مستشار ملك المغرب: الشراكة المتوسطية ساهمت في تحقيق الكثير من المكتسبات التي لا يمكن إغفالها

أمين «الاتحاد من أجل المتوسط» يدعو إلى تفادي الخطابات المكرورة والتوجه صوب الاندماج الإقليمي

TT

قال أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، في مرسيليا، إن الشراكة المتوسطية التي ما فتئت تتخذ طابعا ملموسا ساهمت في تحقيق الكثير من المكتسبات التي لا يمكن إغفالها. وأوضح أزولاي، الذي كان يتحدث ضمن مائدة مستديرة نظمت في موضوع «مكانة التجديد والابتكار في المنظومة المتوسطية»، في إطار الدورة السابعة للأسبوع الاقتصادي المتوسطي الذي تحتضنه مرسيليا، من السادس إلى التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن هذه الشراكة تتجسد تدريجيا على أرض الواقع، وتتسم منذ مسلسل برشلونة بدينامية كفيلة بخلق الثروات، داعيا في هذا السياق إلى استشراف المستقبل الواعد بالنسبة لبلدان المنطقة المتوسطية.

وتطرق أزولاي إلى الحراك اليومي الذي يشهده المغرب على مستوى التنمية والحداثة والإصلاح، وقال إن المنطقة المتوسطية بإمكانها اليوم الذهاب بعيدا في مجال التنمية، عبر الحفاظ على مكتسباتها والمبادرة إلى إنجاز مشاريع تندرج ضمن روح العيش المشترك.

من جهته، عد الأمين العام لـ«الاتحاد من أجل المتوسط»، فتح الله السجلماسي، موضوع الشراكة المتوسطية لم يعد يجري تناوله كما في السنوات الماضية، داعيا إلى تفادي الخطابات المكرورة والتوجه صوب الاندماج الإقليمي.

وقال السجلماسي إن منطقة المتوسط لا يمكنها أن تظل المنطقة الأقل اندماجا في زمن العولمة، مشيرا إلى أن مسألة الاندماج لم تعد خيارا، بل ضرورة حتمية، على أن يجري بطريقة تدريجية وواقعية. وأضاف أن عمل «الاتحاد من أجل المتوسط» يتميز بالواقعية، من خلال الاشتغال على عدد من المشاريع والمبادرات الملموسة، ومن ضمنها مشروع الجامعة الأورمتوسطية بفاس، الذي سيرى النور قبل نهاية 2018، فضلا عن مشاريع أخرى في مجال التكوين من أجل التشغيل وخلق المقاولات، داعيا إلى العمل على تيسير حركية الطلبة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ليس فقط من الجنوب نحو الشمال، بل أيضا من الشمال نحو الجنوب، ومن الجنوب إلى الجنوب.

يشار إلى أن الدورة السابعة للأسبوع الاقتصادي لحوض البحر الأبيض المتوسط، التي انطلقت الأربعاء تحت شعار «الثقافة عامل للتنمية الاقتصادية بالمتوسط»، بمشاركة نحو عشرين بلدا، من بينها المغرب، حاولت تقديم مساهمة شاملة وموثقة لإشكالية التنمية الاقتصادية بمنطقة حوض البحر المتوسط، وذلك من خلال ندوات وورشات وموائد مستديرة، وناقشت محاور ذات صلة بالرهانات الاستراتيجية للماء بالحوض المتوسطي وبالتعاون بين المقاولات بضفتي المتوسط.

كما انكبت على بلورة صيغ للتعاون اللاممركز بعده دعامة لتنمية علاقات الصداقة وبحث مشاريع تعاون ملموسة في مجالات مختلفة ومن ضمنها الميدان الثقافي، تعود بالنفع على شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، المؤهلة بالنظر إلى موقعها الجغرافي، لتكون فضاء للحوار والانسجام.