قائد شرطة نينوى ينجو من محاولة اغتيال وسط مؤشرات على تراجع دور «داعش»

ثلاثة تفجيرات متزامنة استهدفت موكب الحمداني جنوب الموصل

عراقيون يعاينون أمس حطام سيارة في موقع انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر ببغداد أول من أمس (أ.ب)
TT

في حين تتضارب المعلومات بشأن سقوط مناطق معينة من محافظة نينوى التي مركزها الموصل، بيد الجماعات المسلحة وبخاصة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بحث رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الواقع الأمني والخدمي في المحافظة مع وفد من حكومتها المحلية.

وقال بيان لمكتب النجيفي إن الأخير «بحث مع وفد من مجلس محافظة نينوى الملف الأمني والخدمي وسبل تطوير البنية التحتية للمدينة». وعبر النجيفي خلال اللقاء عن «دعمه المتواصل لكل الجهود الرامية لإعادة الحقوق وتطبيق القانون والقضاء على المعوقات التي تواجه عمل مجلس محافظة نينوى لغرض تحقيق العدالة والتوازن».

وكان قائد شرطة محافظة نينوى، العميد الركن خالد الحمداني، نجا من محاولة اغتيال بثلاثة تفجيرات متزامنة استهدفت موكبه جنوب الموصل أمس وأسفرت عن إصابة 13 عنصرا بينهم ضابطان أحدهما معاون مدير شؤون الشرطة. وقال مصدر أمني في المحافظة في تصريح إن «ثلاث عبوات ناسفة انفجرت بالتزامن مستهدفة موكب قائد شرطة نينوى العميد خالد الحمداني لدى مروره في منطقة البوسيف (10 كلم جنوب الموصل)، مما أسفر عن إصابة 11 عنصرا من الشرطة ومعاون مدير شؤون شرطة نينوى العقيد الركن عيسى عثمان وضابط برتبة نقيب في الشرطة كان برفقته بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعدد من عجلات الموكب»، مضيفا أن الحمداني لم يصب بـ«أي أذى». وأضاف المصدر أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، بينما فرضت قوة أمنية طوقا أمنيا على منطقة الحادث ومنعت الاقتراب منه».

وهذه هي المحاولة الثانية التي يتعرض لها قائد شرطة نينوى خلال ثلاثة أشهر، إذ نجا العميد في 16 أغسطس (آب) من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في قرية أم المحاحيض التابعة لناحية الشورى (35 كلم جنوب شرقي الموصل)، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر حمايته بجروح.

وتأتي محاولة الاغتيال أمس وسط تضارب في الأنباء بشأن ما تتعرض له مناطق مختلفة من الموصل من خروقات أمنية مع توغل المجموعات المسلحة التابعة لـ«دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش) في مناطق واسعة من المحافظة، ولا سيما التي تنفتح على الحدود مع سوريا في منطقة ربيعة. لكن مصدرا في اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة قلل من أهمية مثل هذه الأنباء قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، إن «هذه الأنباء مبالغ فيها إلى حد كبير وبعضها أنباء قديمة، إذ إن الجهد الأمني في المحافظة قد تضاعف حاليا وصار هناك نوع من التنسيق الأمني بين المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية في عموم المحافظة عقب الاجتماع الذي عقد أخيرا بين المحافظ ورئيس أركان الجيش وقيادة عمليات نينوى وقيادة الشرطة». وأضاف أن «هناك خروقات في العديد من المناطق وأن هناك جماعات تحاول استغلال الفراغ الأمني في بعض المناطق ولكن هذا لا يدوم». وأوضح أن «هناك لجانا أمنية تعمل بجد وأن مساحات تأثير المجاميع المسلحة بدأت تتقلص في عموم المحافظة».

بدورها، قالت وصال سليم علي، عضو البرلمان عن محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخروقات الأمنية مستمرة في العديد من المناطق وتتمثل في استمرار الاغتيالات سواء كان على مستوى رجال الإعلام أو الموظفين في مختلف دوائر المحافظة ولكن مع ذلك فإن هناك نوعا من الاستقرار النسبي، إذ تبدو الحياة طبيعية، ولا سيما في مركز الموصل». وأضافت أن «المناطق البعيدة ربما يكون الوضع فيها مختلفا لكن لا نستطيع القول إنها سقطت بأيدي المجاميع الإرهابية على الرغم من أن تلك المناطق واسعة وبخاصة المحاذية للحدود مع سوريا من جهة ربيعة، حيث إن غالبية الخروقات والاختراقات تأتي منها حيث لا تزال عمليات التسلل موجودة». ودعت النائبة والقيادية في كتلة «متحدون» القوات العسكرية إلى «إحكام سيطرتها على مداخل المدن وأطرافها وتعزيز وجودها هناك لكي تسد الطريق أمام تلك المجاميع التي تحاول انتهاز أي فرصة لإشغال الرأي العام من خلال ما تقوم به من كر وفر هنا أو هناك».