النظام يطلق «المعركة الرئاسية» من اللاذقية.. وحزب البعث «يجدد الولاء»

المعارضة لا تستبعد أن يستخدمها الأسد سلاحاً في «جنيف 2»

TT

بدأت «المعركة الرئاسية» في سوريا من اللاذقية بحملة انتخابية تحت عنوان «معا سنكمل المشوار»، أطلقتها نقابة المعلمين منذ نحو 10 أيام بهدف جمع أكبر عدد من التواقيع لتأييد ترشيح الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات الرئاسة المقبلة المتوقعة في مارس (آذار) المقبل.

هذه الحملة التي لا تزال تقتصر لغاية اليوم على مدينة اللاذقية وبعض مدن الساحل السوري، معقل العلويين طائفة الأسد، وتأتي بعد حملات انتخابية على صفحات التواصل الاجتماعي، لا تختلف بالنسبة إلى السوريين عن سياسة النظام المعروفة منذ عشرات السنين فيما يعرف بـ«تجديد الولاء»، وذلك بدءا من النقابات التي تعتبر ممثل الشعب وهي في الوقت عينه تنطق بلسان حزب البعث الحاكم.

وهو الأمر الذي يلفت إليه عضو الائتلاف السوري أديب الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنّ «حملة نقابة المعلمين قد تكون الخطوة الأولى باتجاه توسيع الدائرة لتشمل فيما بعد مختلف النقابات ويتسلح بها النظام كورقة في يده في مؤتمر (جنيف 2) للقول إن السوريين يريدونه، خصوصا بعد إعلانه أن ترشحه للانتخابات سيكون بناء على رغبة الشعب».

ويوضح الشيشكلي أن «النقابات تكون في العادة هي المحرّك الأساسي لحملة تجديد الولاء في سوريا، ويتحوّل الأمر إلى مزايدات من خلال المسيرات التي تدعو إليها كل نقابة على حدة محاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين، مطلقين نداء التجديد للرئيس، لتأتي نتائج الانتخابات كما سابقاتها وبنتيجة التصويت نفسها». ويشير إلى أن «نصف الشعب غادر سوريا، والنصف المتبقي منقسم بين مناطق النظام ومناطق المعارضة، وبالتالي لا قدرة لمن يعيش تحت رحمة النظام وقواته أن يرفض طلبا مماثلا يطلب منه تحت الضغط والتهديد».

وكانت «تنسيقية اللاذقية» نشرت ما قالت إنه «نموذج لجمع تواقيع الموظفين في القطاع العام، على عريضة تؤيد ترشيح الرئيس السوري لولاية جديدة، وتظهر الورقة الصادرة عن نقابة المعلمين - فرع اللاذقية وجود جدول بالاسم الثلاثي والتوقيع».

ووصفت التنسيقية الخطوة بأنها «تعتمد لغة النظام القديمة نفسها، وكأن شيئا لم يتغير في سوريا»، مشيرة إلى أنها «رصدت عدة حالات في دوائر ومدارس المدينة، يحمل مدير المدرسة العريضة ويجول بها على الكادر الإداري والتدريسي واحدا تلو الآخر، على أن يوقعوا أمامه كي لا يستطيع أحد التهرب».

من جهته، يؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية وريفها عمار الحسن، أن «حملة التواقيع هذه انطلقت منذ نحو 10 أيام وهي تجبر المعلمين من مختلف المناطق والطوائف على التوقيع حتى إن بعضهم لا يزال يتبع الأسلوب السابق عينه في التوقيع بالدم، أي البصم بعد جرح الإصبع»، مشيرا إلى أن «الجميع يوقعون خوفا من الطرد أو تعرضهم للتحقيق ومن ثم السجن». ويوضح الحسن أنّ «المعلمين في هذه المدارس الرسمية ليسوا فقط من مناطق اللاذقية إنما قد يتحدرون من مناطق سورية أخرى، ونقلوا إلى اللاذقية بسبب الأوضاع الأمنية وإقفال المدارس في بلداتهم».

ويلفت الحسن إلى أنّ «الحملة مركزة في مدينة اللاذقية إضافة إلى بعض مناطق الساحل السوري». وهذا ما أكّده أيضا المتحدث باسم «أنصار الثورة» في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أنّ «حزب البعث من يقود هذه الحملة في مناطق الساحل السوري التي لا تزال تحت سيطرة النظام ومعظم أبنائها من الموالين له».

في المقابل، كشف الجبلاوي عن «استبيان للرأي بدأت به المعارضة السورية عبر (مركز بحر) في اللاذقية منذ ثلاثة أيام، وذلك للاطلاع على آراء المواطنين السوريين في المناطق المحرّرة في اللاذقية وحلب». وتتركّز أسئلته حول «جنيف 2» وحول إعادة ترشيح الأسد إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أن تصدر النتائج قبل عقد مؤتمر السلام بشأن سوريا.