ترحيب دولي حذر بـ«خطوة أولى» في معالجة برنامج إيران النووي

أوباما يقر بـ«صعوبات هائلة» في تحقيق اتفاق نهائي

TT

استيقظ العالم أمس على خبر الاتفاق الذي أبرم ليلا بين طهران والدول الست الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني في ختام مفاوضات شاقة بجنيف، بوصفه خطوة أولى نحو تسوية شاملة. وكان هناك ترحيب حذر بالاتفاق الذي يعد «خطوة أولى» في معالجة المخاوف من البرنامج النووي الإيراني. وقادت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الترحيب بالاتفاق الذي عمل وزراء خارجيتها على إتمامه في جنيف مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

ففي واشنطن، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران بأنه «خطوة أولى مهمة»، مشيرا في الوقت عينه إلى استمرار وجود «صعوبات هائلة» في هذا الملف. وقال أوباما في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض في وقت متأخر مساء أول من أمس بحسب توقيت واشنطن، إن هذا الاتفاق «يقفل الطريق الأوضح» أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددا دعوة الكونغرس إلى عدم التصويت على عقوبات جديدة ضد إيران. وأكد أوباما أنه «للمرة الأولى خلال ما يقارب العقد، أوقفنا تقدم البرنامج النووي الإيراني، وسيجري إلغاء أجزاء أساسية من البرنامج». وتعهد الرئيس الأميركي بأن «عمليات تفتيش جديدة ستعطي إمكانية وصول أكبر إلى التجهيزات النووية الإيرانية وستسمح للمجتمع الدولي بالتحقق مما إذا كانت إيران تفي بالتزاماتها».

من جهته، عدّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاتفاق «سيجعل العالم أكثر أمنا، وإسرائيل وشركاءنا في المنطقة أكثر أمنا». وقال إن الاتفاق يشكل «خطوة أولى»، مشددا على أن النص «لا يقول إن لإيران الحق في تخصيب (اليورانيوم) مهما جاء في بعض التعليقات».

ومن موسكو، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الاتفاق الدولي يشكل «اخترقا»، لكنه ليس سوى «خطوة أولى» على طريق طويل وصعب. وقال بوتين في بيان صادر عن الكرملين: «أؤكد أن اختراقا قد تحقق، لكنه ليس سوى خطوة أولى على طريق طويل وصعب». وأضاف الرئيس الروسي: «إننا على استعداد، بالتعاون مع شركائنا، لمواصلة السعي بصبر إلى حل يحظى بقبول متبادل يضمن حق إيران الثابت في تطوير برنامج نووي سلمي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأمن كل دول الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل». وأضاف: «المباحثات بشأن تنظيم وضع البرنامج النووي الإيراني أتاحت الاقتراب من حل واحدة من المشكلات الأكثر صعوبة في السياسة العالمية».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي شارك في مفاوضات جنيف، أشاد في وقت سابق من صباح أمس بالاتفاق. ونقلت عنه وكالات أنباء روسية: «لا يوجد خاسر، الكل رابح» من هذا الاتفاق. وشدد على أنه «سيكون من الصعب جدا الآن الالتفاف على المعلومات التي تجمعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونحن على ثقة في أن إيران ستتعاون بحسن نية مع الوكالة».

ورحبت الصين بالاتفاق، عادّة أنه «سيساهم في صون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وقال وزير الخارجية الصيني وانغ ويي في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني: «الاتفاق سيساهم في الحفاظ على نظام حظر انتشار الأسلحة النووية الدولي وسيصون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق، عادّا إياه «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح». وقال هولاند: «الاتفاق التمهيدي الذي اعتمد هذه الليلة يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الإيراني، وبالتالي نحو تطبيع علاقاتنا مع إيران».

من جهته، عدّ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الاتفاق جيدا للعالم بما في ذلك دول الشرق الأوسط والشعب الإيراني. وكتب هيغ في حسابه على موقع «تويتر» أن «الاتفاق المبرم هذه الليلة مع إيران جيد للعالم أجمع بما في ذلك لدول الشرق الأوسط والشعب الإيراني». وقال في تغريدة ثانية: «يدل الاتفاق على أن من الممكن العمل مع إيران ومعالجة المشكلات المعقدة عبر الدبلوماسية».

وعدّ وزير الخارجية البريطاني هذا الحل الشامل «سيكون من الصعب بلوغه»، واصفا الإيرانيين بأنهم «متصلبون» في المفاوضات، لكنهم «صادقون في سعيهم إلى إيجاد هذا النوع من الاتفاق».

وأما ألمانيا، وهي الدولة السادسة التي خاضت المفاوضات مع الإيرانيين، فرحبت أيضا بالاتفاق؛ إذ قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن هذا الاتفاق يعد «نقطة تحول» وأضاف أنه بهذا الاتفاق «اقتربنا خطوة حاسمة من هدفنا الخاص بالحيلولة دون تسليح إيران نوويا».

وأشاد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي أمس بـ«الشجاعة» التي أبدتها إيران والقوى الكبرى للحد من البرنامج النووي الإيراني، لكنه أكد أن المهم هو تطبيقه «في المهل المحددة».

ورحبت الهند وباكستان، القوتان النوويتان، أيضا بالاتفاق. وعبرت الهند المقربة تقليديا من إيران، عن ارتياحها «للاتجاه نحو حل لمسائل مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الحوار والدبلوماسية».

ورحبت باكستان قائلة في بيان إنها «أكدت على الدوام أهمية تجنب مواجهة يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة».

ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الاتفاق المرحلي قد يكون «بداية اتفاق تاريخي» بحسب المتحدث باسمه. وقال المتحدث مارتن نيسيركي نقلا عن بان، إن الاتفاق الذي رحب به «بحرارة» «قد يتبين أنه تمهيد لاتفاق تاريخي لشعوب وأمم الشرق الأوسط وأبعد من هذه المنطقة». وأضاف بان كي مون أنه على كل الأطراف المعنية، أن تعمل الآن «لإرساء الثقة المتبادلة والسماح بمواصلة المفاوضات لتوسيع أبعاد هذا الاتفاق المرحلي».