بوتين يتهم أوروبا بممارسة «الابتزاز» مع أوكرانيا

ردود فعل داخلية وخارجية على تعليق كييف الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

طلاب ينظمون مسيرة مؤيدة للتعاون مع أوروبا في مدينة لفيف الأوكرانية أمس (رويترز)
TT

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي أمس بممارسة الابتزاز والضغط على أوكرانيا بعد قرارها بتعليق التحضير لاتفاقية شراكة كانت ستبعد الجمهورية السوفياتية السابقة بشكل أكبر عن فلك موسكو.

وجاء هذا الموقف الروسي غداة رفض كييف بشكل مفاجئ تحالفا تاريخيا مع جيرانها الأوروبيين وإعلانها من ناحية أخرى استئناف المحادثات مع موسكو حول اتفاق. وعلقت كييف تقاربها مع الاتحاد الأوروبي وسط ضغط أوروبي يدعوها إلى السماح لزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو السجينة بالسفر للخارج من أجل العلاج.

وقوبل القرار الأوكراني بانتقادات شديدة من زعماء أوروبيين والولايات المتحدة كما المعارضة الأوكرانية.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي بعد محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في سان بطرسبورغ: «لقد سمعنا تهديدات من شركائنا الأوروبيين إلى أوكرانيا وصلت إلى حد التشجيع على تنظيم احتجاجات حاشدة. هذا ضغط وابتزاز. هل ستذعن أوكرانيا والقيادة الأوكرانية لمثل هذا الابتزاز، ذلك ما سيتضح في الأيام القليلة المقبلة».

وبشان تحذيرات موسكو إلى كييف خلال الأسابيع الأخيرة من الانعكاسات التجارية التي قد تترتب عن اتفاق شراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي أكد بوتين أنها «ليست مسألة سياسية بل اقتصادية». وقد دفع رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف بهذا المبرر من كييف قبل ساعات من تصريح بوتين.

ودعت زعيمة المعارضة تيموشينكو التي تقضي عقوبة سجن بتهمة سوء استغلال السلطة أمس الأوكرانيين إلى الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على قرار عدم توقيع الاتفاقية التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

وقررت أوكرانيا تعليق اتفاق الشركة مع أوروبا تزامنا مع رفض البرلمان الأوكراني عدة مشاريع قوانين طرحتها المعارضة لنقل تيموشينكو إلى الخارج من أجل العلاج. وتمضي تيموشينكو، وهي رئيسة وزراء سابقة، عقوبة بالسجن سبع سنوات لاستغلالها السلطة، وقد أدخلت المستشفى في أبريل (نيسان) 2012 بسبب إصابتها بآلام حادة في الظهر.

وفي بروكسل، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أمس إنه «لم يتخل عن الأمل بشكل كامل» بشأن توقيع اتفاق شراكة مع أوكرانيا أثناء قمة الأسبوع المقبل على الرغم من إعلان كييف تعليق العمل في الاتفاقية.

وبرر مفوض التوسع في الاتحاد ستيفان فولي، خلال حديث للصحافيين، إبقاء باب الأمل مفتوحا «لأن الجانب الأوكراني لم يبلغنا في الواقع بشكل رسمي بأن التوقيع غير ممكن في فيلنيوس»، في إشارة إلى قمة للاتحاد الأوروبي ودول شرق أوروبا ستعقد في 28 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في ليتوانيا. وأبقى فولي على الأمل بأنه إذا لم يتم توقيع الاتفاقية التجارية المهمة مع أوكرانيا الأسبوع المقبل فإنها قد توقع في قمة للاتحاد الأوروبي وأوكرانيا العام المقبل.

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان لها بعد تعليق كييف عملية التحضير لاتفاق الشراكة، أنها «خيبة، ليس للاتحاد الأوروبي وحسب، وإنما كما نعتقد للشعب الأوكراني أيضا». وفي معرض تشديدها على الوضع الاقتصادي، عدت أشتون أيضا، أن توقيع اتفاق «يعطي دفعا للمفاوضات من أجل اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي».

وندد وزير خارجية السويد كارل بيلت بقرار أوكرانيا. وكتب على «تويتر»، أن «الحكومة الأوكرانية تنحني كثيرا أمام الكرملين. إن سياسة الضغوط الشديدة تعمل كما هو واضح». وأضاف أن «اقتصاد أوكرانيا يتراجع. والابتعاد عن إصلاحات الاتحاد الأوروبي للاتجاه نحو روسيا لا يمكن أن يساعد بسهولة. هذا يقضي على آفاق الاستثمارات الأجنبية المباشرة». إلا أن داليا غريبوسكايتي رئيسة ليتوانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، عدت أن «فترة توقف العلاقات (بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا) قد تدوم طويلا جدا».

واتهم أحد قادة المعارضة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بـ«الخيانة العظمى» وطالب بإقالته. ولمح المستشار الاقتصادي في الكرملين سيرغي غلازييف الأسبوع الماضي إلى تعاون اقتصادي يبلغ «عشرات المليارات من الدولارات» إذا تخلت كييف عن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهدد بوقف استيراد المنتجات الأوكرانية في حال العكس.