السلطات الليبية تنفي هروب السنوسي.. وإرجاء محاكمة رموز القذافي

تواصل الضغوط الشعبية لمواجهة الميلشيات في طرابلس.. وإبطال مفعول قنبلة بسرت

طفلان ليبيان يقدمان الورود لجنود بالجيش في طرابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

نفت السلطات الليبية أمس رسميا شائعات عن محاولة تهريب عبد الله السنوسي صهر العقيد الراحل معمر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبية الأسبق، وقال عثمان القمودي مسؤول العلاقات بمؤسسة الإصلاح والتأهيل (سجن الهضبة) المعتقل فيه حاليا السنوسي إن شائعات هروبه غير صحيحة، مؤكدا أن السنوسي لا يزال موجودا كالمعتاد داخل السجن. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس أنه «لا صحة للشائعات بشأن اقتحام مقر السجن من أي جهة.. وهناك لجان إشرافية وحقوقية تتابع بشكل مستمر حالة السجناء حسب القوانين المعمول بها محليا ودوليا».

يأتي هذا في وقت أرجأت فيه محكمة استئناف طرابلس الخاصة محاكمة عدد من رموز نظام القذافي، من بينهم البغدادي المحمودي رئيس آخر حكومة للقذافي، إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وشهدت المحاكمة حضور عدد من أقارب المتهمين ومن ممثلي المؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام، ومرافعات بين النيابة العامة وهيئة الدفاع عن المتهمين، الذين يواجهون اتهامات بالتحريض والقيام بأعمال القتل، وتحويل مبالغ مالية كدعم لوجيستي للنظام السابق بهدف إجهاض ثورة 17 فبراير (شباط) 2011، وتهما أخرى تتعلق بالفساد الإداري والمالي.

من جهة أخرى ، أعلن مجلس العاصمة الليبية طرابلس عن تواصل الإضراب العام في مختلف مناطق المدينة في كل القطاعات العامة والخاصة ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات والمصارف. ودعا المجلس إلى دعم المطالب المتعلقة بإخراج جميع التشكيلات المسلحة من العاصمة، معدا أن أبناء طرابلس ليسوا مع خلاف إلا مع من أجرم في حقهم. وأعلن المجلس في بيان منفصل تلاه أحد مسؤوليه عن تبنيه والتزامه بوثيقة الشرف لحفظ الوطن المقدمة من دار الإفتاء، وطالب كل المجالس المحلية والعسكرية والشورى والأعيان وشيوخ القبائل ومؤسسات المجتمع المدني بتبنيها والدعوة إليها.

ودعا وسائل الإعلام المحلية إلى الالتزام بخطاب الشرع والعقل ووقف الحملات الإعلامية المؤججة للفتنة، كما طالب الجهات القضائية باتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في كل الأحداث التي شهدتها طرابلس على مدى الشهور الماضية. وكان فريق من مكتب النائب العام قد عاين أمس عقارات بعض من رموز النظام السابق الواقعة بمنطقة غرغور بشرق طرابلس، التي كانت مشغولة من قبل بعض التشكيلات المسلحة خلال الفترة الماضية.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن مصدر بمكتب النائب العام أن فريقا مختصا قام بالمعاينة الميدانية والتوثيق المصور لعدد من العقارات بمنطقة غرغور، ورسم الخرائط من عين المكان لجمع البيانات والمعلومات، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب الكثير من الشكاوى والمعلومات حول وجود بعض الجرائم الجنائية بالمنطقة.

ويواصل سكان طرابلس التجمع مساءً في ميدان الجزائر (الشهداء) بوسط المدينة تعبيرا عن استمرار الجهود الشعبية، لإقناع كل الكتائب والميلشيات المسلحة بالخروج من المدينة عقب إطلاق إحدى الميلشيات التابعة لمدينة مصراتة النار على المتظاهرين الجمعة الماضي، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.

واستبقت وزارة الداخلية مظاهرة حاشدة متوقعة غدا (الجمعة) لمطالب الميلشيات المسلحة بالخروج من العاصمة، بدعوة أعضاء هيئة الشرطة المتغيبين عن العمل إلى ضرورة الالتحاق بأعمالهم فورا، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية بفصل المتخلفين عن العمل.

في غضون ذلك، استهدف مجهولون أحد أفراد القوات الخاصة بطلق ناري بالقرب من جسر رأس عبيدة في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) ولاذوا بالفرار.

وتعرض عقيد بالجيش الليبي لمحاولة اغتيال بمدينة درنة أمس، أسفرت عن إصابته بجروح بليغة نقل على أثرها إلى العناية المركزة، وذكرت مصادر أمنية أن العقيد محمد الطشاني تعرض لوابل من الرصاص من قبل مجهولين بينما كان في طريقه برفقة ابنه إلى المدرسة. وتزامن الحادث مع انفجار عبوة ناسفة بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمدينة درنة، ما أدى إلى تدمير المقر وإحراق محتوياته بالكامل.

وتمكن عناصر مكتب جهاز البحث الجنائي بسرت من إبطال قنبلة جرى العثور عليها بمنطقة الزعفران، وقال رئيس مكتب البحث الجنائي إن القنبلة التي جرى العثور عليها بجانب الطريق الساحلي للمدينة كانت عبارة عن قذيفة دبابة موصلة بأسلاك ومجهزة للتفجير، بينما هاجم مسلحون أمس سيارة نقل أموال في سبها (جنوب ليبيا)، واستولوا على مليون و200 ألف دولار، وقالت وكالة الأنباء المحلية إن ستة مسلحين كانوا يفتشون السيارات المارة في أحد الطرق الزراعية، قبل أن يعترضوا سيارة المصرف ويستولوا على ما بها من أموال بقوة السلاح. يشار إلى أن هذه هي ثاني عملية سطو مسلح من نوعها عقب استيلاء مجهولين على شحنة تقدر بالملايين من العملات المحلية والأجنبية في مدينة سرت.

وتعاني مدينة بنغازي مهد الثورة ضد نظام القذافي منذقبل نحو عامين من انفلات أمني واسع وموجة من الاغتيالات الممنهجة التي طالت أكثر من 110 أشخاص معظمهم من رجال الجيش والشرطة إضافة إلى رجال دين وسياسة وإعلام.

في سياق آخر، توقفت إمدادات المياه وانقطعت الكهرباء بشكل كامل عن مدينة درنة أمس، بعد أن قرر العاملون في المحطة تعطيل وحدات الإنتاج وإيقافها، وكذلك إيقاف عمل محطة التحلية لمياه البحر، احتجاجا على تعرض المحطة لمحاولة تخريبية. وتعرضت المحطة لتفجير إثر قيام مجهولين بإلقاء عبوة ناسفة عند السور الخارجي، لكن مدير المحطة قال إن «التفجير لم يسفر عن أي أضرار بشرية أو تعطيل الآلات».