التحقيقات في تفجيري السفارة الإيرانية: الانتحاريان غير لبنانيين

الأجهزة الأمنية تدقق في بصماتهما وفي كاميرات الفندق الذي أقاما فيه

لبنانيان يحاولان إبعاد جثامين ضحايا التفجيرين الانتحاريين قرب السفارة الإيرانية ببيروت (أ.ب)
TT

تسلك التحقيقات القضائية والأمنية في التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في محلة بئر حسن، في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الثلاثاء الماضي وأوقعا 23 قتيلا بينهم الملحق الثقافي الإيراني، أكثر من منحى، وتعمل على خطوط متوازية. وبات أكيدا وفق ما أبلغه مصدر مشرف على تفاصيل التحقيق لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الانتحاريين اللذين نفذا التفجيرين ليسا لبنانيين لكن لم تحدد هويتهما بعد وما إذا كانا من دولة عربية أخرى».

وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن القضاء استمع إلى إفادات موظفين عاملين في فندق «شيراتون» في محلة فردان ببيروت، حيث تبين أن الانتحاريين كانا قد حجزا فيه لمدة ثلاثة أيام. ونقل عن موظفي الفندق أن «الشخصين اللذين يعتقد أنهما الانتحاريان كانا يتكلمان اللغة العربية من دون أن يحددوا لهجتهما». وقالوا إنهما «عرفا عن نفسيهما بأنهما لبنانيان بموجب هويتين مزورتين أودعاهما إدارة الفندق». وأوضح المصدر أن «الشابين لم يسبق لهما أن نزلا في هذا الفندق، وحضرا إليه قبل يوم واحد من التفجير». وقالت تقارير إعلامية في بيروت أمس إن الهويتين المزورتين تعودان للبنانيين، أحدهما من بيروت والثاني من منطقة إقليم الخروب.

وكشف المصدر ذاته أن «دورية من فرع التحقيق في مخابرات الجيش فتشت الغرفة التي أقام الانتحاريان فيها، وضبطت من داخلها بعض الأشياء الشخصية العائدة لهما، كما رفعت منها البصمات، لأن نتائج فحص البصمات تحدد ما إذا كانا لبنانيين أم لا». وقال إنه «يجري الآن التدقيق في كاميرات المراقبة العائدة للفندق والتي لا بد أن تكون التقطت صور هذين الشخصين علها تساعد التحقيق إلى حد كبير»، مؤكدا أنه «لا يوجد موقوفون أو مشتبه بهم حتى الآن». كما يجري التركيز على معرفة الجهة التي أمنت التسهيلات اللوجستية للانتحاريين لناحية حجز الفندق وكيفية مغادرتهما منه وتسلمهما لأحزمة المواد المتفجرة والسيارة الرباعية الدفع التي استخدماها في التفجير. وتتابع الأجهزة الأمنية المختصة تحقيقاتها لكشف مصدر السيارة الرباعية الدفع، وهي من نوع «ترايل بلايزر» ولم يبق منها بعد الانفجار إلا لوحة تسجيلها.

في موازاة ذلك، كشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأجهزة الأمنية تواصل عملها في مسرح الجريمة ومستمرة في رفع العينات والأدلة من موقع التفجيرين». وأشار إلى «وجود تعاون كامل بين الأجهزة الأمنية اللبنانية، وجهاز أمن السفارة الإيرانية». وعما إذا كانت السفارة سلمت السلطات اللبنانية كاميرات المراقبة لديها، أو طلبت المشاركة في التحقيق، شدد المصدر على أن «التعاون قائم والسفارة لا توفر أي عنصر يمكن أن يساعد التحقيق إلا وتسلمه للأجهزة اللبنانية التي تقوم وحدها بالتحقيق، وفق اختصاصها وصلاحياتها ومسؤولياتها».