نبيل فهمي لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد خلافات أو مشاكل كبيرة مع دول عربية

وزير الخارجية المصري قال عن زيارة لافروف وشويغو إن القاهرة لا تتحرك عشوائيا ولا تتعامل برد الفعل

نبيل فهمي (أ.ف.ب)
TT

وصف وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، القمة العربية الأفريقية التي تفتتح في الكويت اليوم بأنها «مهمة للغاية»، في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط»، على هامش أعمال القمة، مشيرا إلى أن القمة تجئ وسط تحديات كبيرة بالنسبة للعالمين العربي والأفريقي، لكنه أكد أن «هذا التجمع والحضور الهائل على مستوى القادة ووزراء الخارجية سيعطى زخما سياسيا، في مجالات مختلفة».

وقال فهمي إن مقررات القمة يشير إلى تنوع موضوعاته من سياسية إلى اقتصادية واستثمارية، وأشار إلى وجود إعلان خاص بفلسطين وعد ذلك أمرا طبيعيا، «لأن القضية الفلسطينية تعد محورية للعرب والأفارقة». وقال الوزير المصري إن «إعلان الكويت للتعاون بين الإقليمين يركز على الملف الاقتصادي وتفعيل المؤسسات العربية والأفريقية للتعاون.

وأكد فهمي أن بلاده حريصة على إبراز أهمية القطاع الخاص، مشيرا إلى مسؤولية الدول في تهيئة المناخ السياسي الملائم لتمكين هذا القطاع من تأدية عمله على أكمل وجه. وتابع: «هناك تركيز من جانبنا على موضوع التنمية الزراعية والتعليم ونتطلع لتعاون عربي أفريقي مثمر في هذا المجال».

وأضاف فهمي أن تركيز القمة علي الجانب الاقتصادي يعتبر أمرا طبيعيا بل وهاما، لأن تحقيق المصلحة المشتركة هو أساس دفع التعاون في المجالات السياسية. وأعرب عن ارتياحه للمناقشات الجادة والصريحة التي شهدها اجتماع كبار المسؤولين والاجتماع الوزاري في إطار التحضير للقمة، داعيا إلى أهمية أن ترتفع النتائج إلى مستوى التحديات.

وردا علي سؤال حول زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إلى مصر، ذكر فهمي أن «مصر لا تتحرك بشكل عشوائي ولا تبني سياستها علي أساس رد الفعل»، وقال إنه سبق وأن أعلن عدة مرات منذ توليه مهام منصبه أن سياسته ترتكز على «تعدد الخيارات أمام مصر»، مؤكدا أن هناك بالفعل انفتاحا ما بين مصر وروسيا ونيات لتطوير وفتح التعاون في كل المجالات كإضافة لمصر وضمانا لتوفير أفضل الفرص والبدائل لها وليس سعيا لأن يأتي ذلك علي حساب أي طرف آخر.

وفيما يتعلق بالملف السوري، قال نبيل فهمي إن مصر حريصة على الوصول إلى حل سياسي من خلال مؤتمر «جنيف 2» على أن يكون ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر «جنيف 1» هو أساس يمكن البناء عليه في حل القضية السورية. وأشار إلى أن «جنيف 2» يمكن أن يؤدي لإنشاء حكومة انتقالية سورية لديها كل الصلاحيات. وأكد في سياق حديثه أن الجامعة العربية كثيرا ما وقفت إلى جانب المعارضة السورية وستستمر على النهج ذاته لحين الوصول إلى حل يضمن صيانة وحدة الأراضي السورية والعيش المشترك الآمن لكل أبناء الشعب السوري.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت هناك مبادرة للوساطة ما بين إيران ودول الخليج، ذكر نبيل فهمي أنه لا توجد مبادرة بالمعني الحقيقي، وإنما هناك استعداد مصري لبذل أي جهد لفتح حوار ما بين الطرفين، إذا توفرت رغبة مشتركة لذلك.

قائلا إن مصر لديها هوية مشتركة مع دول الخليج وهي حريصة على أمن واستقرار تلك الدول، المرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري.

وفيما يتعلق بمشكلة سد النهضة، أوضح فهمي أن المشكلة يتعين النظر إليها من منظور أكثر شمولا، لأنها ترتبط بموضوع أكثر حيوية وهو كيفية الاستفادة من مياه النيل بشكل تعاوني بما يحقق مصلحة الجميع دون الإضرار بأي طرف. وفي هذا السياق ينظر إلى ما يتم بناؤه من سدود وكيفية استخدام المياه وغير ذلك بما يحقق مصلحة الجميع.

وأشار إلى أن «قضايا المياه مهمة وتطرح في اجتماعات كثيرة، خصوصا تلك الاجتماعات الثنائية بيني وبين وزراء الخارجية، كما أن الرئيس عدلي منصور سيعقد قمما ثنائية مع القادة العرب والأفارقة للحديث حول كل القضايا المطروحة في المنطقة والشرق الأوسط».

وعما أعلن بشأن عقد قمة خماسية تحتضنها الكويت، وتضم السودان وجنوب السودان، وأوغندا وإثيوبيا ومصر بمشاركة الكويت، قال فهمي: «لا علم لي بهذه القمة.. ولكنه اقتراح مرحب به وبأي جهد يقدم في شأن هذه القضية، غير أنه شكك بمشاركة الرئيس الأوغندي بها.

وعما إذا كانت هناك مبادرات معينة لعقد لقاءات على هامش القمة مع دول عربية أو أفريقية، بشأن وضع مصر في الاتحاد الأفريقي، وقضية الصراع بين دول حوض النيل قال إن مصر ترحب بأي تحرك في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن هناك ترتيبات للقاءات للرئيس عدلي منصور مع كثير من قادة الدول، لكنها ستتم وفق ظروف وجودهم بالكويت.

وكشف الوزير «فهمي» عن أنه أجرى كثيرا من اللقاءات مع وزراء خارجية أفارقة أبدوا جميعهم الاهتمام بتنفيذ خارطة الطريق في مصر ويترقبون دستور مصر الجديد، كخطوة مهمة نحو استكمال التحول الديمقراطي.

وردا على سؤال حول الخلافات المصرية مع دول عربية (تونس وقطر) وأفريقية (إثيوبيا)، وإمكانية عقد لقاءات على هامش القمة معها قال فهمي، إنه لا توجد خلافات أو مشكلات كبيرة مع دول عربية، لافتا إلى أن العلاقات مع تونس مستقرة، وأنه يلتقي مع مسؤولين قطريين دوما بصرف النظر عن أية مواقف، «أما أي حوار فيمكن أن يتم في إطار محفل عربي وليس داخل محفل يعنى ببحث قضايا عربية وأفريقية».

وحول موقع القضية الفلسطينية من القمة العربية الأفريقية في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية قال الوزير إن هناك بيانا سيصدر عن القمة في شأن هذه القضية، مشددا على أنه لا يمكن للعرب أن يوجدوا بأي محفل دون التعرض لهذه القضية، مشددا على أنه «لا يمكن أن نهملها أو نسمح بأن تختفي، ونؤكد ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية وحل عادل لها على أساس الدولة المستقلة بعاصمتها القدس ووقف كل السياسات الإسرائيلية وجميع خطط الاستيطان».

وحول نتائج اللقاء مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أوضح فهمي أن اللقاء تطرق إلى الأوضاع الإقليمية وبصفة خاصة ملف عملية السلام في الشرق الأوسط، وسبل إعطائه الدفعة المطلوبة في ظل العثرة التي يمر بها. وأكد فهمي في هذا السياق أنه على الرغم من تشككه في إمكانية إحراز تقدم ملموس خلال الأسابيع القادمة، إلا أن الجانب المصري يدعم جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والذي حدد إطارا زمنيا لجهوده، ويأمل في أن يمارس الضغوط المطلوبة على الجانب الإسرائيلي لحثه على التعاطي بصورة إيجابية مع هذا الملف.

وحول لقائه مع وزير الخارجية الجزائرى رمضان العمامرة أوضح بأنه تم الاتفاق على تفعيل وتنشيط العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة بما يتواكب مع العلاقات الوثيقة التي تجمع الشعبين المصري والجزائري. وقال: «تم اقتراح تنظيم زيارة على مستوى وزير الخارجية في وقت قريب بغض النظر عن العاصمة المستضيفة على أن يسبقها اجتماع لكبار المسؤولين للتحضير الجيد لها».

وأضاف أن وزير الخارجية الجزائري شدد على دعم بلاده الكامل لاستئناف مصر أنشطتها في الاتحاد الأفريقي، مؤكدا على أن الجزائر ستبذل الجهود اللازمة بما يؤدي لانتهاء الوضع الاستثنائي الحالي. كما أكد على أن الجزائر ستدعم ترشيح مصر لرئاسة المجلس التنفيذي لليونسكو في الانتخابات المزمع عقدها الأسبوع القادم في باريس.