السلطة ترد على دعوة نتنياهو أبو مازن لزيارة الكنيست: كأنها لم تكن

وزير الإسكان الإسرائيلي يعلن أن أعمال البناء الاستيطاني ستتواصل

TT

رفضت السلطة الفلسطينية دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لزيارة الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) وإلقاء كلمة هناك.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: «يجب على نتنياهو الكف عن الألاعيب». وعد الدعوة مجرد محاولة لتعقيد الأمور في ظل الخلافات الحالية حول مفاوضات السلام.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «دعوة نتنياهو لم تلق آذانا صاغية في رام الله وكأنها لم تكن». وأضافت: «أبو مازن يرفض مجرد لقاء نتنياهو حتى الآن، دعوته لزيارة الكنيست مرفوضة، ودعوته ثم للاعتراف بدولة يهودية مرفوض أيضا».

وكان نتنياهو وجه دعوة إلى عباس في خطاب ألقاه من على منبر الكنيست أثناء زيارة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، من أجل زيارة البرلمان قائلا: «من هنا أريد أن أدعو الرئيس الفلسطيني.. تعال لنكسر العرف السائد، تعال إلى الكنيست، وأنا سوف آتي لزيارة رام الله، تعال واصعد إلى هذه المنصة واعترف بالحقيقة التاريخية أن لدى اليهود رابطا عمره نحو أربعة آلاف عام مع أرض إسرائيل».

وفي أوقات سابقة ضغطت الولايات المتحدة من أجل عقد لقاء بين نتنياهو وأبو مازن، لكن الأخير رفض ذلك إلا في ظل وجود حاجة حقيقية.

وأكدت المصادر أن لقاء عباس بنتنياهو مرتبط بتقدم حقيقي وجوهري في مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة. ويقول مساعدو أبو مازن إنه لا حاجة للقاءات علاقات عامة ومناسبات لالتقاط الصور فقط.

وما زالت المفاوضات حتى الآن تراوح مكانها بعد عقد نحو 18 لقاء تفاوضيا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الشهرين الماضيين.

ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات خلال اليومين القادمين بعد عودة عريقات من الكويت، إذ يرافق الرئيس الفلسطيني إلى مؤتمر القمة العربية الأفريقية، وذلك على الرغم من استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض.

وقرر الرئيس الفلسطيني أن يستمر الوفد الحالي في أداء مهامه «مسيرا للأعمال». ولم تنظر القيادة الفلسطينية في استقالة الوفد الفلسطيني التي قدمت قبل أكثر من أسبوعين، لكن حركة فتح ناقشت ذلك وأكدت ضرورة استمرار المفاوضات مع إسرائيل.

وجددت الحركة التي يتزعمها عباس «التزامها بإنجاح الجهود الدولية والأميركية المبذولة لإحياء عملية السلام، ضمن السقف الزمني المتفق عليه وبحده الأقصى تسعة أشهر، وذلك على الرغم من العقبات والعراقيل التي تضعها الحكومة الإسرائيلية أمام إحراز تقدم حقيقي في العملية السلمية، لا سيما الاستيطان واعتداءات المستوطنين».

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفلسطينيين لا يريدون أن يظهروا بمظهر كمن يعرقل الجهود الأميركية، كما أنهم يحتفظون بخيارات كثيرة يريدون من العالم مساندتهم فيها إذا فشلت المفاوضات».

ومن المفترض أن تستمر المفاوضات سبعة أشهر أخرى حتى إذا ما استمر البناء الاستيطاني، كما أكد أبو مازن أمام الرئيس الفرنسي أول من أمس، قائلا: «نحن بداية ونهاية ضد الاستيطان. لكننا ملتزمون بمواصلة المفاوضات حتى نهايتها وهذا الأمر لا نقاش ولا جدال فيه».

وفورا قال وزير الإسكان الإسرائيلي أوري آرئيل في مؤتمر في سديروت أمس: «أنا أتفهم الاعتبارات الدولية التي يواجهها رئيس الوزراء، لكن الامتحان هو في النتائج على الأرض، وهذا هو الشيء الأهم». وأردف: «أعمال البناء ستتواصل».