هدنة إنسانية في قدسيا.. والنظام يستعيد السيطرة على «اللواء 80»

«داعش» تتبنى تصفية نائب في مجلس الشعب

TT

تمكنت القوات النظامية السورية أمس من استعادة «اللواء 80» (قاعدة عسكرية مهمتها حماية مطار حلب الدولي شمال سوريا) الذي استولى مقاتلون معارضون على أجزاء منه أول من أمس، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وفي حين أعلن عن اغتيال عضو مجلس الشعب السوري النائب «مجحم السهو» على أحد حواجز الدولة الإسلامية أثناء انتقاله إلى دمشق، أشارت معلومات إلى التوصل إلى اتفاق هدنة أمس بين ضباط نظاميين وقيادات في المعارضة في بلدة قدسيا قرب العاصمة دمشق لتخفيف الحصار والسماح بدخول المساعدات الإغاثية.

وأتت هذه الهدنة في الوقت الذي تطالب فيه منظمات إنسانية بإخلاء مخيم اليرموك خوفا من وقوع مجازر فيه، وبعد مطالب متكررة من «الائتلاف الوطني السوري المعارض» برفع الحظر عن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

من جانبه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا الاتفاق سيسمح بمرور الأغذية والدقيق (القمح) للبلدة الواقعة على مشارف العاصمة دمشق التي تتعرض لحصار نظامي منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأثنت مجموعة من الناشطين في الفريق الإعلامي الخاص ببلدة قدسيا على التوصل إلى هذه الهدنة، غير أنهم أشاروا إلى «نفاد الأسواق المحلية من الطعام وأصبح سكانها يتضورون جوعا».

ولم يصدر أي تصريح إعلامي من قبل مسؤولي الحكومة السورية يوضح تفاصيل الاتفاق، كذلك الحال من جهة المعارضة السورية المسلحة، الأمر الذي فسره ناشطون بأن الطرفين لا يريدان بعضهما الاعتراف بالبعض الآخر.

وفي دمشق، يشهد مخيم اليرموك الفلسطيني حركة نزوح كبيرة وسط أنباء عن حملة عسكرية قد تشنها قوات النظام على الحي لاستعادة السيطرة بشكل كامل على العاصمة، وذلك بعد سيطرتها على بلدات سبينة الصغرى والكبرى وغزال التي تشكل الممر الأساسي للإمدادات التابعة للمعارضة نحو مناطق جنوب دمشق.

وفي حلب، تمكنت وحدات من القوات النظامية من إحكام سيطرتها الكاملة على منطقة اللواء 80، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».

وكانت القوات النظامية تمكنت إثر اشتباكات عنيفة مع كتائب الحر من التقدم وسط قصف مدفعي وجوي مكثف والوصول إلى داخل اللواء قرب مطار حلب الدولي، الذي كان يتمركز فيه عناصر من «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر. وتسللت العناصر النظامية إلى داخل اللواء من جهة قرية «المالكية» واستهدفت مقاتلي المعارضة لتكمل تقدمها إلى وسط اللواء مصطحبة عددا من الدبابات وعربات «بي إم بي» محملين بعشرات الجنود وعناصر من «لواء أبي الفضل العباس» العراقي.

ويعد «اللواء 80» من أهم القواعد العسكرية النظامية في سوريا، وهو مكلف بحماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري. وكانت قوات المعارضة سيطرت عليه في فبراير (شباط) الماضي ضمن ما سمتها «معركة المطارات» بمنطقة حلب. في موازاة ذلك، أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية»، أن «الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق» (داعش) قامت بتصفية عضو مجلس الشعب السوري النائب مجحم السهو على أحد حواجز الدولة الإسلامية أثناء انتقاله إلى دمشق.

وأكد مصدر برلماني سوري مقتل السهو، مشيرا إلى أنه نائب عن محافظة دير الزور (شرق)، دون أن يوضح الجهة المنفذة. وكان السهو انتخب نائبا عن مدينته في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو (أيار) 2012.

في غضون ذلك، تداولت مواقع موالية للنظام صورة جديدة للرئيس السوري بشار الأسد وهو يلهو مع ابنه في ساحة لألعاب السيارات، وهو مرتدٍ ملابس رياضية ويقود سيارة مكشوفة، من دون أن يتضح مصدر وتاريخ الصورة التي جرى تداولها على نطاق واسع.