سيارة مفخخة توقع 30 قتيلا في محافظة ديالى

العثور على جثث مجهولة الهوية .. والمحافظ يخشى العودة للمربع الأول

جانب من الدمار الذي خلفته التفجيرات الأخيرة في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أوقع تفجير انتحاري بسيارة مفخخة نحو 30 قتيلا وأكثر من 40 جريحا في ناحية السعدية بمحافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وقال رئيس مجلس ناحية السعدية في شرطة المحافظة أسعد الصالحي إن حصيلة تفجير مقهى ناحية السعدية في ديالى أسفرت عن مقتل 30 شخصا وإصابة 40 آخرين بجروح متفاوتة أغلبهم من كبار السن.

في سياق ذلك، كشفت إدارة محافظة ديالى عن العثور على 12 جثة مجهولة الهوية، طافية في نهر وسط بعقوبة (55 كم شمال شرقي العاصمة بغداد). وقال بيان نشر على موقع المحافظة الإلكتروني إن «الأجهزة الأمنية المختصة عثرت على 12 جثة مجهولة الهوية مصابة بأعيرة نارية في الرأس والصدر، طافية في نهر ديالى، وسط بعقوبة»، مشيرا إلى أن «المؤشرات الأولية تدل على أن الجثث تعود لشبان تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة». وطالب البيان قيادة عمليات دجلة بضرورة «فتح تحقيق فوري وعاجل لبيان هوية الجثث واطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق»، عادا أن «العثور على هذه الجثث تسبب في قلق شعبي ومخاوف من عودة عمليات التصفية الجسدية التي ميزت الأحداث الأمنية بين سنتي 2006 و2007».

من جهته، حذر محافظ ديالى عمر الحميري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من «إمكانية العودة إلى المربع الأول في محافظة ديالى بسبب عدم وجود تنسيق بين إدارة المحافظة والأجهزة الأمنية والعسكرية هناك، في وقت بدأت فيه عمليات الميليشيات والجماعات المسلحة في مختلف أنحاء المحافظة. وردا على سؤال فيما إذا كانت هذه الميليشيات أو الجماعات المسلحة بصبغة طائفية معينة قال الحميري «إننا لا نفرق بين ميليشيا أو جماعة مسلحة سواء كانت قاعدة أو ميليشيا معينة لأن الكل ضالع في الجرائم وفي الدم العراقي، وأنها ما كان يمكن لها أن تعمل ما تعمل لو كانت الأجهزة الأمنية بمستوى المسؤولية». وحول الجثث مجهولة الهوية التي تم العثور عليها قال الحميري إنه «قبل يومين كانت هناك عصابات إجرامية تقود أربع عجلات إحداها نوع برنس والثلاث الباقية نوع ساييا (صنع إيراني)، قامت بنصب سيطرة وهمية أمام الملأ على مقربة من إحدى السيطرات، واقتادت عددا من الناس إلى جهة مجهولة»، مؤكدا أن «ذلك مؤشر خطير على إمكانية انهيار الملف الأمني، وذلك بعدم إحكام الأجهزة الأمنية سيطرتها على الشارع».

وأشار إلى أن «هناك خروقات أمنية كثيرة في المحافظة، ولعل منها العثور على 12 جثة مجهولة الهوية فضلا عن اختطاف أربعة أشخاص وما حصل في السعدية من تفجير سيارة مفخخة وغيرها». وكشف الحميري أن «إدارة المحافظة مجردة تماما من الملف الأمني، حيث لا يوجد تنسيق، وبالتالي فإن ما بات يخيفنا هو العودة لما هو أسوأ»، مشيرا إلى «وجود أكثر من 1000 عائلة مهجرة الآن في أنحاء ديالى».