مقتل 11 جنديا وإصابة 37 في تفجير بواسطة عربة مفخخة في سيناء

استنفار في الجيش الثاني.. والرئيس المصري يؤكد على اجتثاث الإرهاب

حافلة الجنود التي استهدفها تفجير إرهابي في شمال سيناء صباح أمس (من موقع المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري)
TT

أدان الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، ورئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي، وشيخ الأزهر، ومفتي الجمهورية، الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 11 جنديا في انفجار سيارة مفخخة صباح أمس بحافلة مجندين على الطريق ما بين الشيخ زويد والعريش. وأكد الرئيس منصور أن بلاده «ستجتث هذا الإرهاب الأسود من كافة أراضيها وربوعها». كما أدان الأزهر الشريف في بيان له العملية الإرهابية، ووصفها بأنها «تنم عن الخسة والغدر».

وأسفر الحادث، بالإضافة إلى القتلى الأحد عشر، عن إصابة 37 آخرين جرى نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري. وأعلن الجيش الثاني الميداني استنفارا أمنيا وقطع الاتصالات بسيناء، كما حلقت طائرات «الأباتشي» لتمشيط موقع التفجير.

وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، في بيان نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «سيارة مفخخة، يستقلها عناصر إرهابية، استهدفت حافلة إجازات لأفراد القوات المسلحة أثناء مرورها بمنطقة الشلاق الواقعة غرب مدينة الشيخ زويد».

وأضاف أن الهجوم أسفر عن «مقتل 11 جنديا، بينهم سائق وثلاثة أفراد من قوات التأمين، وسبعة جنود، وإصابة 37 آخرين بإصابات خطيرة».

وقالت مصادر أمنية بسيناء إن الهجوم الإرهابي جرى بواسطة سيارة مفخخة من طراز «هيونداي - فيرنا» محملة بالمتفجرات من مادة «تي إن تي» (شديدة الانفجار)، كان يقودها إرهابيون يرتدون أحزمة ناسفة. وإنها استهدفت حافلة (أتوبيس) الإجازات التابع للجيش الثاني الميداني، الذي كان في طريقه إلى القاهرة، واستهدفته السيارة المفخخة بشكل مفاجئ، حيث كانت تسير بجواره من مسافة قصيرة.

ورفعت وحدات «الجيش الثاني» الموجودة في مناطق العريش والشيخ زويد درجات الاستعداد القصوى بعد الحادث، وانتشرت دوريات مكثفة للشرطة العسكرية على الطرق الرئيسة والفرعية لجمع معلومات عن المخططين للحادث الإرهابي، الذي استهدف المجندين.

وأضافت المصادر الأمنية أن طائرات الأباتشي حلقت في سماء العريش على مستوى منخفض حول موقع الحادث، خاصة في منطقة «الخروبة» على طريق العريش الدولي، لملاحقة الجناة.

وأكد شهود عيان، أنه جرى قطع الاتصالات عن عدة مناطق في محافظة شمال سيناء بعد وقوع الحادث الإرهابي، تزامنا مع الحملات الأمنية التي تشنها قوات الجيش والشرطة لملاحقة العناصر المسلحة الذين استهدفوا حافلة الجنود.

وعلى صعيد متصل، هاجم مجهولون مسلحون فجر أمس الأربعاء كمينا متحركا للشرطة بمنطقة عبود بالقاهرة، أصيب خلاله أربعة من رجال الشرطة جراء إلقاء قنبلة يدوية على الكمين.

ونعى الرئيس عدلي منصور ضحايا العملية الإرهابية، مقدما تعازيه لأسر الشهداء، وموجها كافة أجهزة الدولة بتقديم الرعاية كاملة لأسر الشهداء والمصابين. وأكد الرئيس منصور أن أرواح الضحايا «سيكون لها قصاصها، وأن مصر ستجتث هذا الإرهاب الأسود من كافة أراضيها وربوعها».

كما أدان رئيس الوزراء، الدكتور حازم الببلاوي، الحادث، مؤكدا أن «الحكومة تدرس كافة البدائل للتعامل مع الأحداث الإرهابية المتلاحقة والرد بما يردع قوى الإرهاب والظلام، ويقتص لأرواح شهدائنا الأبرار».

وندد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيان له، بـ«الجرم الإرهابي الذي أودى بحياة عدد من جنود مصر الأوفياء، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل الحفاظ على حرمة مصر وحرمها وأرواح شعبها وكرامتهم»، مؤكدا أن الحادث «خيانة للدين والوطن، وينم عن خسة وجبن من تبنوه وقاموا به، والدين والوطن منهم براء».

ومن جهته، أدان مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، العملية الإرهابية الغاشمة، مؤكدا أن «ما يقوم به هؤلاء الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للأمن أمر حرمه الإسلام، بل والأديان السماوية كلها». ودعا المفتي المصريين جميعا، قيادة وشعبا، إلى العمل صفا واحدا لمحاربة الإرهاب والأفكار الهدامة، والأعمال الإجرامية التي تستهدف قوات الأمن والمواطنين الأبرياء. وعلى صعيد متصل، أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، وهي إحدى الجماعات الجهادية في سيناء، مسؤوليتها عن حادث اغتيال المقدم بجهاز الأمن الوطني محمد مبروك، المسؤول عن ملف جماعة الإخوان المسلمين، مساء أول من أمس أمام منزله بحي مدينة نصر (شرق القاهرة).

وقالت الجماعة في بيان، نشرته أمس منتديات جهادية على شبكة الإنترنت، إن «العملية الأخيرة باكورة عمليات الجماعة ضمن سلسلة عمليات (فك الأسيرات من أيدي الطغاة) نتيجة لاعتقال النساء الحرائر واقتيادهن للتحقيق في أقسام الشرطة ومقرات (أمن الدولة)»، بحسب البيان.

يذكر أن جماعة «أنصار بيت المقدس» هي مجموعة جهادية ظهرت منذ عام 2011 وتبنت سلسلة عمليات تفجير خطوط الغاز، كما قامت بعملية إطلاق صواريخ على «إيلات»، كما أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسؤوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أيضا أمام منزله بمدينة نصر في سبتمبر (أيلول) الماضي ونشرت صورا تظهر لحظة تفجير الموكب.