خلافات تطيح بقرار كبار العلماء وتعيد فتح أبواب مساجد أهل السنة في بغداد

رئيس الوقف السني: قرار المجمع الفقهي غلقها لا يخدم المصلحة العامة

TT

أطاحت خلافات سنية - سنية بالقرار الذي اتخذه المجمع الفقهي لكبار العلماء في العراق أول من أمس بغلق مساجد أهل السنة في بغداد احتجاجا على عجز الحكومة عن حمايتها، فضلا عن الاستهدافات المستمرة لأئمة وخطباء المساجد السنية وآخرها اغتيال الشيخ قاسم المشهداني إمام وخطيب جامع الحديثي في حي الغزالية.

المجمع الفقهي لكبار العلماء في العراق، الذي يهيئ نفسه ليكون بمثابة المرجعية العليا لأهل السنة والجماعة في العراق لم يتمكن من إقناع مختلف الأطراف والمرجعيات والشخصيات السنية في العراق بقراره الذي جرى تطبيقه جزئيا في بعض الأحياء، في حين أعلنت محافظة الأنبار تضامنها مع القرار طبقا لما أبلغ به «الشرق الأوسط» الناطق الرسمي باسم ساحات الاعتصام هناك الشيخ عبد الرزاق الشمري.

لكن ديوان الوقف السني، وعلى لسان رئيسه بالوكالة محمود الصميدعي، أعلن أمس أنه جرى فتح الجوامع في بغداد بعد قرار المجمع الفقهي بإغلاقها. وقال الصميدعي في تصريحات إن الديوان اجتمع مع المجمع الفقهي العراقي بشأن غلق الجوامع في بغداد، مبينا أن «الاجتماع أسفر عن اتفاق بشأن فتح الجوامع يوم السبت (أمس) بعد قرار المجمع الفقهي بإغلاقها». وأضاف الصميدعي: «قررنا وللمصلحة المشتركة فتح الجوامع لأن إغلاقها ليس فيه مصلحة عامة».

وكان المجمع الفقهي لكبار علماء العراق السنة قد اتخذ قرارا بإغلاق مساجد أهل السنة في العاصمة بغداد بسبب «الاستهداف المتكرر لهذه المساجد»، مبينا أن الحكومة تمارس خرقا يوميا برفضها الاستجابة للمطالب التي خرج لأجلها المعتصمون وتفسح المجال لميليشيات حليفة لتصفية رموز أهل السنة. لكن الشيخ محمود العيساوي، إمام وخطيب جامع الكيلاني في بغداد الذي يعد من أهم مساجد أهل السنة في العراق ويقع في ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «غير معني بهذا القرار وإنه ليس معه»، مشيرا إلى أن «مسجد الكيلاني لم يغلق وأبوابه مفتوحة لأداء الصلوات والخطب بصورة طبيعية». في السياق نفسه، أكد إمام وخطيب جامع أم الطبول الشيخ مهدي الصميدعي، وهو الأمين العام لهيئة إفتاء أهل السنة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «بحوزتنا 179 جامعا في بغداد لم تغلق أبوابها لأن مثل هذه القرارات التي يراد منها ضغط سياسي إنما هي بعيدة كل البعد عن الجوانب الشرعية». وأضاف الصميدعي أن «هذا المجمع أثبت أنه لا يمثل أهل السنة بدليل أنه لا أحد التزم وأن ما أغلق من مساجد بأوامر تكاد تكون سياسية أعيد فتحها للأسباب السياسية نفسها».

وكشف الصميدعي أنه «سيعلن قريبا عن تشكيل المجمع الفقهي لعلماء أهل السنة الذي سيمارس اختصاصاته الشرعية باتفاق الجميع ويضم هيئة من كبار العلماء يمكن الرجوع إليها في كل ما يتعلق بشؤون أهل السنة والجماعة في العراق».

من جهتها، أعلنت كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي أن إغلاق المساجد في بغداد لم يأت اعتباطا ولا بطرا وإنما جاء على خلفية الظلم والإقصاء والاضطهاد الذي وقع على أهل السنة في العراق. وقالت الكتلة في بيان تلاه النائب في البرلمان العراقي وليد المحمدي إن «المجمع الفقهي لكبار العلماء اتخذ هذه الخطوة حفاظا على أرواح الناس والأئمة والخطباء من القتل الذي أصبح موجها إلى أهل السنة بالذات في بغداد». ووصف المحمدي خطوة إغلاق المساجد في بغداد بالسابقة الخطيرة «التي تغلق فيها مساجد المسلمين في دولة إسلامية، فيجب أن يعمل الجميع على إنهاء هذا المسلسل من الظلم». وأضاف أنه «على العالم أن ينتبه إلى ما يجري في العراق وعلى منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها موقف مما يتعرض له أهل السنة في العراق من ظلم وإقصاء وتهميش ممنهج يستهدف وجودهم وكيانهم».