محتجون يغلقون مدخل مصفاة الزاوية في ليبيا

صندوق النقد: الاقتصاد الليبي سيسجل انكماشا بنسبة 5.1 في المائة هذه السنة

TT

قال مسؤول بصناعة النفط في ليبيا أمس، إن «عشرات من المحتجين أغلقوا المدخل الأمامي لمصفاة الزاوية في ليبيا، لكن إنتاج المصفاة مستمر عند 120 ألف برميل يوميا». في وقت حذر فيه صندوق النقد الدولي أمس من أن الاقتصاد الليبي سيسجل انكماشا بنسبة 5.1 في المائة هذه السنة بسبب الاضطرابات الناجمة عن حركات الاحتجاج في المرافئ النفطية.

وتواجه الحكومة الليبية صعوبات في تلبية مطالب المحتجين الذين استولوا على الموانئ النفطية في شرق البلاد إضافة إلى مرفأ في الغرب مطالبين بمزيد من الحقوق أو تحسين الأوضاع مما أدى إلى انخفاض صادراته من النفط. وقال متحدث باسم مصفاة الزاوية التي تمد العاصمة طرابلس باحتياجاتها من البنزين ووقود الديزل، إن «المحتجين منعوا العاملين من الدخول إلى المجمع لكن طاقم العمل الليلي لا يزال مستمرا في العمل للحفاظ على تشغيل المصفاة». وأضاف «لا تزال المصفاة مستمرة في الإنتاج».

والمحتجون هم مسلحون سابقون ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي قبل عامين ويطالبون الآن بوظائف ورعاية صحية أفضل بحسب مسؤولين في قطاع النفط. وقالت ليبيا الشهر الماضي إنها تخطط لبناء مصفاتين نفطيتين في الشرق والجنوب لتهدئة المظالم والاحتجاجات التي تسببت في توقف جانب كبير من طاقة البلاد الإنتاجية البالغة 25.‏1 مليون برميل يوميا لبضعة أشهر كثيرة.

من جهته، حذر صندوق النقد الدولي أمس من أن الاقتصاد الليبي سيسجل انكماشا بنسبة 5.1 في المائة هذه السنة بسبب الاضطرابات الناجمة عن حركات الاحتجاج في المرافئ النفطية.

وستسجل الموازنة الليبية من جهة أخرى عجزا بسبب انخفاض العائدات النفطية، كما أعلن مسعود أحمد مدير صندوق النقد الدولي لـ«الشرق الأوسط» وآسيا الوسطى في مؤتمر في دبي أطلق خلاله التقرير الاقتصادي الإقليمي للمؤسسة المالية الدولية.

وقال مسعود أحمد، إن «الاقتصاد الليبي سيسجل انكماشا هذه السنة بدلا من النمو». وتوقع التقرير انكماشا بنسبة 5.1 في المائة في 2013.

وكان النمو الاقتصادي في هذا البلد في شمال أفريقيا سجل قفزة بنسبة 104.5 في المائة العام الماضي، الأمر الذي عوض عن انكماش كبير بلغت نسبته 62.1 في المائة في 2011 السنة التي شهدت الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

ويقوم حراس للمنشآت النفطية الليبية منذ نهاية يوليو (تموز) بوقف أنشطة أبرز المرافئ النفطية في البلاد في الزويتينة وراس لانوف والسدرة في شرق ليبيا. وحركات الاحتجاج في المنشآت النفطية تسببت بتدهور الإنتاج النفطي إلى 250 ألف برميل في اليوم مقابل قرابة 1.5 مليون برميل في اليوم قبل اندلاع الأزمة في نهاية يوليو، وفقا للشركة «الوطنية للنفط».

وهذه الاضطرابات في الصناعة النفطية التي توفر 90 في المائة من عائدات الدولة، تسببت بخسائر تقدر حتى الآن بنحو 13 مليار دولار. ومساء الأحد، أعلن مناصرون للنظام الفيدرالي في ليبيا والذين يجمدون العمل في المواقع النفطية في شرق البلاد، إنشاء شركة لتسويق النفط الليبي في تحد لسلطات طرابلس.