لافروف: هناك فرصة جيدة لاتفاق مع إيران

طهران وواشنطن تشاركان في اجتماع بشأن المساعدات الإنسانية لسوريا

TT

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، بأنه لا توجد خلافات جوهرية بين القوى العالمية وإيران حاليا، مشيرا إلى وجود «فرصة جيدة للغاية» للتوصل لاتفاق يسعى إليه منذ فترة طويلة، بشأن برنامج طهران النووي.

وأضاف لافروف في مقابلة مع قناة «تي في سي» التلفزيونية الروسية: «لا توجد خلافات جوهرية بشأن القضايا التي تحتاج للحل بشكل عملي، والأمر الضروري هو كتابة اتفاق بصورة صحيحة من خلال ما توصلنا إليه، عن طريق المحادثات الدبلوماسية، حتى يكون وثيقة مشتركة بشكل حقيقي، وليس وثيقة مفروضة من الخارج».

وأوضح لافروف في التصريحات التي بثتها وكالة «ريا نوفوستي» أن المحادثات مع نظيره الإيراني جواد ظريف أظهرت للمرة الأولى، منذ سنوات كثيرة، أن القوى العالمية الست وإيران مستعدة للتوصل إلى أرضية مشتركة، بدلا من تقديم آراء غير مترابطة في الأغلب.

وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم من تصريحات مسؤول أميركي بأنه «من الممكن» التوصل إلى اتفاق مع إيران، حول ملفها النووي، خلال المحادثات المقبلة المقررة في جنيف، ابتداء من الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مشيرا في الوقت نفسه إلى استمرار وجود خلافات.

وكان المسؤول الأميركي قد جدد التأكيد على الدعوة التي وجهها الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس، لعدم فرض عقوبات جديدة في الوقت الراهن على إيران، مشددا على أن فرض عقوبات جديدة لن يدفع بإيران «إلى الاستسلام» والتخلي عن برنامجها النووي، بل على العكس من ذلك سيقودها إلى مزيد من التصلب.

وتتفاوض القوى العالمية الست أو ما يعرف باسم مجموعة «5+1» التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية (وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا)، إضافة إلى ألمانيا، مع إيران حول اتفاق مؤقت سيجمد بعض الأنشطة النووية الإيرانية المشتبه بها، في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المشددة.

من جهة أخرى، وفي إشارة أخرى إلى حدوث دفء في العلاقات، تشارك إيران والولايات المتحدة في اجتماع بشأن المساعدات الإنسانية لسوريا في جنيف، برعاية الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسيون ومسؤولون بالأمم المتحدة إن هذه هي الإشارة الأوضح على استعداد الجانبين المتنافسين للعمل معا لتسوية الأزمة في سوريا، حسبما ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية.

وبعثت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس، أخيرا، دعوات إلى ما لا يقل عن 12 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، للمشاركة في اجتماع عالي المستوى في جنيف يهدف إلى حث الأطراف المتحاربة في سوريا على السماح بوصول عمال الإغاثة إلى أكثر من 2.5 مليون شخص، لا تصل إليهم المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.

وأرسلت دعوات أيضا إلى فرنسا والصين وبريطانيا وأستراليا ولوكسمبورغ والكويت وقطر وممثل للاتحاد الأوروبي.

ولم يتضح بعد بشكل دقيق موعد انعقاد اجتماع الأمم المتحدة، الذي كان من المخطط له بصفة مبدئية عقده في منتصف الشهر الحالي، ولكن دبلوماسيا من دولة في قائمة الدعوة، قال إنه من المرجح تحديد عقد الاجتماع في غضون أسبوعين.

وتأتي مشاركة الولايات المتحدة وإيران في الاجتماع الخاص بالمساعدات الإنسانية عقب تقارير عن اقتراب إيران والقوى الكبرى من التوصل إلى اتفاق بشان برنامجها النووي، يشمل تخفيف العقوبات على طهران.