نتنياهو يواصل حملته في روسيا ضد الاتفاق النووي مع إيران

هولاند يركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية في ختام زيارته لإسرائيل

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال «يوم الابتكار» الفرنسي - الإسرائيلي في تل أبيب أمس (أ.ب)
TT

حاول الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في اليوم الثالث والأخير من زيارته لإسرائيل، أمس، تعزيز العلاقات الاقتصادية بين فرنسا، والدولة العبرية التي تعد قوة عالمية في مجال التكنولوجيا.

وافتتح الرئيس الفرنسي صباح أمس مع نظيره الإسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يوم الابتكار» الفرنسي - الإسرائيلي، الثاني من نوعه الذي ينظم في تل أبيب.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن من بين المشاركين ممثلين لنحو 150 شركة فرنسية تبدو مهتمة بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الفرنسي اضطرابات.

ورافق رؤساء نحو أربعين شركة فرنسية، مثل: «ألستوم» و«أريان إيسباس» و«فينسي»، هولاند في رحلته إلى إسرائيل التي بدأت الأحد، حيث وقع عددا من الاتفاقيات في هذه الزيارة الرسمية.

وتمثل الاستثمارات الإسرائيلية في مجال البحث والتنمية 4.5% من الناتج الإجمالي؛ أي أكثر من ضعف ما يمثله في فرنسا.

وخصص اليوم الأخير من زيارة الرئيس الفرنسي للاقتصاد، بعد 48 ساعة خصصت لبحث البرنامج النووي الإيراني ومفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وسعى هولاند لتأكيد موقف فرنسا من البرنامج الإيراني، ولكنه تبنى موقفا متشددا من الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وطالب بوقفه عدا إياه «يقوض حل الدولتين».

ووصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لدى وصوله إلى الكويت للمشاركة في القمة العربية - الأفريقية الثالثة التي عقدت أمس، زيارة الرئيس الفرنسي إلى رام الله «بالمهمة جدا والناجحة».

وأضاف عباس: «لقد شرحنا الأوضاع السياسية وتطور المفاوضات، ويمكن للرئيس هولاند ولفرنسا أن يلعبوا دورا مهما في المفاوضات».

وكان هولاند توجه إلى رام الله، وعقد مؤتمرا صحافيا مع عباس، قال فيه: «للتوصل إلى اتفاق (سلام إسرائيلي - فلسطيني)، تطلب فرنسا الوقف الكامل والنهائي للاستيطان». وأضاف أن «الاستيطان يعقد المفاوضات (السلام) ويجعل حل الدولتين صعبا».

وطلب هولاند من الجانبين «القيام بمبادرات»، مشددا على ضرورة التوصل إلى «حل واقعي» للاجئين الفلسطينيين.

وألقى هولاند خطابا في البرلمان الإسرائيلي كرر فيه موقفه من الاستيطان، ولو بلهجة مخففة، قائلا: «موقف فرنسا معروف: تسوية عن طريق التفاوض تتيح لدولتي إسرائيل وفلسطين التعايش بسلام وأمن، مع القدس عاصمة للدولتين».

ولم يغب الملف الإيراني عن كلمة هولاند، حيث أكد أن «فرنسا لن تسمح لإيران بالتزود بالسلاح النووي»، مضيفا: «أؤكد هنا أننا سنبقي العقوبات طالما لم نتأكد من تخلي إيران النهائي عن برنامجها العسكري».

وفي سياق متصل، يتوجه نتنياهو اليوم (الأربعاء) إلى العاصمة الروسية موسكو ليواصل حملته ضد الاتفاق الدولي مع إيران حول برنامجها النووي، وسط خلافات مع واشنطن حول الاتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي - طلب عدم الكشف عن اسمه: «نريد منهم أن يفهموا مخاوفنا بشكل أفضل والحاجة إلى منع إيران من حيازة قدرة على تحقيق الاختراق». وأضاف: «وجود قدرة على تحقيق الاختراق يعني أن لديهم القدرة على تطوير سلاح نووي في المكان والزمان الذي يحددونه في المستقبل».

وروسيا عضو في مجموعة «5+1» مع الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي ستجتمع اليوم (الأربعاء) بجنيف في محادثات مع إيران حول برنامجها النووي.

وتشتبه الدولة العبرية التي تعد القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في المنطقة، ودول الغرب في أن إيران تخفي شقا عسكريا وراء برنامجها المدني، وهذا ما تنفيه طهران.

وترى إسرائيل في البرنامج النووي لإيران تهديدا لوجودها، بينما لا تعترف الجمهورية الإسلامية بالدولة العبرية.

وحذر نتنياهو مرارا من أن إسرائيل ستقوم بكل ما بوسعها لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية.

وعقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات بجنيف في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) دون التوصل إلى اتفاق انتقالي.

وأعربت موسكو عن أملها تسوية الخلافات، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الإيراني حسن روحاني، في مكالمة هاتفية، أول من أمس، إن روسيا ترى «فرصة حقيقية ظهرت للتوصل إلى حل لهذه المشكلة القديمة».

ويعارض نتنياهو بشدة الاتفاق الذي يقول بأنه سيقوم بتخفيف العقوبات عن الجمهورية الإسلامية في وقت مبكر دون أن تلتزم طهران وقف تخصيب اليورانيوم أو وقف العمل في مفاعل أراك للمياه الثقيلة.

وقال نتنياهو لصحيفة «بيلد» الألمانية أمس: «أنتم لا تقومون حقا بتفكيك أي قدرة على صنع المواد الانشطارية للأسلحة النووية». وأضاف: «إيران ستتمكن من الإبقاء على أجهزة الطرد المركزي كافة. الآلاف منها. إنها تقدم تنازلا بسيطا تستطيع التراجع عنه في غضون أسابيع. وما الذي ستقدمه مجموعة (5+1) لإيران؟ عقوبات مخففة قد تؤدي بسرعة كبيرة إلى انهيار نظام العقوبات كافة». وأشار نتنياهو إلى أن «مجموعة (5+1) تمنح إيران اتفاقا رائعا، بينما لن تقدم إيران أي شيء تقريبا. هذا اتفاق سيئ».