النظام يستعيد ثلاث قرى بحمص ويوسع دائرة قتاله في جنوب دمشق

الجيش «الحر» يتقدم في حلب الجديدة ويخسر خمسة قياديين ميدانيين

هلال الهلالي القيادي في حزب البعث أثناء زيارته لمنطقة سبينة جنوب دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

تجدد القصف العنيف على بلدات جنوب دمشق، أمس، بموازاة تواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في المنطقة، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على الحجيرة، ونقل تعزيزاتها إلى المناطق المحيطة فيها، لاستعادة السيطرة على ببيلا وبيت سحم. وتزامن هذا التطور مع تصدر معركة القلمون واجهة التطورات الميدانية، إذ أفاد ناشطون بتعرض مناطق واسعة فيها لقصف جوي عنيف، في حين أحرزت المعارضة تقدما باتجاه حلب الجديدة شمال البلاد.

ونفى ناشطون سوريون، أمس، استعادة القوات الحكومية السيطرة على بلدات ببيلا ويلدا جنوب العاصمة السورية. وأكدت مصادر ميدانية جنوب دمشق لـ«الشرق الوسط» أن القوات النظامية «كثفت من حصارها لتلك المناطق، وشنت قصفا عنيفا عليها، لكنها لم تتمكن من دخولها»، مشيرة إلى أن اشتباكات واسعة النطاق «اندلعت على مداخل بيت سحم ويلدا وببيلا، شاركت فيها تعزيزات من مقاتلي لواء أبو الفضل العباس إلى جانب القوات النظامية، بعدما استعادت السيطرة على الحجيرة». وقالت إن المعركة «اتسعت جنوب دمشق وسط حصار خانق، حيث تعتزم القوات الحكومية السيطرة على كامل مدن جنوب العاصمة».

وأفاد ناشطون سوريون أمس باستهداف الطيران الحربي بلدات ريف دمشق الجنوبي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بست غارات تركّزت على بلدتي بيت سحم وببيلا، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية وتصاعد أعمدة الدخان من المنطقة. وأشارت إلى تعرض المنطقة لقصف عنيف باستخدام قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وذلك بالتزامن مع تجدد المعارك في المنطقة.

وتزامنت المعارك جنوب العاصمة مع اشتباكات عنيفة اندلعت شرقها، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان تعرض مناطق في حي العسالي لقصف من القوات النظامية، بقذائف الهاون، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بين حيي برزة والقابون بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على منطقة الاشتباك، لافتا إلى تعرض مناطق في حي القابون لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة.

وفي دمشق، أفاد المرصد بسقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من دير اللاتين وكنيسة الكلدان ومنطقة العازرية، في باب توما، وهي منطقة مسيحية تقع وسط العاصمة. ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 22 آخرون جراء سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة قرب المسجد الأموي بدمشق القديمة. في غضون ذلك، اتجهت الأنظار إلى القلمون، حيث شن الجيش النظامي هجوما واسعا على بلدات يبرود والنبك والزبداني، وهي مدن كبيرة، تتحصن المعارضة في أريافها، وتسيطر على منطقة الزبداني بأكملها. وأعلنت مصادر المعارضة أن 7 أشخاص قتلوا على الأقل، وأصيب عشرات آخرون في جبل القلمون بريف دمشق، جراء القصف الذي استهدف عدة بلدات، حيث تركز على الزبداني ويبرود والنبك، كما أسفر عن دمار واسع في الأبنية والأحياء السكنية، بينما ذكر ناشطون أن عناصر الجيش الحر تمكنوا من قتل 25 جنديا من القوات الحكومية في المعارك. وقال ناشطون إن الطيران الحربي قصف بلدة يبرود والطرق المؤدية إلى لبنان في منطقة جبل القلمون، كما قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة رنكوس والزبداني.

إلى ذلك، أعلنت دمشق سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص. وقالت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان، إن العملية جاءت بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة. وجاء إعلان السيطرة على البلدات غداة مقتل خمسة قادة ميدانيين للمعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قائد لواء قتل في ريف حمص، خلال معارك بالقرب من بلدة مهين، التي أحرزت القوات النظامية تقدما كبيرا من أجل استعادة السيطرة على مستودعات للأسلحة فيها كانت المعارضة قد استولت على أجزاء منها.

وفي حلب، أفاد المرصد بمقتل أربعة قادة هم يوسف العباس المعروف باسم أبو الطيب، وهو قيادي في لواء التوحيد النافذ، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ عام تقريبا. كما قتل قائدان للكتائب المقاتلة المعارضة خلال معارك ضد القوات النظامية بالقرب من مطار حلب الدولي.

وأفاد ناشطون بقصف قوات المعارضة السورية مطار حلب الدولي بصواريخ غراد، مما أسقط قتلى وجرحى للقوات الحكومية داخل مبنى المطار. واحتدمت الاشتباكات في مناطق واسعة في حلب، حيث أعلنت مصادر المعارضة تقدم قوات المعارضة في جبهة الراشدين وحلب الجديدة، وسيطرت على آخر المباني التابعة لجيش النظام في معارة الأرتيق. وقالت المعارضة إن هذا التقدم أتاح للمعارضين الوجود على مقربة مع مدفعية الزهراء التي تقوم قوات النظام من خلالها بقصف غالبية مناطق الريف الشمالي في حلب.

وذكر ناشطون أن عملية لقطع الطريق بين حماه وخناصر بدأت وأسفرت عن تدمير دبابات وقتل عدد من الجنود، بينما استمرت الاشتباكات العنيفة بين كتائب المعارضة والجيش النظامي في محيط اللواء 80 قرب مطار حلب.

إلى ذلك، وفي ظل الاشتباكات المتنقلة بين كتائب الجيش الحر وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام، دعت جبهة «علماء حلب» من سمتهم «المخلصين في تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام» إلى ترك التنظيم نتيجة عدة سلوكيات قام بها سمتها الجبهة «جرائم». ودعت الجبهة في بيان صدر عنها أمس تنظيم دولة الإسلام للتوجه إلى جبهات القتال ضد قوات النظام وإلا فعليه العودة إلى العراق محرما دعم التنظيم.