الجيش السوداني يعلن بدء عمليات عسكرية «كبيرة» ضد التمرد بإشراف مباشر من البشير

وزير الدفاع: «الجبهة الثورية» تخطط لمهاجمة المدن وتنفيذ عمليات اغتيالات واختطاف سياسية

TT

كشفت وزارة الدفاع السودانية عن خطط لمهاجمة المدن الكبيرة والانتقال للعمق الاستراتيجي للدولة وعمليات اغتيال واختطاف لدستوريين وتنفيذيين، يعمل تحالف الجبهة الثورية على تنفيذها حاليا. وأعلن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين في خطاب قدمه أمام البرلمان أمس عن بداية العمليات العسكرية لحسم التمرد في ولايات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان: وقال: «إننا نحرك الآن قواتنا صوب تلك المناطق وسيكون صيفا حاسما لكافة حركات التمرد»، بينما أعلنت الجبهة عن قتلها 60 جنديا في اشتباكاتها مع قوات الجيش الحكومي في مناطق بجنوب كردفان.

وأشار الوزير إلى اكتمال الإعداد والتجهيزات للعمليات بصورة متزامنة لتدمير قوات الحركات وإنهاء التمرد، وأن وزارته أعدت للأمر بصورة ممتازة، وأن القوات تحركت من محاور مختلفة لحسم التمرد بشكل نهائي، وكشف الوزير السوداني عن اتفاق بين حكومته مع فصيلين كانا يشكلان تهديدا في دارفور لتوقيع اتفاق سلام، ووصف الاتفاق بأنه سيسهم في استقرار ولايتي وسط وغرب دارفور باعتبارهما مناطق تحرك قوات الفصيلين، كما كشف عن اتجاه لتشكيل قوات مشتركة مع مصر لمحاربة التهريب والاتجار بالبشر.

وأعلن مساعد الرئيس نافع علي نافع عن تحريك قوات صوب دارفور والمنطقتين، وقال إن القوات المتحركة تنفذ حملة كبرى قبل الصيف المقبل للقضاء على أشكال التمرد كافة بالبلاد، في حين كشف وزير الداخلية إبراهيم محمود، في وقت سابق، عن أن الرئيس عمر البشير يشرف بنفسه على هذه الحملة الواسعة التي تستهدف القضاء على المتمردين نهائيا.

وقال حسين إن القوات المشتركة بين السودان وجنوب السودان تعمل على منع تسرب الأسلحة ونشاط قطاع الطرق والمرتزقة عبر الحدود بين البلدين، وتأمين طرق المواصلات، وأن هناك إمكانية لزيادة أعداد هذه القوات، وإعادة انتشارها وفقا للخارطة الأمنية على الحدود بين البلدين.

وأضاف أنه سيغادر اليوم إلى جوبا على رأس وفد أمني عال لمواصلة ما جرى الاتفاق عليه في زيارة الرئيس البشير إلى جنوب السودان، وفي ذات الوقت كشف عن تعاون دفاعي مشترك مع دولة إثيوبيا، وأن المرحلة الأولى منه انتهت خلال الثلاث سنوات الماضية، مما أدى، حسب وصفه، لاستقرار الأوضاع في الحدود وانخفاض الجريمة العابرة وتقليل الاحتكاكات بين المزارعين.

وبحسب وزير الدفاع، فإن حكومته حذرت من أسمتهم بـ«المرتزقة والمتمردين» من مغبة التهور ومحاولة الاستيلاء على المحطات الصغيرة، واغتيال شخصيات سياسية، وفي ذات الوقت أكدت استتباب الأمن على الحدود مع كافة دول الجوار.

وقال حسين إنهم يتوقعون قيام مجموعات تابعة لـ«مني أركو، وعلي كاربينو» بعمليات في وسط وجنوب دافور، وأن تنفذ عناصر من الجبهة الثورية عمليات مثيلة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بمساعدة الكتيبة التاسعة التابعة للجيش الشعبي، بيد أن الوزير كشف عن اكتمال الترتيبات الفنية والتكتيكية واللوجيستية للجيش السوداني للقضاء على التمرد تماما بنهاية العام الحالي، ووصف «الصراع القبلي» في ولاية شرق دارفور بأنه أثر سلبا على حركة التجارة بولاية دافور.

من جهتها، أعلنت الجبهة الثورية عن قتلها 60 جنديا، بينهم ضابط برتبة عقيد، وأسر أعداد كبيرة من ضباط وجنود في الاشتباكات التي دارت بينها وبين قوات الجيش الحكومي في مناطق بجنوب كردفان. وقال القيادي في الجبهة الثورية جبريل بلال لـ«الشرق الأوسط» إن قواته «تمكنت من التصدي لمتحركين أساسيين لميليشيات نظام المؤتمر الوطني وأنزلت بهما هزيمة كبيرة»، مشيرا إلى استيلاء المتمردين على أربع سيارات كبيرة وذخائر وكميات من الأسلحة، وأن قواته طاردت قوات الحكومة إلى مشارف مدينة الدلنج.

وأضاف بلال أن قوات الجبهة ترصد تحركات القوات الحكومية وميليشياتها، وقال: «سنتعامل مع هذه القوات عندما تصل إلى المواقع التي تسيطر عليها قواتنا كما تعاملنا مع متحركات اليوم (الأمس) وسنلحق بها الهزيمة»، محذرا الحكومة السودانية من مغبة استهداف المدنيين بالقصف الجوي بعد الهزائم التي تتكبدها في مناطق العمليات.

وعد بلال تصريحات مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع بـ«إرسال حملات لحسم التمرد» أمنيات قديمة، وقال إن «هذا يؤكد ما ظللنا نكرره أن النظام يريد الحل الأمني والعسكري»، مشددا على «استعداد الجبهة لإنزال ضربة ساحقة للقوات الحكومية»، متابعا: «سيبلع نافع حديثه، وسيكون الصيف ساخنا عليه وليس على شعبنا».