لافروف ينتقد «الائتلاف» ويدعو المعارضة إلى الذهاب بوفد موحد إلى جنيف

الغضبان: لا نمانع التعامل مع «هيئة التنسيق» بل مع قدري جميل ورفعت الأسد

لافروف
TT

اعتبر قياديون في الائتلاف السوري المعارض، أمس، أن الموقف الروسي لا يزال «سلبيا» تجاه المعارضة السورية بخصوص المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، على خلفية انتقادات وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لـ«الائتلاف»، معتبرا أنه «يحتكر تمثيل الشعب السوري»، وأنه لا يمثل جميع المعارضة السوري، داعيا إياه إلى التفاهم مع معارضة الداخل التي أشاد بها وبمواقفها. كما دعا الوزير الروسي المعارضة إلى أن تتمثل بوفد واحد وأن تتحدث بصوت واحد في «جنيف 2».

وتزامنت تصريحات لافروف مع إعراب نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تفاؤله بإمكانية عقد مؤتمر «جنيف 2»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «فصائل المعارضة السورية لم تلتزم بعد بالمؤتمر بشكل كامل». وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد مباحثات أجراها مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، ووفد سوري رسمي برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وفي حين وصف عبد اللهيان هذه المباحثات بأنها «مهمة ومفيدة للغاية»، اعتبر أن «موعد عقد مؤتمر (جنيف 2) بات قريبا»، لكنه أضاف «نعتقد أنه لا يوجد استعداد كامل من المعارضة السورية للمشاركة فيه».

وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن أن موعد المؤتمر سيكون منتصف الشهر المقبل، لكنه ترك تحديد اليوم إلى اجتماع ثنائي روسي - أميركي في جنيف الأسبوع المقبل.

وكان لافروف سبق تصريحات المسؤول الإيراني بالإشارة إلى أن «المعارضة السورية في الداخل هي بعكس معارضة الخارج التي يمثلها الائتلاف، لديها رؤية تقترح الإبقاء على دولة سوريا علمانية وسلمية تحترم حقوق المواطنين»، معتبرا أنه «من المهم الاتحاد حول أرضية من هذا النوع». وأشار لافروف في لقاء مع صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية، إلى أن «وضع المطالب جميعها على الطاولة من هذا الجانب وذاك يمكن أن يؤدي إلى تسوية من خلال تنازلات متبادلة»، موضحا أنه «حتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، لأنه على الرغم من علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة، فإنها لم تشكل الوفد الذي يمثل مجمل المجتمع السوري».

واتهم لافروف «الائتلاف الوطني السوري المدعوم من قوى إقليمية وغربية باحتكار تمثيل الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر مبالغ فيه، لأن الائتلاف لا يمثل حتى المعارضة كلها، إضافة إلى عدم وجود أرضية بناءة يمكن توحيد المعارضين على أساسها». ودعا من سماهم بالمعارضين المعتدلين إلى العمل من أجل تمثيل جميع القوى السورية في مؤتمر «جنيف2» ما دام «المعارضون المتشددون يصرون على شروط غير مقبولة».

وفي حين أشاد لافروف «بجهود الائتلاف في الانخراط في الحوار مع معارضة الداخل، بما فيها التنظيمات الكردية»، أكد أن «المثالي هو أن تتمثل المعارضة بوفد واحد وأن تتحدث بصوت واحد في (جنيف 2)».

وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر «جنيف2» الذي ترتب له موسكو وواشنطن في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل في محاولة لإنهاء عامين ونصف العام من النزاع الدموي في سوريا.

وبدوره، اعتبر عضو الائتلاف الوطني المعارض وممثله في الولايات المتحدة نجيب الغضبان أن «الموقف الروسي لا يزال سلبيا تجاه المعارضة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن وفد موحد هو أمر إجرائي وشكلي، فلو كان الروس جادين في حل القضية السورية لضغطوا على النظام السوري للقبول ببنود (جنيف1) واعترفوا بالائتلاف مثلهم مثل بقية دول العالم». ورأى أن «الروس يريدون محاورة أصدقائهم مثل قدري جميل (نائب رئيس الوزراء السوري المقال) ورفعت الأسد (عم الرئيس السوري بشار الأسد)».

ورحب الغضبان بفكرة «مشاركة المعارضة السورية ضمن وفد موحد إلى مؤتمر (جنيف 2)»، مشيرا إلى أن «الأهم هو توحيد الرؤية والاتفاق على أنه لا دور لبشار الأسد (الرئيس السوري) في أي عملية انتقالية توقف النزاع الدائر». وفي حين اعتبر الغضبان أنه «داخل هيئة التنسيق الوطنية المعارضة شخصيات وطنية، يمكن التعامل معها على قاعدة تحديد مصير الأسد»، أبدى رفضه لأن «يكون قدري جميل والجهة التي يمثلها جزءا من مؤتمر (جنيف 2) لأنه جزء من النظام وليس من المعارضة».

وتأخر عقد مؤتمر «جنيف 2» بسبب الانقسام في صفوف المعارضة والخلاف حول السماح للأسد بلعب دور في المستقبل وخلافات حول دعوة إيران لحضور المؤتمر. وفيما تريد روسيا أن تشارك إيران ترفض الولايات المتحدة والائتلاف الوطني السوري هذه المشاركة.

بدوره، أعرب أمين سر هيئة التنسيق الوطنية في المهجر ماجد حبو، لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتقاده أن «لافروف يقصد بمعارضة الداخل هيئة التنسيق التي تضم معارضين قوميين ويساريين على النقيض من الائتلاف المعارض الذي يمثل تحالف الإسلام السياسي مع القوى الليبرالية». وعبر حبو عن طموح هيئة التنسيق للمشاركة في «جنيف 2» ضمن وفد موحد للمعارضة السورية، مشترطا وجود «الحد الأدنى من التوافق السياسي مع الائتلاف المعارض». وكشف عن «لقاء كان من المزمع أن يعقد في العاصمة المصرية القاهرة ويضم ممثلين عن الائتلاف وآخرين عن هيئة التنسيق للتشاور بشأن إمكانية تشكيل وفد موحد للمشاركة في (جنيف 2)». واتهم حبو «أطرافا في الائتلاف بإفشال هذا اللقاء، أبرزهم رئيس كتلة الديمقراطيين في الائتلاف المعارض ميشال كيلو».

ويجتمع مبعوثون أميركيون وروس مع الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي إلى سوريا، في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، لمناقشة آفاق مؤتمر «جنيف 2» للسلام والذي يفترض أن يستند إلى اتفاقية صاغتها القوى العالمية في «جنيف 1» في يونيو (حزيران) 2012. ودعا المؤتمر الأول إلى انتقال سياسي في سوريا لكنه لم يحسم مسألة قيام الأسد بدور في مستقبل البلاد.