زيباري على هامش القمة: نتطلع إلى علاقات تعاون وثيقة مع السعودية.. «وكلانا يحتاج إلى الآخر»

عد موافقة المعارضة السورية على حضور «جنيف 2» خطوة إيجابية ويساعد على إيجاد مخرج للأزمة

زيباري خلال مؤتمره الصحافي في الكويت
TT

قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، إن كلا من العراق والسعودية في حاجة لبعضهما بعضا، مشيرا إلى أن بغداد تتطلع إلى علاقات تعاون وثيقة وطيبة وصحية مع الرياض، قائلا: «كلانا يحتاج إلى الآخر».

وأكد زيباري، في مؤتمر صحافي على هامش القمة، أن التفاوض والحل السلمي في سوريا لا بديل لهما ووصفهما بأنهما نوع من أنواع المقاومة ولا يعنيان التخلي عن المبادئ. وقال إن «الشروط المسبقة لا تؤدي إلى حلول». وحذر من استمرار القتال الدائر في سوريا، وقال: «الخيار العسكري يعد حرب استنزاف طويلة الأمد». وعد الوزير زيباري موافقة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» على حضور مؤتمر «جنيف 2» خطوة إيجابية وصحيحة تساعد في إيجاد مخرج للأزمة السورية.

وأكد وزير الخارجية العراقي أهمية القمة العربية - الأفريقية الثالثة التي تستضيفها الكويت، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى تأسيس شراكة استراتيجية بين الدول العربية والأفريقية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتنموية. وأفاد بأن للعراق تواجدت واسع تفي القارة الأفريقية، وأن هناك تمثيلت للقارة السمراء في العراق مثل كينيا والسنغال وجنوب أفريقيا. وأكد أن بلاده تخطط لتمثيل دول أخرى. وأشار زيباري إلى وجود شركات من الكونغو تعمل في العراق في مجال النفط، «ونسعى لتوسيع هذه الشراكة التي تفيد الشعوب». وذكر أن شعار القمة الأفريقية - العربية قابل للتحقيق وليس مجرد شعار للعلاقات العامة، و«هناك برامج واعدة». وكشف الوزير العراقي عن طلب تقدمت به الدول الأفريقية بتوحيد كل الصناديق الخاصة بالتنمية، «ولكن البعض عد ذلك مسألة سيادية». وثمن الاهتمام بالأمن الغذائي واعتباره على رأس الأولويات العربية الأفريقية.

وقال إن التركيز في هذه القمة على الجانب الاقتصادي خطوة صحيحة، «وهي لم تغفل قضايا سياسية مهمة، ومنها القضية الفلسطينية وأسلحة الدمار الشامل والإرهاب وقضايا عربية أخرى، وركزت على ضرورة التنسيق المشترك في المحافل الدولية». وأوضح زيباري أن «هناك تحديات أمنية تواجه الوطن العربي وأفريقيا نتيجة ثورات الربيع العربي وما حدث كذلك في مالي والنيجر»، مؤكدا أن «من مصلحة العالم العربي وأفريقيا التعاون والتنسيق لمكافحة الإرهاب وانتقال السلاح والهجرة غير الشرعية منعا لانتشار الفوضى وعدم الاستقرار». وأعرب عن الأمل في أن تخرج القمة العربية - الأفريقية بنتائج إيجابية تخدم مصالح المنطقتين. وأكد حرص العراق على المشاركة في هذه القمة والسعي إلى توسيع علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع القارة السمراء والتعاون في مجالات عدة، منها الأمن الغذائي. وعن موضوع الهجرة غير الشرعية، قال زيباري إن «هذا الموضوع يعد إحدى أهم القضايا، وهناك جهود دولية تبذل لمنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر».

وأشاد وزير الخارجية العراقي بتطور العلاقات الكويتية - العراقية، لا سيما بعد معالجة القضايا العالقة بين البلدين، اللذين أكدا حرصهما على فتح صفحة جديدة وإزالة ترسبات الماضي.

وأكد أن تطور العلاقات الكويتية - العراقية في هذه الفترة جاء بعد معالجة البلدين القضايا العالقة بينهما والحرص على فتح صفحة جديدة وإزالة ترسبات الماضي. وبين زيباري خلال مؤتمر صحافي أن «العراق سيوفي بجميع التزاماته الدولية تجاه الكويت خلال عام 2015. بعد أن جرت معالجة كثير من الملفات العالقة بين الكويت والعراق، بالتعاون، والثقة المتبادلة، وتوافر الإرادة وحسن النية». وعرض زيباري الملفات التي تمكن البلدان من معالجتها وإنهائها، وأبرزها «الالتزامات المترتبة على العراق بالنسبة لقضية الأسرى والمفقودين، والتعويضات، والحدود، حيث عولجت هذه الملفات عبر لجان مشتركة خرجت بتفاهمات ومذكرات واتفاقات، أودعت في الأمم المتحدة من باب التزام العراق ما جاء في القرارات الدولية، كما جرى توقيع اتفاقية للإدارة المشتركة في خور عبد الله بين البلدين، وهذا إنجاز مهم إلى جانب ترسيم الحدود البرية».

وعد وزير الخارجية العراقي خروج بلاده من أحكام الفصل السابع للأمم المتحدة إلى الفصل السادس خطوة مهمة في مسيرة التعاون بين البلدين، كما أن «العراق جاد في حل القضايا العالقة مع الكويت، وليس من مصلحته التستر على أي شيء، وخاصة فيما يتعلق بملف الأسرى والمفقودين والأرشيف الوطني الكويتي». وذكر زيباري أن «المرحلة الحالية من العلاقات الكويتية - العراقية أصبحت ثنائية، لا سيما بعد أن وافق مجلس الوزراء العراقي على فتح قنصليتين كويتيين في مدينتي البصرة وأربيل، ويجب علينا الآن الاهتمام بجانب العلاقات الشعبية، سواء الثقافية أو الرياضية أو البرلمانية أو الفنية، وغيرها من المجالات». وحول رغبة البلدين في إقامة «ميناء الفاو» العراقي و«مبارك الكبير» الكويتي، بين أن كلا من العراق والكويت حريصتان على عدم اتخاذ أي إجراء قد يؤذي الطرف الآخر، فالبلدان يكمل بعضهما بعضا.

وتمنى زيباري أن تخرج القمة العربية - الأفريقية الثالثة بنتائج إيجابية تخدم مصالح المنطقتين، مؤكدا حرص بلاده على المشاركة في هذه القمة والسعي إلى توسيع علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع القارة السمراء والتعاون في مجالات عدة، منها الأمن الغذائي.