المعارضة تسيطر على دير عطية منعا لتقدم النظام باتجاه بلدات القلمون

اشتباكات عنيفة على جبهة البيرقدار

TT

أعلن ناشطون سوريون سيطرة المعارضة على بلدة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في سفح جبل القلمون بريف دمشق الشمالي، بعد قتال بدأ الثلاثاء الماضي، غداة استعادة القوات النظامية بلدة قارة المتاخمة لها. وتزامن هذا التطور مع قصف القوات الحكومية بلدة النبك المحاذية لدير عطية، واشتد القصف على قرية السحل القريبة، وهي مناطق تتبع سفح القلمون في ريف دمشق الذي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها، بدءا من شمالها.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ظهر أمس، سيطرة المعارضة السورية على دير عطية. وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مدعومة بعناصر من كتائب إسلامية مقاتلة على طريق حمص - دمشق من جهة مدينتي النبك ودير عطية. وأشار المرصد إلى أن «مقاتلي داعش وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة تمكنوا من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على البلدة التي تعد من أهم معاقل النظام في القلمون».

وقالت مصادر معارضة في القلمون لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة «انسحبوا من بلدة قارة مطلع هذا الأسبوع، باتجاه دير عطية المحاذية، تمهيدا لمعركة كبيرة مع القوات النظامية منعا لتقدمها في بلدات القلمون»، مشيرة إلى أن الانسحاب «أتاح للقوات النظامية السيطرة على قارة، بفعل رغبة من المعارضة بعدم تدمير بلدتهم». وأشارت إلى أنه «منذ التوجه إلى دير عطية، بدأت الاستعدادات لصد هجوم القوات النظامية، وبدأت بمحاصرة قوات النظام في تلة تمثال (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد، قبل الانقضاض عليها، تمهيدا للسيطرة على البلدة».

وتبعد دير عطية مسافة خمسة كيلومترات عن قارة إلى الجنوب، وتقع شرق أوتوستراد دمشق – حمص الدولي، وتتميز بخليطها الديموغرافي بين المسلمين والمسيحيين. وقالت المصادر إن دير عطية «أحسن النظام السوري الاهتمام بها، نظرا لأن مدير مكتب حافظ الأسد، أبو سليم دعبول، يتحدر منها، وهو ما أتاح لابنه سليم دعبول إنشاء جامعة في البلدة».

وأوضحت المصادر أن عددا كبيرا من المقاتلين الإسلاميين، انسحبوا من قارة باتجاه دير عطية، «منعا لتمدد سيطرة القوات النظامية باتجاه بلدات القلمون الأخرى»، علما بأن القوات النظامية تسيطر على دير عطية، وتستخدم تلة فيها مشرفة على بلدات أخرى في القلمون، أهمها النبك وقارة وسحل، لقصف تلك البلدات.

وبدأت معركة القلمون الأسبوع الماضي، بإطلاق القوات النظامية هجوما عسكريا على بلدة قارة التي تقع شمال القلمون، وغرب طريق دمشق – حمص الدولي، وامتدت باتجاه دير عطية جنوبا، بهدف استعادة السيطرة عليها والتقدم باتجاه النبك وسحل ويبرود. وقالت مصادر معارضة إن القوات النظامية «قصفت سحل الواقعة غرب الأوتوستراد، مما تسبب بتهجير أبنائها باتجاه يبرود وعرسال اللبنانية وراء الحدود».

في الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع انفجار قوي جنوب غربي مدينة النبك، في حين ذكر ناشطون أن قوات النظام «قصفت النبك بثلاثة صواريخ، إضافة إلى قصفها الحي الغربي فيها بالمدفعية وقذائف الطيران». وأشاروا إلى أن كتائب معارضة «استهدفت رتلا عسكريا تابعا للجيش النظامي بالقرب من النبك، مما أدى إلى تدمير دبابة ومقتل عدة عناصر». وأشار إلى أن «الأوتوستراد الدولي حمص - دمشق قطع بموازاة استمرار المعارك في محيطه، بينما رصدت أرتال عسكرية جديدة استقدمها النظام من دمشق نحو دير عطية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة».

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف آخر، على جبهة البيرقدار في بلدة ببيلا. وأفاد ناشطون بمواصلة قوات النظام قصفها على البلدة باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.