ابنتا جنرالين تتنافسان على رئاسة تشيلي

باشليه تتصدر سباق اليوم وماتيي تراهن على دورة ثانية

ماتيي تتحدث في ختام الحملة الانتخابية في سانتياغو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

يتوجه الناخبون في تشيلي إلى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار رئيس جديد للبلاد، فيما تعد الرئيسة الاشتراكية السابقة للبلاد ميشيل باشليه الأوفر حظا للفوز، متبوعة بمرشحة اليمين إيفلين ماتيي.

ويكتسي هذا النزال الانتخابي بعدا رمزيا نظرا لمشواري المرشحتين الأبرز، إذ إنهما ابنتا جنرالين من سلاح الجو في الجيش التشيلي، إلا أن والد ميشيل، ألبرتو باشليه قضى قيد الاعتقال لأنه عارض انقلاب اوغوستو بينوشيه على سلفادور آيندي في 1973 بينما انضم والد الثانية فرناندو ماتيي إلى المجموعة العسكرية التي قادها الديكتاتور السابق.

وتفضل المرشحتان اللتان قضتا طفولتيهما في القاعدة العسكرية التي كانت تسكن فيها أسرتاهما وكان أبواهما صديقين، عدم التطرق لتلك الفترة التي ما زالت تثير انقساما في البلاد، والتركيز على مواجهتهما حول مشاريع سياسية على طرفي نقيض. وأوضحت الرئيسة الاشتراكية السابقة (2006-2010) في لقاء مع الصحافة أثناء الحملة الانتخابية أن «هناك مشروع بلد يريد الاستمرار فيما أنجزته هذه الحكومة ومشروع بلد، أمثله أنا، يريد تغييرات جذرية». وتنوي باشليه (62 سنة)، القطع مع نظام ليبرالي موروث عن الديكتاتورية سمح لتشيلي بتسريع ازدهارها الاقتصادي لكن مقابل انعدام مساواة اجتماعية لا مثيل له بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وردت إيفلين ماتيي (59 سنة) بالقول: «واضح أن هناك مشاكل ويجب علينا مواجهتها لكن يبدو لنا من غير العقلاني حقا تدمير النظام الذي قام عليه ازدهارنا». وقد اشتهرت السيدة ماتيي التي كانت وزيرة العمل بصراحتها وانفتاحها المتناقض مع مواقف اليمين حول المواضيع الاجتماعية، وهي أول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية باسم اليمين التشيلي، وتقرر ترشيحها رسميا بعدما انسحب كبار القادة المحافظين في حين لا يسمح الدستور بتجديد ترشيح الرئيس المنتهية ولايته سيبستيان بينييرا لهذا الاستحقاق.

وقد كانت الرئيسة الاشتراكية السابقة، المتقدمة نظريا وفق استطلاعات الرأي، أول امرأة تنتخب رئيسة في بلاد من دول أميركا اللاتينية، وهي طبيبة وكانت مديرة تنفيذية في منظمة النساء للأمم المتحدة، وقد تعرضت هي شخصيا للمطاردة والتعذيب والنفى في عهد النظام العسكري. ووعدت ميشيل باشليه التي تتمتع بشعبية لا تعرف التراجع، بتطبيق ثلاثة إصلاحات لم تتمكن من تنفيذها خلال ولايتها الأولى وهي تعديل الدستور الموروث عن ديكتاتورية بينوشيه (1973-1990) وإصلاح ضريبي ومراجعة النظام التربوي بهدف إنشاء تربية عمومية ذات نوعية جيدة تحدث قطيعة مع نظام انعدام المساواة وتوفير مجانية الدراسات الجامعية في غضون ست سنوات. وحازت بهذه المشاريع دعم الحزب الشيوعي المهمش منذ سنوات على الساحة السياسية التشيلية لكنه وافق على الانضمام إلى ائتلاف سياسي جديد أطلق عليه اسم «الأغلبية الجديدة» التي توسع الائتلاف السابق الذي قاد باشليه إلى الحكم في ولايتها الأولى.

وتوقع استطلاع للرأي نشرت نتائجه خلال الأيام الماضية فوزها بنسبة 37.7 في المائة من الأصوات أمام ماتيي (23 في المائة) ويليهما الاقتصادي المستقل فرانكو باريسي (45 سنة) (15 في المائة) الذي حاز شعبية بفضل برامجه التلفزيونية البيداغوجية.

وتراهن باشليه على الفوز من الجولة الأولى، لكن خبراء يرون أن توزيع الأصوات على تسعة مرشحين سيجعل ذلك أمرا صعبا بينما تأمل ماتيي من جهتها في التوصل إلى مواجهة ثنائية في الجولة الثانية. ومن بين المرشحين الآخرين الاقتصادي اليساري مرسيل كلود الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الحركة الطلابية والمدافع عن البيئة ألفريدو سفير (66 سنة). كما يترشح كل من المحامي ألفريدو خوسلين هولت والنائب السابق من الديمقراطية المسيحية الذي أصبح مستقلا والزعيمة النقابية روكسانا ميراندا والأستاذ الجامعي ريكاردو إسراييل الذي يدعمه الحزب الإقليمي الانفصالي والمخرج السينمائي ماركو انريكيس امانيمي (20 في المائة في الانتخابات الأخيرة).