اليمن: الحوثيون يواصلون قصف دماج وحافلات تنقل عشرات السلفيين إلى صعدة

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: مجلس الأمن يحدد 27 من الشهر الحالي موعدا لمناقشة مسيرة التسوية

TT

واصل الحوثيون أمس قصف منطقة دماج في محافظة صعدة، معقل الجماعة السلفية في اليمن، حيث سقط قتلى وجرحى في القصف المتواصل منذ قرابة خمسين يوما، في وقت أكدت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط» وجود مفاوضات غير معلنة بين الطرفين بوساطة تقودها بعض الأطراف في الساحة اليمنية.

وقالت مصادر محلية إن القصف استهدف وسط المدينة وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل، وذكرت المصادر أن بين القتلى والجرحى مدنيين، وأن القصف استهدف مسجد الحديث في المدينة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مفاوضات تجري بصورة غير معلنة بين السلفيين والحوثيين عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، غير أن المصادر أعربت عن اعتقادها أن «أي صيغة اتفاق سوف يجري التوصل إليها سوف يجري الانقلاب عليها من قبل الحوثيين، لأنهم يرفضون من حيث المبدأ وجود السلفيين في محافظة صعدة ذات التوجه المذهبي المختلف»، وتشير المعطيات على أرض الواقع إلى استمرار المواجهات للفترة المقبلة، خاصة أن حافلات تقوم يوميا بنقل عشرات المقاتلين من السلفيين الذين يتجمعون في حي سعوان بالعاصمة صنعاء إلى منطقة دماج بمحافظة صعدة لمساندة جماعتهم المحاصرين هناك.

وتزامن التصعيد العسكري الحوثي على دماج مع وجود اللجنة الرئاسية الخاصة بحل المشكلة بين الطرفين ووجود لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس النواب (البرلمان) للوقوف على طبيعة الأزمة بين السلفيين والحوثيين.

من ناحية أخرى، رفض السلفيون قافلة المساعدات التي جاءت بها لجنة الوساطة الرئاسية إلى منطقة دماج المحاصرة، وبرر السلفيون رفضهم، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بتبني محافظ محافظة صعدة للقافلة رغم أنها مقدمة من المؤسسة الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة، حيث يتهم السلفيون المحافظ فارس مناع بالتواطؤ مع جماعة الحوثي، وأيضا بسبب اعتراض الحوثيين للقافلة قبل وصولها إلى دماج والاستيلاء على نحو ثلثي حمولة الشاحنات، وأهم ما تحمله من أدوية ومواد غذائية، واعتبر السلفيون المساعدات التي وصلت إليهم أنها «من باب ذر الرماد في العيون وتلبيس الحقائق ومحاولة التغطية إعلاميا على الجرائم البشعة التي يقوم بها الحوثيون على أبناء المنطقة».

على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أنه جرى تحديد يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري موعدا جديدا لعقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة مسيرة التسوية السياسية في اليمن والاستماع إلى تقرير مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، حول مسيرة التسوية، وتوقعت المصادر أن يقدم بن عمر ملاحظات هامة إلى مجلس الأمن تتعلق بالأشخاص والجهات التي تعرقل التسوية السياسية، وتعمل جاهدة على إفشال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يوشك على إنهاء أعماله، فيما ما زالت بعض فرقه معطلة بسبب تعنت بعض الأطراف، وبالأخص في حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والحراك الجنوبي، حيث عطلت اجتماعات الفريق المصغر الخاص بالقضية الجنوبية المسمى فريق الـ16 أو «8+8».

في موضوع آخر، يواصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل عقد جلساته العامة الثانية لمناقشة وإقرار تقارير فرقه الخاصة، حيث من المقرر أن تستكمل اليوم لجنة التوفيق استعراض ومناقشة الرؤى الخاصة بالضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، كما من المقرر أن تنتهي الجلسة العامة من مناقشة وإقرار التقرير النهائي لفريق الحكم الرشيد في غضون الساعات المقبلة.