القاهرة تكشف عن حوار استراتيجي قريب مع واشنطن

كيري يتهم الإخوان المسلمين بسرقة الثورة والبحرية الأميركية تسلم مصر أربع مدمرات

TT

أثارت اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجماعة الإخوان المسلمين بسرقة الثورة في مصر، اهتمام الكثير من المحللين والمتابعين للشأن المصري في واشنطن، حيث عدوها من قبيل إصلاح العلاقات المتوترة مع الحكومة المصرية من جانب، وتصعيدا للعلاقات المتوترة أيضا بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس من جانب آخر.. بينما رحبت القاهرة بتصريحات كيري أمس، ووصفتها بـ«التطور الإيجابي»، كاشفة عن حوار استراتيجي قريب مع الولايات المتحدة.

وقال كيري في كلمة له خلال الاجتماع السنوي الثامن والعشرين للمجلس الأمني الاستشاري في واشنطن مساء الأربعاء، إن «الشباب في ميدان التحرير لم يدفعهم أي دين أو آيديولوجية، بل كانوا يريدون فرصة للحصول على تعليم ووظيفة ومستقبل، ولديهم حكومة فاسدة حرمتهم من كل ذلك، وهذا ما قاد إلى الثورة.. وبعد ذلك جرى سرقة ثورتهم بواسطة الجماعة الوحيدة المنظمة في الدولة وهي جماعة الإخوان المسلمين».

وتأتي تعليقات كيري لتشكل محاولات مستمرة من جانبه لإصلاح العلاقات مع الحكومة المصرية بعد خلع الرئيس المصري محمد مرسي، وقيام الإدارة الأميركية بتعليق جانب من المساعدات العسكرية لمصر، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية - الأميركية، واتجاه المسؤولين المصريين لإعادة تعزيز العلاقات مع روسيا.

وينتقد المشرعون في الكونغرس والخبراء والمسؤولون أسلوب الإدارة الأميركية الذي يتسم بالارتباك في تعاملها مع المتغيرات في مصر. وقال مسؤول أميركي لصحيفة «ديلي بيست» إن «كيري لا يتفق مع سوزان رايس (مستشارة الأمن القومي) حول جانب كبير من سياسات الولايات المتحدة تجاه مصر، وهو اتخذ قرارا متعمدا وواعيا بعدم الحديث عن مرسي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.. لكن رايس لم تكن سعيدة بذلك». وأضاف أن «هناك اختلافات حقيقية بين رايس وكيري في نهج الإدارة في التعامل مع مصر، ولو كان الأمر بيد كيري وتشاك هيغل (وزير الدفاع) لما رأينا أي تعليق للمساعدات العسكرية لمصر».

من جهته، علق السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، على تصريحات كيري قائلا إنها «تطور إيجابي في الموقف الأميركي تجاه مصر، وتعكس حقائق الأوضاع على الأرض، فضلا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إرادة الشعب المصري». وأرجع ذلك التطور الإيجابي إلى التواصل المستمر بين البلدين، والاتصالات المكثفة التي أجراها وزير الخارجية نبيل فهمي مع نظيره كيري واللقاءات الدورية بين المسؤولين المصريين والأميركيين مما ساعد في نقل الحقائق عن مصر.

وكشف المتحدث باسم الخارجية المصرية عن تدشين حوار استراتيجي بين القاهرة وواشنطن قريبا، وأنه يجري الآن الإعداد له بين البلدين لأول مرة في تاريخ العلاقات بينهما، وهذا تطور إيجابي، على حد قوله، مشددا على أن «هناك رغبة أميركية صادقة بالعمل على دفع العلاقات إلى آفاق أرحب وأن هناك حرصا مصريا مقابل ذلك بالتحرك نحو المستقبل».

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية والبحرية الأميركية عن بدء تسليم أربع مدمرات بحرية حاملات للصواريخ إلى مصر، وأقامت البحرية الأميركية مساء الثلاثاء الماضي حفل تسليم أول مدمرة بحرية لمصر (من طراز «أمباسادور 3») بمدينة بينساكولا بولاية فلوريدا. وقال ويليام سبيكس، من مكتب وزير الدفاع الأميركي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق حول هذه المدمرات الأربع ليس جديدا، ونتوقع أن يجري تسليم المدمرة الثانية في وقت لاحق خلال العام الجاري.. أما المدمرة الثالثة والرابعة فسوف يجري تسليمهما خلال عام 2014». وفي سؤال حول التوترات الأمنية في منطقة سيناء، والقلق حول أمن وسلامة ممر قناة السويس البحري، خاصة أن تلك المدمرات مصممة للعمل في قناة السويس، رفض سبيكس مناقشة القضية وقال «نحن كسياسة عامة لا نقوم بمناقشة المهام التي ستقوم بها برامج المبيعات العسكرية الخارجية وللحكومة المصرية وحدها حق الحديث حول ذلك.. وفي ما يتعلق ببرامجنا للمساعدات العسكرية لمصر فنحن نواصل العمل بشكل بناء مع الحكومة المصرية المؤقتة، ونواصل تقديم المساعدات التي تخدم الأهداف الأمنية الحيوية لدينا مثل مكافحة الإرهاب ومكافحة انتشار الأسلحة النووية وضمان الأمن في سيناء، وسنواصل أيضا توفير قطع الغيار ومواصلة التدريب العسكري والتعليم».

وفي سؤال حول وجود موعد محدد أو اشتراطات لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر (التي جرى تعليق جانب منها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) خاصة بعد التصريحات الأميركية المؤيدة للحكومة المصرية المؤقتة في الآونة الأخيرة، قال سبيكس «نحن لن نناقش ما هي المعايير المحددة لاستئناف المساعدات الأخرى، نحن سوف نستمر في مراجعتها بما في ذلك مدى التقدم الذي تحرزه الحكومة المصرية تجاه إقامة حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية وسوف نستمر في تقييم التقدم المحرز في مصر بشكل دوري».

وأشار سبيكس إلى الاتصالات المستمرة بين وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، موضحا أن آخر تلك الاتصالات كانت يوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث رحب خلالها هيغل بإنهاء حالة الطوارئ وحظر التجوال في مصر.