سقوط أول قتيل في اشتباكات بين طلاب الأزهر والأمن.. ورئيس الجامعة يمنع التظاهر نهائيا

تحالف «دعم مرسي» يدعو للعودة إلى «رابعة» «والنهضة» في ذكرى فض الاعتصامين

طلاب من جامعة الأزهر يهاجمون سيارة صدمت إحدى الطالبات المتظاهرات خلال قطعهم طريقا رئيسا شرق القاهرة أمس (رويترز)
TT

وقعت ليلة أول من أمس اشتباكات في المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر في شرق القاهرة بين طلاب جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن، بعد أن حاول الطلاب إحراق مقر المدينة الجامعية بمدينة نصر احتجاجا على قرار الجامعة بمنع التظاهر داخل حرمها نهائيا، ما أدى إلى سقوط أول قتيل منذ بدء المظاهرات داخل الجامعة، ويأتي ذلك ضمن حملة تصعيد تقوم بها جماعة الإخوان. بينما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للمعزول أنصاره إلى الاحتشاد بميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» الأحد المقبل لإحياء ذكرى مرور 100 يوم على فض اعتصامين بهما لأنصار مرسي خلف مئات القتلى.

وزاد طلاب الإخوان من تحركاتهم داخل الجامعات في عدة مدن في البلاد أمس، وتحولت مظاهرة لطلاب جامعة الأزهر إلى اشتباكات عنيفة، استخدم فيها رصاص الخرطوش وقنابل الغاز، فيما أغلق عشرات الطلاب في جامعة القاهرة الواقعة غرب العاصمة الطريق أمام مبنى الجامعة ورفعوا إشارات رابعة.

وحاول طلاب الإخوان مساء أمس اقتحام المبنى الإداري بجامعة الأزهر، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن أحداث المدينة الجامعية، التي أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة 16 وضبط 14 آخرين، وقال مصدر مسؤول في الجامعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الطلاب حاولوا إحراق مبنى المدينة الجامعية بإشعال النار في الأشجار، إلا أن قوات الأمن والحماية المدنية سيطرت على الأوضاع بعد أكثر من سبع ساعات من المطاردات من الأمن للطلبة».

وزعم طلاب منتمون لجماعة الإخوان أن قوات الأمن اقتحمت بوابات المدينة ولاحقت الطلاب داخل أسوارها، وألقت القبض على عدد منهم، كما أطلقت قنابل الغاز والخرطوش على الطلاب داخل محيط المدينة الجامعية، وأعلن الدكتور أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف أمس عن سقوط طالب واحد قتيلا يبلغ من العمر 23 عاما، في الفرقة السادسة بكلية الطب جامعة الأزهر بسبب طلق خرطوش بالرأس. فيما قال المصدر المسؤول في الجامعة إن «أمر وفاة الطالب قيد التحقيق».

وكان رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد أصدر قرارا مساء أول من أمس بمنع المظاهرات داخل الحرم الجامعي، وتعليق أنشطة الاتحادات الطلابية، ومطالبة وزارة الداخلية بحماية وحراسة المنشآت.

وبينما رفض حزب الحرية والعدالة «الإخواني» قرار عدم السماح بالمظاهرات داخل الحرم الجامعي وتعليق أنشطة الاتحادات الطلابية المنتخبة، مطالبا بإقالة رئيس الجامعة، توعد اتحاد طلاب الأزهر بالتصعيد. وقال أحد القيادات أمس، إن تحركاتهم خارج أسوار الجامعة ستشهد تصعيدا مستمرا و«مفاجآت»، لم يفصح عنها.

ودعا الاتحاد في بيان له أمس جميع الطلاب والطالبات للإضراب عن الدراسة، ورفض الوجود الأمني داخل الجامعة.

ونجح طلاب منتمون إلى جماعة الإخوان في الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الأزهر، في وقت خسروا فيه معظم المقاعد في جامعات مصر المختلفة؛ ما يعكس نفوذهم داخل أعرق الجامعات الإسلامية في العالم.

وقتيل جامعة الأزهر هو الأول منذ بدء المواجهات بين الطلاب والأمن التي انطلقت مع بدء الدراسة في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن تأجلت نحو شهر خشية من وقوع مواجهات.

من جانبها، كثفت أجهزة الأمن من وجودها أمام الباب الرئيس لجامعة الأزهر، وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات رفعت حالة الاستعداد تحسبا لوقوع اشتباكات جديدة أمام أو داخل الجامعة وخشية من دخول عناصر إرهابية أو تخريبية».

وأمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات أمس بفتح تحقيقات موسعة في أحداث مدينة الأزهر، ودعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الطلاب إلى الالتفات إلى دراستهم ومستقبلهم والكف عن تعريض حياتهم للخطر.

وشهدت جامعات عين شمس (شرق القاهرة)، والزقازيق والمنوفية والغربية والإسماعيلية وكفر الشيخ بدلتا مصر، مظاهرات لطلاب الإخوان، حدثت خلالها مناوشات بينهم وبين معارضيهم. وفي جامعة القاهرة قطع الطلاب الطريق أمام مبنى الجامعة بالقرب من ميدان النهضة وأشعلوا إطارات السيارات بالإضافة للشماريخ، وهددوا باقتحام ميدان النهضة والاعتصام به. وفي الإسكندرية قطع طلاب الإخوان طريق الكورنيش أمام مبنى إدارة الجامعة.

في سياق آخر، قضت محكمة مصرية أمس بحبس 40 طالبا من جامعة الأزهر لمدة سنة وستة أشهر في أحداث الشغب التي وقعت مع بداية الدراسة في الجامعة أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والمعروفة إعلاميا بـ«أحداث المنصة»، وكانت النيابة وجهت إلى المتهمين 24 تهمة منها «القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة بيضاء وذخيرة، والانضمام لتنظيم إرهابي، وتكدير الأمن والسلم العام، ومقاومة السلطات، وقطع الطريق العام، وإتلاف الأموال والممتلكات العامة».

في غضون ذلك، قال علي خفاجي، القيادي بما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول، إن التحالف يدعو أنصاره إلى الاحتشاد بميداني رابعة والنهضة، الأحد المقبل لإحياء ذكرى مرور 100 يوم على فض الاعتصامين.

وأصبح ميدان رابعة العدوية يمثل رمزية خاصة لدى الجماعة ومناصريها بعدما فضت السلطات في أغسطس (آب) الماضي اعتصاما فيه استمر لنحو 47 يوما، ما تسبب في موجة من العنف خلفت مئات القتلى. وأضاف خفاجي أن الفعاليات الاحتجاجية ستبدأ اليوم (الجمعة)، حيث سيحمل أسبوع الاحتجاجات عنوان «مذبحة القرن».