تصاعد الاشتباكات في القلمون.. وسقوط قذيفة هاون قرب السفارة الروسية في دمشق

استهداف حافلة تقل وفدا أردنيا مؤيدا للأسد في السويداء

TT

تصاعدت الاشتباكات العسكرية العنيفة أمس بين القوات السورية النظامية ومقاتلين إسلاميين على أطراف مدينة النبك في منطقة جبال القلمون قرب دمشق، تزامنا مع سقوط قذيفة هاون قرب السفارة الروسية وسط العاصمة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما استهدفت عبوة ناسفة حافلة كانت تقل وفدا أردنيا مؤيدا للنظام السوري على الحدود الأردنية - السورية.

وأفاد المرصد السوري أمس بـ«ارتفاع وتيرة الاشتباكات في القلمون بين فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، مع القوات النظامية في أطراف مدينة النبك وداخل بلدة دير عطية المجاورة». ولفت إلى سيطرة «المقاتلين الإسلاميين على مركز للشرطة في دير عطية»، مشيرا إلى «سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية».

وكانت القوات النظامية سيطرت الأحد الفائت على بلدة قارة بالقلمون، لتبدأ بعدها كتائب معارضة بشن هجوم مضاد لاستعادة المواقع التي خسرتها، إذ فجر مقاتلان من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» أول من أمس سيارتين مفخختين في مبنى الأمن العسكري بالنبك، وفي حاجز الجلاب، ما أدى إلى مقتل وجرح 23 جنديا نظاميا وفق حصيلة المرصد السوري.

من جهتها، أفادت «شبكة شام» الإخبارية بـ«تجدد الاشتباكات في القلمون بالقرب من النبك من جهة الطريق السريع بين دمشق وحمص، وسط قصف نظامي عنيف على مدينة النبك من مقر اللواء 18، وفقا للجان التنسيق المحلية في سوريا». وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة السحل أمس، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة منها.

وفي دمشق سقطت قذيفة هاون في منطقة المزرعة قرب السفارة الروسية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين بحسب المرصد السوري، في موازاة إشارة لجان التنسيق المحلية إلى اشتباكات عنيفة وقعت في حي برزة شمال دمشق، إثر محاولة جديدة للقوات النظامية لاقتحام الحي الخاضع لسيطرة الجيش الحر.

وأكدت شبكة «شام» أن الحي تعرض خلال الاشتباكات لقصف مدفعي، كما تعرضت أحياء جنوب دمشق وبينها القابون لقصف مماثل. وأشار «المرصد السوري» إلى وجود خسائر بشرية في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات بحي برزة.

وكان ناشطون بثوا شريطا مصورا يظهر جثثا لجنود نظاميين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام بلدة ببيلا بريف دمشق.. وتمكنت القوات النظامية من «إحراز تقدم ميداني ملحوظ في جنوب دمشق حيث استعادت بلدات السبينة والذيابية ومخيم الحسينية».

وفي محافظة السويداء، القريبة من الحدود الأردنية، تعرضت حافلة كانت تقل عشرين أردنيا من مؤيدي النظام السوري للاستهداف بعبوة ناسفة أثناء عودة الوفد إلى الأردن، بعد زيارة التقى خلالها الدكتورة نجاح العطار، نائب الرئيس السوري بشار الأسد.

وأصيب أربعة من أعضاء الوفد بجروح طفيفة جراء تكسر زجاج نوافذ الحافلة، بحسب ما أكده رئيس الوفد حسين مطاوع في تصريحات صحافية محملا من سماهم بـ«المجموعات الإرهابية» مسؤولية استهداف الحافلة. كما حمل الحكومة الأردنية جزءا من المسؤولية «لرعايتها للإرهابيين السوريين»، على حد تعبيره.

ويتكون الوفد الأردني المستهدف من ممثلين عن «اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سوريا»، وممثلين عن «رابطة الكتاب الأردنية» التي تعلن انحيازها للنظام السوري بشكل علني.

في موازاة ذلك، طالب «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بتكثيف الجهود على مستوى المجتمع الدولي لـ«منع نظام الأسد من الاستمرار في خرق المواثيق والعهود الدولية من دون حسيب أو رقيب باستخدام الأسلحة التقليدية وغير التقليدية».

وأوضح الائتلاف في بيان أمس أن القوات النظامية «قامت بخرق جديد لميثاق جنيف، حيث استهدفت مساء يوم الاثنين الفائت مشفى الوليد في حي الوعر بحمص، ما أودى بحياة عدد من أفراد الكادر الطبي المناوب، إضافة إلى مرضى ومدنيين كانوا في المكان».

ووضع بيان الائتلاف «النهج الإجرامي الذي تبناه النظام واعتماده المتكرر على سياسة الانتقام من الحاضنة الاجتماعية للثورة في إطار عدم جديته في الوصول إلى حل سياسي»، وقال إنه «يتعاطى مع كل هذه الاستحقاقات من أجل كسب الوقت في ظل التهاون الدولي».

وكانت القوات النظامية قد قصفت مشفى الوليد بصاروخ «أرض - أرض»، وراح ضحية هذا الاستهداف ثمانية أشخاص، فضلا عن سقوط عدد كبير من الجرحى ووقوع دمار كبير في بناء المشفى والأجهزة الطبية في داخله، بحسب مصادر المعارضة السورية.