أوكرانيا تضحي بشراكتها مع أوروبا بسبب تيموشينكو

النواب أفشلوا ستة مشاريع قوانين تدعو إلى نقل زعيمة المعارضة للعلاج في الخارج

نواب المعارضة ارتدوا فانيلات بيضاء اللون عليها صورة لتيموشينكو خلال التصويت في كييف أمس (إ.ب.أ)
TT

رفض البرلمان الأوكراني، أمس، كل مشاريع القوانين التي تسمح بنقل المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو إلى الخارج للعلاج، كما يريد الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاق شراكة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وحصلت النصوص الستة على أصوات أقل من مائتي نائب، بينما يحتاج إقرارها إلى غالبية 226 صوتا.

ولم يشارك حزب «المناطق» الذي يقوده الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ويشكل أغلبية في البرلمان، في التصويت بعدما انتقد في الأيام الأخيرة مشاريع القوانين «الناقصة». وحضر المبعوثان الأوروبيان، الرئيس البولندي السابق ألكسندر كفاشنيفسكي ورئيس البرلمان الأوروبي السابق بات كوكس، الجلسة. وهتف نواب المعارضة «عار!». وقبل التصويت، قال أرسيني ياتسينيوك حليف تيموشينكو: «إنها لحظة الحقيقة ليانوكوفيتش الذي سيظهر إن كان مستعدا لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي أو كان يكذب في السنوات الأخيرة. الأمر ليس خيارا بين الشرق والغرب، بل بين المستقبل والماضي». وبعد التصويت، دعا نواب المعارضة الرئيس إلى العفو عن رئيسة الوزراء السابقة، كما اقترح المبعوثان الأوروبيان. وقالت إيرينا غيراشتشينكو، النائبة عن حزب «أودار» الذي يقوده الملاكم فيتالي كليتشكو: «نطلب دعوة لجنة العفو ودراسة طلب كوكس كفاشنيفسكي العفو عن تيموشينكو».

يذكر أن ملف تيموشينكو يحول دون توقيع اتفاق شراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، وتأمل كييف توقيعه نهاية نوفمبر خلال قمة فيلنيوس. وأكدت ألمانيا التي عرضت عدة مرات على الرئيس الأوكراني استقبال تيموشينكو، الأسبوع الماضي، أن توقيع اتفاق الشراكة لن يجري من دون الإفراج عن المعارضة.

وتمضي رئيسة الوزراء السابقة عقوبة بالسجن سبع سنوات لاستغلالها السلطة، وقد أدخلت المستشفى في أبريل (نيسان) 2012 بسبب إصابتها بآلام حادة في الظهر. وبحسب خبراء أوكرانيين، يفضل يانوكوفيتش التخلي عن اتفاق الشراكة على الإفراج عن تيموشينكو منافسته السابقة في الانتخابات الرئاسية في 2010 التي تمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات بتهمة استغلال السلطة.

وسببت قضية تيموشينكو التي تعد في أوروبا مثالا على العدالة الانتقائية، أزمة خطيرة في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وكانت تيموشينكو، المسجونة منذ صيف 2011، دعت في رسالة الأسبوع الماضي القادة الأوروبيين إلى بذل الجهود كافة لتوقيع اتفاق الشراكة «مهما كانت الظروف». وكتبت في الرسالة: «لا يمكن أن نقبل بأن تسمح اتفاقات في الكواليس ومخاوف يانوكوفيتش الشخصية بالقضاء على طموحات أوكرانيا الأوروبية».

من جهتها، حذرت رئيسة ليتوانيا، داليا غريباوسكايته، التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، أول من أمس، من أن اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يمكن أن يتأخر كثيرا إذا فشلت قمة فيلنيوس. وقد اتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) ألكسي بوشكوف، أول من أمس، الاتحاد الأوروبي «بممارسة سياسة إملاءات» على أوكرانيا و«معاملتها كمستعمرة سابقة».