تفجيرات تضرب مناطق تجارية وأحياء شعبية في بغداد وتوقع عشرات القتلى والجرحى

مواجهات أثناء تشييع جثمان أحد قادة الحراك الشعبي

TT

ضربت سلسلة تفجيرات مناطق تجارية وأحياء شعبية في بغداد أمس موقعة عشرات القتلى والجرحى، أكد شهود عيان في حي الغزالية غرب العاصمة أن مواجهات وقعت بين مشيعي جثمان الشيخ قاسم المشهداني، أحد قادة الحراك الشعبي وإمام وخطيب أحد جوامع الغزالية، وبين قوات أمنية كانت قد اعترضت على قيام بعض المشيعين بإطلاق الرصاص في الهواء أثناء التشييع.

وكان المشهداني قتل أول من أمس في هجوم مسلح بالقرب من إحدى نقاط التفتيش في شارع البدالة بالحي المذكور. وقال أحد شهود العيان لـ«الشرق الأوسط» إن «جوامع الغزالية، ورغم غرق الحي تحت مياه الأمطار، بدأت تكبر طالبة من المواطنين الحضور إلى جامع الحديثي لغرض تشييع جثمان المشهداني وسط حالة من الغضب بسبب ما يتمتع به المشهداني من سمعة جيدة بين أهالي المنطقة وكونه أحد أبرز الداعين إلى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية». وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية اعترضت على عملية إطلاق الرصاص، ما أدى إلى حصول مواجهات بين الطرفين وجرى رشق القوات الأمنية بالحجارة».

في سياق متصل كشف شاهد العيان نفسه أن «عملية اغتيال المشهداني تمت بطريقة غامضة، إذ كان أحد الأشخاص يقف في نقطة التفتيش طالبا من أفرادها إيقاف سيارة من سيارات المارة لكي توصله إلى الحي، وبالمصادفة على ما يبدو كان المشهداني قد مر بسيارته فطلبوا منه حمل الشخص المذكور معه، وهذا الشخص فتح عليه النار من سلاح كان يحمله بمسافة ليست بعيدة عن السيطرة».

من جهته، أدان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي اغتيال المشهداني وقال في بيان إن مثل هذه الأعمال «تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية في المنطقة برمتها ضمن مخطط إجرامي يرمي إلى تفتيت الأمة الإسلامية ليجعل منها طوائف متناحرة يريق بعضها دماء بعض». وحذر النجيفي من «الوقوع في شراك هذه الاستهدافات والمؤامرات المبرمجة». وفي سياق متصل، وفي حين تشهد معظم أحياء العاصمة العراقية حالة من الشلل شبه التام بسبب المطر، سقط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات استهدف معظمها أحياء شيعية في بغداد. وقال مسؤولون أمنيون وطبيون إن تسعة تفجيرات، سبعة منها بسيارات مفخخة، وقعت على التوالي في مناطق الكرادة (وسط) والشعب (شمال شرق) والطوبجي والحرية (شمال) والعامل (غرب) والصدرية (وسط). وأسفرت الهجمات عن مقتل 30 شخصا وإصابة 80 آخرين بجروح، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قتل مختار منطقة بادوش (شرق الموصل) في هجوم مسلح لدى مروره في شرق الموصل، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وقتل جندي في هجوم مسلح لدى مروره في منطقة اليرموك، في غرب الموصل، وفقا للمصادر. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية في جنوب مدينة النجف (150 كلم جنوب بغداد)، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

و أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المجاميع الإرهابية بدأت تعمل بطريقة تدل على ما تعانيه من يأس بعد انكشاف الغالبية العظمى من أساليبها وخططها وتكتيكاتها»، مشيرا إلى أنها «تستفيد للأسف مما تتناوله وعلى وجه السرعة بعض الوسائل الإعلامية وعبر ما يسمى المصدر الأمني والمتمثل بمضاعفة أعداد الضحايا وهو ما يجعلهم يحققون هدفا مجانيا وإعلاميا ودعائيا لهم».