قذائف الهاون تمطر دمشق.. وأغلب أحيائها تغرق في الظلام

الحكومة تفتح باب التطوع لـ«المغاوير».. وتضاعف أعداد النازحين إلى عرسال

مقاتل سوري يساعد صبيين قبل انطلاقهم في دورية في حي صلاح الدين بمدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

تبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة القصف العنيف، أمس، في دمشق وريفها، حيث كثفت القوات الحكومية من قصفها على مدينة قارة في جبال القلمون تمهيدا لاقتحامها، فيما وسع مقاتلو المعارضة من دائرة استهدافهم لأحياء مدينة دمشق التي أمطروها بقذائف الهاون. وتزامن التصعيد في دمشق، مع تحذير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أن يسعى النظام وحلفاؤه «لإجهاض انعقاد أي مؤتمر يسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا».

وفي محاولة لتجاوز عقبة النقص بالمقاتلين، أعلنت قيادة الجيش السوري عن فتح باب التطوع لحاملي شهادة التعليم الأساسي وما فوق في القوات الخاصة «مغاوير»، على أن تكون مدة العقد سنتين غير قابلة للتجديد إلا لمن يرغب.

وشهدت معظم أحياء دمشق، أمس، انقطاع التيار الكهربائي مساء. وقال وزير الكهرباء السوري عماد خميس إن انقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية من البلاد سببه «تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة لخطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة». وتعد هذه المرة الثالثة خلال أقل من عام التي تغرق فيها مناطق جنوب سوريا بالظلام، والمرة الثالثة التي يكرر فيها وزير الكهرباء ذكر الأسباب ذاتها دون أي تعديل بالصياغة.

ميدانيا، أفاد ناشطون سوريون بتعرض مدينة قارة في منطقة القلمون، لقصف عنيف بالطائرات الحربية، في محاولة لاقتحامها، بعيد انطلاق معركة استعادة السيطرة على مدن القلمون الاستراتيجية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المدينة «قُصفت لليوم الثاني على التوالي بالطائرات الحربية في محاولة لطرد الكتائب المقاتلة منها»، لافتا إلى أن «مقاتلي المعارضة داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود». وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية «أحرزت تقدما طفيفا لجهة الطريق الدولية من غير اقتحام المدينة».

في هذا الوقت، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن مدينة قارة «تعرضت لقصف بصواريخ أرض - أرض، بلغ عددها ثمانية صواريخ»، فيما أعلنت قناة «الميادين» مقتل قائد عمليات الجيش الحر في قارة سليم بركات.

ومع اشتداد المعارك في المدينة، تضاعف عدد النازحين السوريين إلى بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، وتخطى عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية في اليومين الأخيرين حاجز الـ16 ألفا. ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها.

في غضون ذلك، شهدت العاصمة السورية أمس أعنف موجة من التساقط العشوائي لقذائف الهاون التي تركزت على الأحياء الشرقية، راح ضحيتها أكثر من ستة مدنيين وعشرات الإصابات بينهم أطفال وتلاميذ مدارس، فيما انقطع التيار الكهربائي مساء عن معظم أحياء دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتساقط قذائف هاون بغزارة على أحياء في وسط مدينة دمشق، مشيرا إلى أن القصف «استهدف أحياء عدة أبرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين».

وأشار سكان في حي باب توما إلى سقوط قذيفة هاون على باص نقل داخلي في ساحة الحي مما أسفر عن مقتل ثلاث مدنيين وإصابة عشرة بينهم أطفال، كما سقطت قذيفة هاون في حي العدوي وعدد آخر من القذائف من الساعة التاسعة من صباح أمس إلى ساعات ما بعد الظهر، إلا أن أعنفها كان على منطقة الزبلطاني وساحة العباسيين، وتحديدا شارع فارس خوري عند مدخل نفق العباسيين، وأصابت سيارة عسكرية أدت إلى مقتل عسكري وإصابة السائق بجروح.

وسقطت قذيفة أخرى عند كنيسة سيدة دمشق في حي القصور القريب من ساحة العباسيين، مما أدى إلى مقتل مدنيين، كما سقطت قذيفة على سطح مدرسة «لبابة الهلالية» في «شارع الملك فيصل» أدت إلى مقتل معلمة وإصابة عدد من التلاميذ، تبعها سقوط قذيفة هاون أخرى على المستوصف التابع للمدرسة.

إلى ذلك، أعلن الائتلاف الوطني السوري اختطاف أكثر من 60 شخصا في بلدة كوكب بريف حماه الشمالي، السبت، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكد الناشطون أن اختطاف هؤلاء جرى خلال عملية اقتحام وسلب ونهب نفذتها قوات النظام على البلدة، مدعومة بعناصر وميليشيات من قرى معان والزغبة والمبطن والطليسية، كما وثق مراسلون في المكان مجزرة ارتكبتها تلك القوات بحق ثمانية مدنيين، سبعة منهم من عائلة واحدة، خلال العملية نفسها. وقال الائتلاف في بيان، إن مصير المفقودين لا يزال مجهولا، في ظل مخاوف على حياتهم، خصوصا بعد مجزرة يوم الجمعة الماضية في قرية وادي المولى بريف حمص التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 27 شخصا، معظمهم ينحدرون من عائلة واحدة، وأغلبهم من النساء والأطفال.

في المقابل، أفاد ناشطون باقتحام ملثمين مركز شركة «MTN» للاتصالات في مدينة حلب، واختطاف سبعة أشخاص، بينهم رئيس مجلس الحي في حي الشعّار. وطالبت هيئات مدنية السلطات المدنية والعسكرية المعارضة في المنطقة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المختطفين وتسعى للإفراج عنهم.