تورط عملاء استخباراتيين أميركيين في سلوكيات غير لائقة في 17 بلدا

السجن 11 عاما لخبير سابق في «إف بي آي» أدين بتسريب معلومات واستغلال للأطفال

TT

كشفت صحيفة أميركية أمس عن أن موظفين ومسؤولين في أجهزة استخبارات أميركية أدينوا بسبب سوء التصرف في 17 بلدا في السنوات الأخيرة. وتتناقض هذه المعلومات التي قدمها مخبرون إلى لجنة في مجلس الشيوخ تشرف على عمل الاستخبارات مع تأكيدات مسؤولي الاستخبارات على أن أجهزتهم لا تتساهل مع التصرفات الجنسية غير الملائمة، حسبما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن السيناتور الجمهوري رونالد جونسون.

وامتنع السيناتور جونسون الواسع النفوذ في اللجنة الفرعية حول الأمن القومي عن تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه الادعاءات، إلا أن «واشنطن بوست» كشفت عن أن شخصين مطلعين ذكرا، كما أفادت هذه المعلومات، أن موظفين ومسؤولين استعانوا بمومسات وكانوا يرتادون بيوت دعارة خلال زياراتهم الرسمية. وأقاموا على ما يبدو أيضا علاقات خارج إطار الحياة الزوجية وقاموا بمغامرات ليلية أو علاقات دائمة أيضا مع مواطنين من بلدان أخرى لم يبلغوا عنها وفق الأصول المرعية الإجراء.

وأضافت الصحيفة أن أحد المخبرين أبلغها بأن كبار المسؤولين كانوا على علم بأن العملاء استعانوا بخدمات مومسات خلال تنقلاتهم في الداخل والخارج.

وكشفت «واشنطن بوست» هذا الأسبوع عن أن موظفين في أجهزة الاستخبارات يتوليان أمن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أقيلا بسبب سوء تصرفهما لأنهما بعثا برسائل إلكترونية تنطوي على إيحاءات جنسية إلى إحدى المتعاونات معهما. وكان إينياسيو زامورا، أحد الموظفين في الاستخبارات، أجرى تحقيقا داخليا حول فضيحة العام الماضي تورط فيها عشرة موظفين أسرفوا في شرب المسكر ومارسوا الدعارة والمجون مع مومسات خلال الإعداد لزيارة أوباما إلى كولومبيا للمشاركة في قمة الأميركتين.

وعلمت وكالة الاستخبارات بالرسائل الإلكترونية لزامورا بعدما حاول أن يعود إلى غرفة امرأة في فندق راق قريب من البيت الأبيض، حيث نسي رصاصة من سلاحه الذي يستخدمه أثناء القيام بمهماته.

وجاء الكشف عن هذه المعلومات تزامنا مع صدور حكم بالسجن بحق خبير سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بسبب تورطه في قضية استغلال جنسي لأطفال وتسريب معلومات سرية عن إفشال خطة تفجير لوكالة أنباء.

وكان دونالد ساكتليبن، خبير المتفجرات السابق في مكتب التحقيقات، الذي اعتقل في إنديانا في إطار قضية مواد إباحية مرتبطة باستغلال أطفال، أقر في سبتمبر (أيلول) الماضي بالقيام «طوعا وعن سابق إدراك بكشف معلومة تتعلق بالأمن القومي إلى صحافي في مؤسسة إعلامية وطنية ليس مسموحا له الاطلاع عليها». كما اعترف بالتهم الموجهة إليه في قضية استغلال الأطفال.

وحكم على ساكتليبن البالغ من العمر 55 عاما بالسجن 140 شهرا (أكثر من 11 عاما) في القضيتين (97 شهرا في قضية استغلال الأطفال جنسيا، ثم 43 شهرا في قضية الأمن القومي).

وواجهت إدارة الرئيس أوباما انتقادات حادة من أعضاء الكونغرس والمجموعات المدافعة عن حقوق الصحافيين لإجرائها هذا التحقيق في تسريب المعلومات بعدما صادر المحققون تسجيلات لاتصالات هاتفية لصحافيين في وكالة أسوشييتد برس للأنباء، لكن المدعين رأوا أن القضية تؤكد تصميم الحكومة على محاسبة الذين يسربون معلومات سرية.

وأدين ساكتليبن بعدما عثر المحققون في حاسوبه الشخصي المحمول على 30 صورة وتسجيل فيديو جنسية تتضمن كلها أطفالا تحت سن الثانية عشرة.

أما بخصوص المعلومات التي سربت إلى «أسوشييتد برس» فهي تتعلق بخبر نشرته الوكالة ومفاده أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أحبطت مخططا لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب لتفجير طائرة تابعة لشركة طيران أميركية وصادرت القنبلة التي كانت ستستخدم في تنفيذه. وكان ساكتليبن سرب هذه المعلومات إلى الوكالة قبل تسعة أيام تماما من توقيفه في كارميل في ولاية إنديانا.

وقالت المحكمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن «دونالد جون ساكتليبن خان شعبه وأضعف الأعضاء في مجتمعه».

وعمل ساكتليبن لمكتب التحقيقات الفيدرالي من 1983 إلى 2008 خبير متفجرات، ثم متعاقدا للأمن بعد تقاعده.