السلطات المصرية تشكل لجانا لمراجعة قرارات «مرسي» بالعفو عن جهاديين

مسلحون يستهدفون مصنعا للجيش.. ومصادر عسكرية: ننفذ أكبر حملة بسيناء ضد بؤر إجرامية

اشتباكات بين مؤيدين للاخوان والشرطة في مدينة نصر بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

في أول إجراء رسمي بشأن قرار مجلس الوزراء المصري بمراجعة قرارات العفو التي أصدرها الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عن بعض المحكومين عليهم في قضايا الإرهاب وأمن الدولة من العناصر الجهادية والتكفيرية المتشددة، قالت مصادر سيادية إنه سيتم تشكيل لجان فنية على أعلى مستوي من وزارة الداخلية لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء الخاصة بفحص قرارات العفو الصادرة عن الرئيس المعزول، وكذلك فحص أوراق حصول عدد من غير المصريين على الجنسية المصرية. فيما قال مصدر أمني بشمال سيناء أمس إن «عمليات الملاحقات الأمنية للعناصر الإرهابية تتواصل في مناطق قرى جنوب العريش بعد وصول معلومات بهروب أعداد كبيرة من تلك العناصر إليها، قادمين من مناطق الملاحقات والمداهمات بالشيخ زويد ورفح».

وبينما تواصل عناصر الشرطة والجيش حملاتها لضرب البؤر الإجرامية بعدد من قرى الشيخ زويد والعريش ورفح في شمال سيناء مدعمة بطائرات «الأباتشي» وفرق الصاعقة، استهدف مجهولون مصنعا للمواد الغذائية تابعا للقوات المسلحة في مدينة رفح أمس، بقذائف هاون، من دون أن يسفر الهجوم عن وقوع ضحايا.

وقالت مصادر عسكرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حملة كبرى بدأنا في تنفيذها أمس (الجمعة) وتعد من أكبر الحملات التي اندلعت في سيناء، وذلك بعد ساعات من قتل 11 جنديا بعد استهدافهم من قبل انتحاريين أمس في الشيخ زويد». ولفتت المصادر العسكرية إلى أن «الجيش تمكن خلال عملياته أمس من إلقاء القبض على عشرات من العناصر الإرهابية، وضبط 25 شخصا مشتبها فيهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتمت إحالتهم لجهات التحقيق المختصة».

وأضافت المصادر العسكرية أن مسلحين مجهولين أطلقوا 3 قذائف هاون على مصنع الخدمة الوطنية للمواد الغذائية التابع للقوات المسلحة بمنطقة أبو شنار على ساحل البحر المتوسط بمدينة رفح، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا أو إصابات، لافتة إلى أنه تم تبادل إطلاق النار مع المهاجمين، إلا أنهم تمكنوا من الهرب.

من ناحية أخرى، شددت السلطات المصرية، أمس، من إجراءات تأمين المجرى الملاحي الدولي في قناة السويس، بعد معلومات عن اعتزام أنصار الرئيس المعزول استهداف القناة. وقالت مصادر أمنية مسؤولة بالقناة إن «الجيش والشرطة نشرا قوات على طول مجرى قناة السويس البالغ نحو 160 كيلومترا، وشددا من إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة»، مؤكدة أن قوات الجيش والشرطة تواصل وجودها المكثف بالطرق التي تربط محافظة السويس مع سيناء لمنع هروب أي من العناصر المتهمة بارتكاب جرائم إرهابية بسيناء، مشيرة إلى أن هناك وجودا أمنيا دقيقا بنفق أحمد حمدي والمعديات التي تربط الضفة الشرقية للقناة بالضفة الغربية.

وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء منذ أشهر للقضاء على المتشددين الذين زادوا من تصعيدهم ضد الشرطة والجيش بعد عزل مرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي.

في السياق نفسه، أكدت مصادر بقطاع الأمن العام في القاهرة أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية تلاحق جميع العناصر الإرهابية والجهادية، التي تورطت في أعمال عنف وتخريب، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية. وأضافت المصادر أنها «تمكنت من ضبط بعض المتهمين الذين أحيلوا للنيابة العامة إلا أنها تلاحق بقية المتهمين».

ونفي اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، القبض على المتهم الرئيس في قضية مقتل المقدم محمد مبروك مسؤول ملف الإخوان بالأمن الوطني، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على مجموعة من المتورطين في عملية الاغتيال وجار التحقيق معهم. وقالت صفحة منسوبة للجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، إنه «تم القبض على شادي المنيعي المتهم الأول في واقعة مقتل مسؤول ملف الإخوان الذي اغتيل الاثنين الماضي أمام منزله في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)». وأوضحت الصفحة أن «المنيعي أحد أخطر العناصر التكفيرية في سيناء، وقيادي في جماعة أنصار بيت المقدس، وأحد رجال خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، وسبق إلقاء القبض عليه في أحداث طابا 2005 وأفرج عنه من قبل الرئيس المعزول».

من جهة أخرى، أغلق أمس معبر رفح أمام حركة العبور بين مصر وقطاع غزة. وقال مصدر ملاحي مسؤول في المعبر، إن «الإغلاق لأجل غير مسمى بعد فترة تشغيل ثلاثة أيام انتهت أول من أمس الخميس، وخلالها تم عبور عدد كبير من الحالات الإنسانية والطلبة وكبار السن بين مصر وغزة».