بارزاني في ثاني أيام زيارته لديار بكر: توحيد الكرد سيكون من أولويات عملنا

شدد على أن السلام هو «السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا»

TT

في حين أكد مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، أمس، أن «توحيد الكرد سيكون من أولويات» عمله، تباينت ردود الفعل في كردستان حيال زيارته إلى مدينة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، في جنوب شرقي تركيا.

وقال بارزاني إن «اتفاق الكرد سيخدم الشعوب العربية والتركية والفارسية». وأضاف قائلا في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس بلدية ديار بكر، عثمان بايدمير، أن «الكرد يحملون رسالة سلام لكل شعوب المنطقة». وتابع بارزاني: «نحن نمد يد السلام والأخوة للعرب والترك والفرس»، لافتا إلى أن «السلام هو السبيل الوحيد للوصول إلى أهدافنا التي قدمنا تضحيات من أجلها». ونقلت عنه وكالة «بيامنير» الكردية دعم إقليم كردستان لخطوات السلام في تركيا، داعيا الكرد في تركيا إلى الصبر كون عملية السلام ليست سهلة، معربا عن ارتياحه لخطوات السلام التي اتخذها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، مؤكدا على أهمية استمرارها.

من جهته، شدد رئيس بلدية ديار بكر على أن «حل القضية الكردية وتوحيد صفوف الكرد سيكون عاملا لاستقرار الشرق الأوسط، فضلا عن أنه عامل لتنمية الديمقراطية والسلام في المنطقة».

وكان بارزاني وصل إلى ديار بكر، أول من أمس، في زيارة وصفت بـ«التاريخية»، وكان على رأس مستقبليه رئيس الوزراء التركي الذي أجرى معه محادثات تناولت سبل إنقاذ عملية السلام المتعثرة بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية والعلاقات الاقتصادية، خاصة في المجال النفطي بين حكومة الإقليم وأنقرة، إضافة إلى الوضع في سوريا.

وحول ما دار بين بارزاني وأردوغان في اجتماعاتهما، في اليومين اللذين أمضاهما بارزاني في ديار بكر، كشفت صحيفة «راديكال» التركية عن اتفاق بين بارزاني وأردوغان على عدد من النقاط المهمة في اجتماع دام لمدة ساعة و20 دقيقة، في ديار بكر، حيث تطرق الاجتماع إلى مشروع السلام في تركيا بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، والعلاقات بين أربيل وأنقرة في المجال النفطي. وبحسب الصحيفة، اتفق الجانبان على ضخ النفط من إقليم كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب يجري مده، وكذلك على فتح معبرين حدوديين بين إقليم كردستان وتركيا في غضون شهر.

وتباينت ردود الفعل من قبل الأحزاب والتشكيلات الكردستانية حيال زيارة رئيس إقليم كردستان العراق إلى تركيا. وفي حين نسب إلى أمير الجماعة الإسلامية علي بابير، قوله إنه كان الأجدر برئيس إقليم كردستان أن يستشيرهم قبل القيام بهذه الزيارة التي لم يكونوا على علم بها ولا بتفاصيلها، فإن بلال سليمان عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون أمير الجماعة طلب أن يستأذن رئيس الإقليم منهم قبل القيام بهذه الزيارة، مؤكدا على أن علي بابير بين صرح بأن هذه الزيارة جاءت دون أي مشاورة معهم أو مع الأحزاب الكردستانية الأخرى. واتهم بلال بعض المؤسسات الإعلامية في الإقليم بأنها «لم تنقل المحتوى الحقيقي لكلام أمير الجماعة»، قائلا إنه «لم يعلق بإيجابية أو سلبية حول زيارة بارزاني لمدينة ديار بكر»، متمنيا أن «تكون ذات نتائج إيجابية، وأن يشرح رئيس إقليم كردستان نتائجها للأحزاب الكردستانية».

كما نفى بلال أن تكون تركيا ضغطت على بارزاني من أجل إشراك الأحزاب الإسلامية في التشكيلة المقبلة لحكومة إقليم كردستان العراق، وقال: «نحن لسنا بحاجة لوساطة تركية لإقناع القيادات السياسية في إقليم كردستان بإشراكنا في الحكومة، وأن قرارنا هو بيدنا».

الأكاديمي الكردي الدكتور مدحت سليمان المرشح السابق في قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني لانتخابات برلمان إقليم كردستان، رفض فكرة أن يستشير بارزاني الأحزاب السياسية عند قيامه بأي زيارة دبلوماسية تأتي بدعوة رسمية على مستوى رئاسي «كون رئيس الإقليم منتخبا من قبل شعب كردستان بشكل مباشر، وهو لا يحتاج إلى أي مشاورة أو استئذان من أي من الأحزاب». وبين سليمان أن زيارة بارزاني لديار بكر تحمل أكثر من رسالة، أولها أن الحكومة التركية والقيادة التركية لم تعد مثلما كانت، وأن الانفتاح الذي تسلكه الحكومة انفتاح جدي يصب في مصلحة الشعبين التركي والكردي، وأن الدولة في تركيا تقدر بارزاني، وهذا ما كان واضحا في الكلمة التي ألقاها رجب طيب أردوغان خلال الاستقبال الجماهيري له ولبارزاني.