النظام يفشل في اقتحام مدينة قارة.. ومقتل 31 عسكريا بينهم ثلاثة عمداء ولواء

استمرار النزوح السوري إلى قرية عرسال اللبنانية.. وأنباء متضاربة عن استهداف البلدة بغارة سورية

TT

فشلت القوات النظامية السورية، أمس، في اقتحام مدينة قارة في منطقة القلمون بريف دمشق التي تتحصن فيها كتائب «الجيش السوري الحر». وجاء ذلك تزامنا مع خسارتها 31 عسكريا بينهم أربعة ضباط كبار، ليل (الأحد-الاثنين) في تفجير أحد مباني إدارة المركبات الواقعة في ضواحي مدينة حرستا بدمشق.

وكانت القوات النظامية كررت أمس محاولتها اقتحام مدينة قارة في منطقة القلمون عبر قصفها بالطيران الحربي. وأشار رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» أن «البلدة ما تزال تحت سيطرة المعارضة»، موضحا أن «القصف النظامي على قارة لم يتوقف منذ خمسة أيام».

وتقع قارة على الطريق الرئيس الذي يصل بين مدينتي دمشق وحمص وتبعد نحو مائة كيلومتر شمال العاصمة دمشق، ونحو سبعين كيلومترا جنوب مدينة حمص، ما يكسبها أهمية استراتيجية بالنسبة للقوات النظامية. ويؤكد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، إسماعيل الديراني لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يخوض في قارة معركة تأمين خطوط إمداده التي تمر عبر طريق حمص - دمشق»، مشيرا إلى «أن عددا كبيرا من الأرتال العسكرية النظامية كانت تعبر من هذا الطريق وتستهدف من كتائب المعارضة المتحصنة في قارة». وبحسب الديراني فإن «المعارضة ستخسر في قارة، في حال انسحابها، نقطة استراتيجية لنقل السلاح من الشمال إلى الجنوب».

وتسعى القوات النظامية بعد سيطرتها على قارة التقدم نحو جبال القلمون بريف دمشق حيث يتحصن مقاتلو المعارضة السورية. ويجزم الديراني أن «معركة القوات النظامية ستكون صعبة جدا في منطقة القلمون»، موضحا أن «أكثر من عشرين ألف مقاتل معارض يتحصنون في المنطقة ويمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة».

في المقابل، نقلت صحيفة «الوطن» الموالية للنظام السوري عن مصدر عسكري نظامي قوله: «إن وحدات من الجيش واصلت عملياتها العسكرية ضد معاقل الإرهابيين في بلدة قارة، وقد وفر تحويلة لتأمين المدنيين والنقل بين حمص ودمشق»، مؤكدا أن «المعركة ستنجز في وقت أسرع مما كان متوقعا على خلفية انهيار كبير للمجموعات المسلحة وهروبهم باتجاه جبال القلمون بعد ضربات موجعة بالمدفعية السورية».

ورجح مدير المرصد أن تكون نتائج معركة القلمون حاسمة وفاصلة بالنسبة للمعارضة والنظام في آن معا»، موضحا أن «سيطرة النظام على المنطقة ستمكنه من السيطرة على كامل الطريق الساحلي الدولي، فيما سيطرة المعارضة عليها ستمكنها من محاصرة القوات النظامية في دمشق، عدا عن تحكمها بحركة تنقل الموالين للنظام من دمشق إلى حمص وسائر المناطق». وتسببت الأوضاع الميدانية المضطربة في منطقة القلمون بنزوح عدد كبير من سكانها الذين قطعوا الحدود اللبنانية - السورية نحو بلدة عرسال اللبنانية التي استقبلت ما يقارب 1700 عائلة سورية، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية. ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الأزمة السورية لتهريب السلع على اختلافها.

في موازاة ذلك، نفى مصدر أمني لبناني أمس، الأنباء التي تحدثت عن وقوع غارة سورية على الأراضي اللبنانية في جرود عرسال، موضحا أن «قتيلين أدخلا إلى عرسال من آل الحجيري شاركا في المعارك الدائرة في سوريا».

وكانت مصادر ميدانية في البلدة تحدثت عن غارة جوية سوريا استهدفت شخصين من عرسال في وادي ميرا في أقصى جرود البلدة.

من جهة أخرى، قتل 31 عسكريا، بينهم أربعة ضباط كبار، من قوات النظام السوري في هجوم استهدف أحد مباني إدارة المركبات في حرستا بدمشق.

وأوضح مدير المرصد السوري أن «ثلاثة عمداء ولواء قتلوا إثر تفجير المبنى الذي انهار بشكل كامل»، لافتا إلى أن «قنبلة وضعت إما داخل المبنى وإما في أسفله وتحديدا تحت نفق»، في إشارة إلى أن مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى داخل القاعدة العسكرية النظامية. وربط بين «توقيت شن هذا الهجوم والعملية العسكرية الواسعة النطاق التي يقودها النظام ضد مواقع المعارضة في منطقة ريف دمشق».