جائزة باسم عبد الرحمن السميط «رجل الخير العالمي»

قضى 29 عاما في أدغال أفريقيا لتقديم المساعدات للفقراء.. وأسلم على يديه الملايين

السميط متوسطا أطفالا أفارقة خلال جولاته في القارة السمراء
TT

أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس خلال القمة العربية الأفريقية، إطلاق جائزة سنوية بقيمة مليون دولار باسم الراحل الدكتور عبد الرحمن السميط تخصص للأبحاث التنموية في أفريقيا تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

ولم يكن مستغربا حضور السميط أعمال القمة العربية - الأفريقية. وزار السميط قرى أفريقية نائية والتقى أبرز القادة السياسيين في هذه القارة. ويعد عبد الرحمن حمود السميط (أكتوبر/تشرين الأول 1947 - أغسطس/آب 2013) من أبرز أيقونات العاملين في المجال الإنساني والخيري والدعوي في العالم، وهو مؤسس جمعية «العون المباشر» الكويتية، وقضى 29 عاما من حياته متنقلا بين غابات وقرى أفريقيا لنشر الإسلام وتقديم المساعدات الإنسانية وتحسين مستوى العيش لملايين البشر، وأسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا، حسب إحصائيات كويتية.

درس الطب وتخصص في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي بعد تخرجه في جامعة بغداد وحصوله على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1972، ثم حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول عام 1974. وأكمل دراساته العليا في جامعة ميغيل الكندية متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي عام 1978. وله أبحاث في سرطان الكبد أجراها خلال عمله في مستشفى كينغز كولج التابع لجامعة لندن 1980، ثم عاد إلى الكويت ومارس الطب في مستشفى الصباح حتى قرر ترك الوظيفة وشد الرحال إلى أفريقيا للقيام بعمله الإنساني عام 1983 واستمر في العمل الخيري والإنساني حتى نهايات عام 2012 نتيجة لمعاناته الطويلة مع الأمراض التي أثقلت حركته وساعدها إصابته بمرض السكر الذي تسبب بآلام في قدميه وظهره، وتدهورت حالته الصحية منذ بداية العام الجاري ودخل غيبوبة نتيجة لتوقف وظائف الكلى وأدخل قسم العناية الفائقة في مستشفى مبارك الكبير بالكويت حتى وفاته في يوم الخميس 15 أغسطس 2013.

وله عدة أبحاث في مجال تخصصه الطبي منها سرطان بقايا المعدة بعد جراحة القرحة الحميدة، والفحص بالمنظار للورم الأميبي بالقولون، ودراسة تطبيقية لأهمية المنظار الطارئ في حالات نزيف الجهاز الهضمي، ودور فيتامين B12 كعامل لعلاج سرطان الكبد، كما كتب في مجال تخصصه الإنساني والدعوي عدة كتب منها: «إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية»، و«السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات»، و«دليل إدارة مراكز الإغاثة».

وتلقى السميط عددا من الأوسمة والجوائز تقديريا لما قام به خلال حياته من بينها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام التي تبرع بمكافأتها البالغة 750 ألف ريال سعودي لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقى ولا يزال عدد كبير من الأفارقة تعليمهم في مدارس وجامعات مختلفة.