قوات الأمن تحبط محاولة لطلاب «الإخوان» لاقتحام مشيخة الأزهر

قتيلان حصيلة اشتباكات «محمد محمود» بالقرب من وزارة الداخلية

TT

قالت هيئة الإسعاف المصرية أمس إن حصيلة الاشتباكات التي واكبت إحياء الذكرى الثانية لأحداث شارع «محمد محمود» بمصر، بلغت قتيلين وأكثر من 40 مصابا. في وقت نجحت فيه قوات الأمن أمس في تفريق مظاهرة لطلاب تابعين لجماعة الإخوان المسلمين حاولوا اقتحام مقر مشيخة الأزهر (شرق القاهرة)، كما قامت بإخلاء «ميدان التحرير» من المتظاهرين، بعد أن شهد مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة ومحتجين مناهضين للحكومة. وجاء في بيان نشر على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن نحو ألف طالب من جامعة الأزهر من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين توجهوا إلى مقر مشيخة الأزهر (شرق القاهرة) «في محاولة لاقتحامها وقاموا بقطع طريق صلاح سالم وإعاقة الحركة المرورية».

وأضاف البيان أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تفريقهم عن طريق إطلاق الغازات المسيلة للدموع، وأنها فتحت الطريق أمام الحركة المرورية، مشيرا إلى أنه جرى ضبط «24 من مثيري الشغب؛ من بينهم تركي الجنسية» خلال الأحداث، وأنه يجري اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وتشهد مصر احتجاجات وموجة عنف منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) بعد مظاهرات حاشدة ضده. واعتاد الطلاب المنتمون لـ«الإخوان» في مختلف الجامعات المصرية تنظيم احتجاجات في الأسابيع الماضية تأييدا مرسي.

وفي الأسبوع الماضي أصدرت محكمة بالقاهرة حكما بالسجن 17 عاما بحق 12 طالبا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وتغريم كل منهم 65 ألف جنيه، لاتهامهم في وقت سابق بالبلطجة والتجمهر ولمحاولتهم اقتحام مبنى مشيخة الأزهر وإثارة الشغب والتعدي على موظفي وأمن المشيخة.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة الإسعاف المصرية مقتل شخصين بطلقات خرطوش وإصابة 31 آخرين خلال الاشتباكات التي اندلعت على فترات متقطعة حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء في «ميدان التحرير»، الذي شهد حالة كر وفر بين المتظاهرين والأمن، وفي شارع «محمد محمود» بين مؤيدين ومعارضين للجيش.

وقتل العشرات قبل عامين، من بين آلاف تظاهروا في شارع «محمد محمود»، المؤدي لمبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة، وكانوا يطالبون بالإسراع في نقل السلطة من الجيش في ذلك الوقت. ويتهم شباب الثورة قادة الجيش والشرطة بالمسؤولية عن هذه الأحداث ويطالبون بمحاسبتهم، كما يوجهون اللوم لجماعة الإخوان المسلمين للتخلي عنهم في حينها. وحاول عدد من المتظاهرين الغاضبين بميدان التحرير أول من أمس اقتحام مقر جامعة الدول العربية، وقاموا بتحطيم زجاج عدد من نوافذ واجهة المبنى، وأضافت «الداخلية» أن قوات الأمن قامت باستخدام «القدر المناسب» من قنابل الغاز المسيل للدموع وتمكنت من إبعادهم عن المبنى.

وبينما أخلت قوات الجيش والشرطة صباح أمس «ميدان التحرير» من جميع المتظاهرين، قامت بإغلاق جميع الشوارع والمحاور المؤدية إلى الميدان أمام حركة مرور السيارات، ونصبت حواجز الأسلاك الشائكة ونشرت الآليات العسكرية ومدرعات الشرطة، فضلا عن انتشار تشكيلات من الأمن المركزي بكل مداخل الميدان. من جهتها، بدأت نيابة قصر النيل، تحقيقاتها، مع 30 متهما ألقت قوات الأمن القبض عليهم داخل ميدان التحرير وأمام مبنى جامعة الدول العربية لحيازة بعضهم أسلحة نارية.

وقد أدان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ما شهده ميدان التحرير وبعض المناطق الأخرى من أحداث شغب وعنف في ذكرى «محمد محمود». وأهاب الرئيس، في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، بأبناء الشعب المصري كافة بضرورة الابتعاد عن العنف كوسيلة للتعبير عن الرأي تحقيقا لمصالح وأهداف فئات وتيارات بعينها، مشددا على أهمية التحلي بالمسؤولية الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد.