مؤتمر «إنقاذ سوريا» العلوي ليس بديلا عن «الائتلاف» بل «تصحيح للثورة»

افتتحه معارضون في إسطنبول بحضور قيادات «الائتلاف»

TT

افتتحت مجموعة «كلنا سوريون»، وهي عبارة عن إطار يجمع عددا من المعارضين السوريين العلويين، اليوم الأول من مؤتمر عقدته في مدينة إسطنبول التركية أمس، تحت شعار «صرخة لإنقاذ سوريا وثورتها»، بحضور عدد من الدبلوماسيين ومعارضين سوريين يمثلون التوجهات كافة، وبحضور رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة.

وخصص المجتمعون اليوم الأول من مؤتمرهم أمس لعرض شهادات حية قدمها عسكريون وناشطون ومعارضون، تحدثوا فيها عن مجال عملهم والصعوبات التي تعترضهم ورؤيتهم لوضع المعارضة ميدانيا وسياسيا في الوقت الراهن. واستهل المؤتمر بجلسة افتتاحية، تخللتها مداخلات لكل من الجربا وطعمة، إضافة إلى المعارض السوري البارز توفيق دنيان وهو أحد منظمي المؤتمر.

ومن المقرر أن يبحث المجتمعون اليوم في وثيقة تحمل عنوان «إعلان سوريا»، وأن يعرضوا لسبل حماية «ثورة الشعب السوري» ومنع تشويهها من قبل النظام والمعارضة السورية في آن معا، مع تأكيد وجوب حماية سوريا من «التفتيت» و«التطرف».

وقال المعارض بسام يوسف، وهو أحد أعضاء المجموعة المنظمة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الجزء الأول من النقاش تمحور أمس حول «الاستماع لشهادات من الداخل والخارج وحول الوضع العسكري، بينما ناقش المجتمعون في الجزء الثاني التحديات التي تواجه الثورة السورية، لا سيما ما يتعلق بالمشاكل التي تعانيها المعارضة في الداخل والخارج والموقف من (جنيف 2) وآليات عمل المعارضة».

واستمع المؤتمرون أمس لشهادة العقيد الطيار المنشق قاسم سعد الدين، المتحدث باسم هيئة الأركان في «الجيش الحر»، فعد، وفق ما نقل عنه، «(الجيش الحر) لا يقاتل النظام، بل يقاتل الدول المتضامنة معه»، لافتا إلى أنه «حتى الدعم مسيس وفق الجهة التي يتبع لها». كما توقف عند «القتال الدائر بين (جبهة النصرة) وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام».

ورأى سعد الدين، ردا على بعض الأسئلة، أن «هناك من يريد إضعاف (الجيش الحر) بإرادة بعض الأطراف لتدمير سوريا»، مؤكدا أن ما يجمع «الجيش الحر» مع التنظيمات الإسلامية هو «هدف إسقاط النظام». وقال: «نحتاج أن نكون يدا واحدة».

وتعد الورقة السياسية المقدمة للنقاش في المؤتمر «ثورة الشعب السوري ضد الطغمة الحاكمة، لم تنفجر بدافع من أي آيديولوجيا مهما كان نوعها، بل من أجل حياة حرة كريمة افتقدها الشعب السوري منذ عقود». وتوضح أن «ما كان صادما خلال ثورة شعبنا هو بؤس المعارضة السياسية السورية وتفسخها، وهشاشة أغلب ما قامت به الذي شكل في محصلته العامة عامل إعاقة في وجه الثورة السورية وداعما للنظام من حيث احتسبت هذه المعارضة أم لم تحتسب».

وشدد يوسف في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على أن «المؤتمر يحمل هما وطنيا وهو إنقاذ سوريا»، وأثنى على مشاركة كل أطياف المعارضة فيه، حتى الإخوان المسلمين، عادا أداء المعارضة، وتحديدا السياسي، سيئا للغاية. وأكد أننا «نحاول خلق صوت معارض جديد، يقول إن المواجهة ليست بين النظام وتنظيمات عسكرية، بل بين النظام والشعب السوري الذي يواجه استبدادا امتد لعقود».

وشدد على أن الهدف «ليس خلق بديل عن الائتلاف المعارض وإنما إظهار الوجه الحقيقي للثورة»، مؤكدا: «إننا أمام تصحيح وجه هذه الثورة التي يحاول النظام تشويهها أمام الرأي العام العالمي وتصويرها بما يخدم أجنداته الذاتية».

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر اليوم محورين أساسيين، قبل إصدار توصياته وبيانه الختامي، يتناول الأول «وضع المعارضة واستحقاقات المرحلة»، ويتطرق الثاني إلى «آليات العمل لمواجهة المرحلة».

يذكر أن تنظيم هذا المؤتمر، يأتي بعد مؤتمر أول نظمته المجموعة ذاتها في العاصمة المصرية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، تمخضت عنه وثيقة بعنوان «إعلان سوريا»، من المقرر أن تشكل إحدى نقاط البحث الرئيسة خلال المؤتمر الذي ينتهي اليوم. وتنص هذه الوثيقة على ضرورة عدم الخلط بين الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، والنظام الحاكم، بعد هذا الخلط «خطأ سياسيا وأخلاقيا».