عبد اللهيان من بيروت: باقون على دعمنا لسوريا رغم التفجير

الرئيس اللبناني ووفد من «المستقبل» أبرز المعزين في السفارة الإيرانية

TT

أكد نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، في اليوم الثاني لزيارته إلى بيروت، إثر التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقر السفارة الإيرانية في بيروت، أول من أمس، أن بلاده «رغم هذه الجريمة، ستبقى على موقفها الراسخ والمتين في مجال دعم الجمهورية العربية السورية وفي مجال دعم واحتضان محور الممانعة والمقاومة».

وشدد بعد زيارته وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور، أمس، على استمرار إيران في «بذل كل المساعي الحميدة في مجال تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والمودة على مستوى هذه المنطقة». وقال إن «الأمن مسألة كلية لا يمكن أن تتجزأ، والمسؤولية الحقيقية ملقاة على عاتق كل الدول والأطراف التي تنتمي إلى نسيج هذه المنطقة من أجل أن توحد وتسخر كل الجهود المتاحة من قبلها لتعزيز الأمن والصداقة والاستقرار والتطور في ربوع هذه المنطقة وشعوبها».

وتزامنت مواقف عبد اللهيان الذي واصل أمس تقبل التعازي في مقر السفارة الإيرانية في بيروت، والتي غصت بعدد كبير من المسؤولين، تقدمهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان، مع إعلان الدائرة الإعلامية في حزب الله عن استقبال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس عبد اللهيان والوفد المرافق له، في حضور السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي.

واستعرض الطرفان، وفق بيان حزب الله «آخر التطورات في المنطقة وحادثة التفجيرين الإرهابيين»، في حين شددت كتلة حزب الله البرلمانية أمس على أن «هذا الأسلوب المتوحش لن يستطيع الضالعون فيه تغيير المعادلات ولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الإقليمي». ورأت في التفجير «اندفاعة يائسة تكشف مدى الخيبة والتخبط اللذين بلغهما المتعهدون لتقديم تلك الخدمات».

وحذرت كتلة حزب الله بعد اجتماعها الدوري أمس، من أن «الترويج لسياسة سد الذرائع أمام الاعتداءات الإرهابية، هو من أخبث وأخطر أساليب الحرب الناعمة التي تبرر للإرهابيين جرائمهم»، في رد على المواقف اللبنانية التي ربطت بين التفجيرين وقتال حزب الله في سوريا.

وكانت السفارة الإيرانية غصت أمس بالمعزين بضحايا التفجيرين الانتحاريين، ومن أبرزهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان ووفد نيابي من تيار المستقبل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، إضافة إلى وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، ومن تيار المستقبل. واستنكر النائب في كتلة المستقبل عمار حوري استهداف السفارة، واصفا الاعتداء بـ«العمل الإرهابي».

وقال حوري من أمام السفارة برفقة وفد من تيار المستقبل: «نقدم واجب العزاء باسم الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة في هذا المصاب الجلل الذي أصاب السفارة»، مشيرا إلى أن «هذه اللحظة ليست للسجال السياسي، بل نتضامن في هذا الجرح المفتوح ونترفع عن كل ما يفرق».

من ناحيته، قال رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بعد زيارته السفارة الإيرانية إن «ما حدث هو رسالة لكل محور المقاومة»، لافتا إلى أنه «عندما حذر من وجود القاعدة في لبنان كان يتعرض للهجوم وها هي اليوم تعلن عن نفسها»، آملا أن «تكون الدولة على قدر المسؤولية».

وأكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان «الوقوف إلى جانب إيران في كل ما يعني التوازن العالمي الجديد في الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنه «لولا قوة إيران لكانت التداعيات العدوانية لإسرائيل متمادية».

وفي تصريح أدلى به بعد الانتهاء من تقبل التعازي أمس، قال السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي: «على الذين يجلسون ويخططون لارتكاب مثل هذه الجرائم أن يعرفوا أن لا جدوى من هذه الأعمال»، عادا أن «الحشد الكبير من مختلف المناطق اللبنانية من دون أي استثناء إلى السفارة الإيرانية، إضافة إلى العدد الكبير من بيانات الاستنكارات في لبنان من مختلف الطوائف والتيارات السياسية وجميع المسؤولين وأيضا الوفود التي أتت من فلسطين، سوريا، تركيا، العراق أو أرسلوا بيانات استنكار، كلها خير دليل على أنه لا يمكن الاتكال على المنهج الإرهابي والمجموعات التكفيرية التي تقوم بمثل هذه الأعمال». وقال آبادي: «على هذه المجموعات المسيرة من العدو الصهيوني وبالتنسيق مع العدو الصهيوني، أن تعرف أن مثل هذه الأعمال لا جدوى لها»، مشددا على أن «الكيان الصهيوني وأدواته الذين يشوشون على كل خطوط الوحدة والحوار والتحدث بالمنطق والاستقرار، هم من الطبيعي أكثر المستفيدين من القيام بمثل هذه الأعمال، لأنهم تضرروا كثيرا من النهج الذي سلكناه».

وكان آبادي قد أشار أمس إلى أنه من بين ضحايا تفجيري السفارة، إضافة إلى المستشار الثقافي فيها الشيخ إبراهيم الأنصاري وأربعة من حراسها اللبنانيين، وزوجة أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، من دون أن يقدم تفاصيل أكثر، في حين نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أمس العريف هيثم أيوب، الذي قضى خلال الانفجار. وأوضحت أن أيوب «كان مكلفا مهمة تأمين سير أمام وزارة الزراعة في منطقة بئر حسن، حيث شاهد سيارة رباعية الدفع (سيارة الانتحاري) تصدم إحدى السيارات التابعة للوزارة المذكورة ولاذت بالفرار، فلحق بها سيرا على الأقدام مع أحد المواطنين، وقام بفتح الباب محاولا توقيف السائق، عندها أقدم الأخير على تفجير المركبة، مما أدى إلى استشهاد العريف».