرئاسة، ودعت أطراف سياسية إلى التخلي عن شرط الخبرة في إدارة المؤسسات للمراهنة على أسماء شابة. وقالت إن عدم مباشرة العمل بإحدى الوزارات لا يمثل عائقا أمام إدارة الشأن العام. وعددت خصال بعض المرشحين ممن لهم خبرة في إدارة المنظمات الوطنية ولهم الكفاءة والاستقلالية والقبول من الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه، لكن عامل الخبرة الحكومية يعوقهم عن الترشح، على غرار شوقي الطبيب الرئيس السابق لنقابة المحامين.

وفي هذا السياق، قال محمد الصالح الحدري، رئيس حزب العدالة والتنمية، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس الحكومة المقبلة عليه أن ينزع فتيل الإرهاب والمجموعات الإرهابية من تونس. وانتقد الشروط الحالية التي تنبني على الكفاءة والحياد والاستقلالية فحسب، مؤكدا أن شرطي استئصال الإرهاب، والنهوض بالظرف الاقتصادي والاجتماعي للتونسيين، هما أكثر أهمية من العامل السياسي، على حد تقديره.

وفي ظل تواصل انسداد الأفق السياسي وتمسك كل طرف بمرشحه، قالت مصادر نقابية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) سيقترح اسم محمد الفاضل خليل لرئاسة الحكومة بعد فشل الأطراف المتحاورة في الاتفاق حول مرشح وحيد لإدارة المرحلة الانتقالية الثالثة.

ومحمد الفاضل خليل هو أصيل ولاية قفصة (جنوب غربي تونس)، عمل في وزارة الفلاحة التونسية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، ثم شغل خطة مدير عام لشركة «فوسفات قفصة» ثم والي – محافظ – صفاقس (وسط شرقي تونس) ليدخل بعدها مرحلة المناصب الدبلوماسية حيث عين سفيرا لتونس في دمشق. وفي سنة 1992 عين وزيرا للشؤون الاجتماعية إلى حدود سنة 1996، ليشغل سنة 2007 منصب سفير تونس في الجزائر المجاورة.

وعلى الرغم من دعم نقابة العمال لترشح محمد الفاضل خليل، فإن أطرافا سياسية مقربة من حركة النهضة سارعت إلى مهاجمته، ووصفه بأشد حلفاء الباجي قائد السبسي ومن دائرة أصدقائه المقربين، وذكرت أن ابنته تنتمي إلى الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس وهو ما قد يجعل حركة النهضة تعارض هذا الاختيار.