ليبرمان مخالفا نتنياهو: علاقتنا بواشنطن حجر الأساس ويجب أن نطلق صفارة التهدئة الآن

وزير إسرائيلي يزور أميركا لحث الكونغرس على معارضة اتفاق مع إيران

TT

بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي، العائد توا إلى منصبه، أفيغدور ليبرمان، فورا في محاولة خفض التوتر الكبير بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية المفاوضات الجارية مع إيران حول قدراتها النووية.

وقال ليبرمان عند وصوله إلى مقر الخارجية في أول يوم عمل له بالأمس: «العلاقات الإسرائيلية الأميركية حيوية وجيدة وجدية ولا شيء يستطيع تغيير مسارها».

وأضاف مخاطبا موظفي الوزارة: «أنا أتحدث عن علاقات هي حجر الأساس وركيزة السياسة الخارجية الإسرائيلية، ومن دون هذه العلاقات لن نتمكن من التعامل مع العالم ولا من المناورة».

وأضاف في انتقاد مبطن لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: «الخلافات في العلاقات بين البلدين أمر طبيعي، ولكنه لا يجوز طرحها للمناقشة أمام الملأ، ولا بالطريقة التي يسمع بها العالم الآن، أعتقد أنه يجب فورا إطلاق صفارة التهدئة بدل الإنذار». وتابع: «لذلك فإن لقاء العمل الأول سيكون مع السفير الأميركي دان شابيرو (السفير لدى إسرائيل)».

وفسرت تصريحات ليبرمان في إسرائيل بأنها رسالة علنية لنتنياهو، من أجل تخفيض حدة التصريحات من جهة، ومحاولة شخصية منه للتمهيد لعلاقات جيدة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خصوصا أن علاقته بوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون كانت سيئة للغاية.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن ليبرمان كان شوكة في حلق الخارجية الأميركية في الماضي، وكانت علاقته بكلينتون شبه مقطوعة، لكنه الآن يعود مع وزير خارجية جديد ويسعى إلى علاقات مختلفة.

وقالت مصادر في الإدارة الأميركية للصحيفة الإسرائيلية: «إن ليبرمان في ولايته الثانية سيحظى بعلاقات مختلفة مع واشنطن، إذ إن كيري يعتزم التعاون معه مع الاحتفاظ بقناة اتصال وثيقة مع نتنياهو».

وكان ليبرمان أدى اليمين الدستورية أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الاثنين الماضي فعاد وزيرا للخارجية بعدما استقال في ديسمبر (كانون الأول) 2012 من منصبه بسبب تهم احتيال وفساد برأته منها المحكمة الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من الخلافات المتوقعة بين ليبرمان وكيري بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، لكنه كما يتضح يسعى إلى أن لا تذهب العلاقات نحو مزيد من التوتر. ومن غير المعروف إلى أي مدى يمكن أن ينجح ليبرمان في خفض مستوى التوتر مع واشنطن.

وكان نتنياهو رفض الجمعة الماضية مصافحة كيري وأجبره على الانتظار قليلا، وتحدث معه بلهجة جافة، قبل أن يغادر إسرائيل إلى جنيف.

وأول من أمس قال نتنياهو أمام الكنيست: «إسرائيل موحدة بمعارضتها للصفقة المطروحة مع إيران. إننا نتكلم بصوت واضح وعالٍ وبشكل غير مبهم. نريد صفقة جيدة تمنع إيران من امتلاك القدرة النووية العسكرية. هذه الأمور مهمة، ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضا للعالم أجمع. سنواصل قول هذه الحقيقة البسيطة بصوت واضح لأن هذا ما يلزم، وعندما يتعلق الأمر بقضايا حيوية ومصيرية لمستقبل إسرائيل ولأمنها وأيضا للسلام العالمي، يجب التحدث بشكل واضح، وهذا ما نفعله من أجل منع إحراز صفقة سيئة».

وأقر وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، بالتوتر الذي تشهده العلاقات الإسرائيلية الأميركية، على خلفية الجدل القائم بينهما بشأن الملف النووي الإيراني. وقال للإذاعة الإسرائيلية بغضب: «إن الإدارة الأميركية تعمل على دفع اتفاق مع إيران خلافا للموقف الإسرائيلي المعروف».

وفي محاولة جديدة لإحباط اتفاق متوقع بين الدول الكبرى وإيران، يسافر وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينت، اليوم إلى الولايات المتحدة، لإجراء محادثات مع أعضاء في مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركيين، وحثهم على معارضة أي اتفاق مع إيران لا ينص على تدمير قدراتها النووية.

ويحمل بينت رسالة واضحة لمستمعيه بأنه لا يمكن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، بل يجب تشديدها الآن وصولا إلى حل تتخلى فيها إيران عن قدراتها النووية. وسيلتقي بينت بالسيناتور جون ماكين، والسيناتور جوني أيزكسون، إضافة إلى آخرين في مجلسي الشيوخ والكونغرس.

وكانت زيارة بينت لواشنطن مقررة سلفا للالتقاء بوزير التجارة الأميركي، مايكل فرومان، إلا أنه قرر استغلالها لإجراء محادثات سياسية مع النواب وتحريضهم على الاتفاق المرتقب.

وسيطلب بينت من النواب الأميركيين رفض أي اتفاق لا يتضمن تدمير ترسانة إيران النووية بما يشمل أجهزة الطرد المركزي، وسيشرح وجهة النظر الإسرائيلية.

وبينت واحد من الوزراء الإسرائيليين المتشددين في الموضوع الإيراني. وكان لمح قبل يومين إلى خيار تنفيذ إسرائيل هجوم منفرد على المفاعلات النووية الإيرانية إذا كان ذلك هو الحل الوحيد لشل قدراتها.